قال الدكتور صبحى الكردى أمين صندوق نقابة الصيادلة الفرعية بالجيزة، إن وزارة الصحة فشلت فى إيجاد حلول لمشكلة نقص الدواء، مشيرا إلى أن الوزارة تركت الأدوية الأساسية والحيوية كالمحاليل الطبية وأدوية الأورام والسرطان للسوق السوداء وسلاسل الصيدليات والمهربين، حتى أصبحت تباع بثلاثة أضعاف ثمنها، واصفا الوضع الحالى من نقص للأدوية بالسيئ جدا، بعدما عجزت الحكومة من السيطرة على الدواء وتركه فى يد "مافيا" على حد وصفه.
وأشار الكردى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى ضرورة تشكيل وزارة الصحة لغرفة عمليات من الصيادلة والأطباء من التخصصات الدقيقة، لتوفير الأدوية الحيوية، مثل مرضى السرطانات الذين لا يوجد لهم مسكنات تعوضهم فقدانهم الأدوية الأساسية.
من ناحيته حذر محمود فؤاد مدير المركز المصرى للحق فى الدواء من حدوث كارثة تحلبالآلاف من مرضى الأورام فى معاهد القاهرة القومى للأورام، ومعهد المنصورة، ومعهد طنطا ومعهد سوهاج بسبب توقف البرنامج العلاج المقرر للأطفال لعدم وجود الأدوية الخاصة بالعلاج الكيماوى منذ أسبوع.
وأوضح أنه رصد أن مئات الأطفال قد يدفعون حياتهم لعدم توافر صنف "بيورنيثول" الذى يقوم الأهالى باقتسام العبوة الواردة فيما بينهم، و"الاسبراجينيز" الأمر الذى أدى لاستغاثة إدارات المستشفيات بالمتطوعين ومنظمات المجتمع المدنى للعمل لسرعة التوصل لهذا الدواء الذى يتم استيراده لصالح الشركة المصرية لتجارة الأدوية بسعر 40 جنيها، لكنه غير موجود إلا فى السوق السوداء بـ300 جنيه عن طريق بعض تجار الأدوية والمخازن، واندوكسان الذى يتم استيراده لصالح شركة وحيدة، تم رصد وجود الصنف بالسوق السوداء ويباع 450 جنيها وصنف هولوكسان نفس الأمر.
وطالب فؤاد إدارة الصيدلة بضرورة التفتيش على كشوف الاستيراد والتسليم لهذه الأصناف حتى يتبين الكميات التى سلمت للمعاهد من عدمه، وأيضاً خرجت هذا الشهر أكثر من استغاثة من مستشفى أطفال أبو الريش بعدم وجود أدوية مخصصة للأطفال المصابين بالأورام أو التلاسيميا أو الهيموفليا أو أمراض فقر الدم أو حمى البحر المتوسط وصعوبة الوضع الصحى داخل المستشفى الذى يعيش على التبرعات".
وأشار إلى أنه يطالب بالتحقيق مع الشركات المستوردة للأدوية، والتى تخرج منها بواسطة بعض المناديب للأسواق السوداء استغلالا للازمة والتفتيش على شركات الاستيراد الأخرى التى تقوم باستيراد أصناف مثل كيتوستريل المخصص للفشل الكلوى وهو مسعر بـ220 جنيها وطرحها بكامل الكمية فى السوق السوداء بسعر وصل إلى 800 للعبوة.
فيما أكد الدكتور حسن إبراهيم عضو مجلس نقابة الصيادلة أنه من خلال التواصل الدائم مع الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، طالبت النقابة الإدارة باتخاذ إجراءات سريعة لتوفير الأدوية المرتبطة بالحياة والحالات الحرجة، مشيرا إلى أن عددها يصل إلى 10 مستحضرات، لافتا إلى أنه حال توفير تلك الأصناف لن يكون هناك أزمة، خاصة أن كل الأدوية لها بدائل ومثائل يمكن تناولها والتغلب على نقصها، فيما عدا تلك الأنواع التى ليس لها بدائل أو مثائل، موضحا أن تلك الأدوية، تضم علاجات الأورام، والمحاليل الطبية، وعلاج مرضى الكلى والقصور الكلوى.