تحظى هيلارى كلينتون بمساندة قوية للغاية من صناع الموضة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو القطاع الذى دعّم بقوة أيضًا باراك أوباما فى انتخابات 2008، و2012، بالإضافة إلى المساندة النسائية القوية.
94% من تبرعات الملابس والإكسسوارات تذهب لكلينتون
وأجرى مركز السياسة المستجيبة "The Center for Responsive Politics" المنوط بتتبع دور المال فى الانتخابات الأمريكية استطلاعًا كشف أن قطاع الموضة يدعم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بقوة أكبر كثيرًا من منافسها الجمهورى دونالد ترامب.
وأوضح التقرير، الذى أصدره المركز ونشره موقع "Women Wear Daily"، أن هذا الدعم يأتى فى أشكال مختلفة، حيث يقدم صناع الموضة لكلينتون تبرعات مالية إلى جانب تبرعات بالأزياء بتوقيع كبار مصممى الأزياء للمرشحة.
وشمل الاستطلاع 29 متجر تجزئة وعلامة أزياء خلال الفترة من يناير 2015 إلى سبتمبر، وحسب التقرير فقد بلغ إجمالى ما قدمته هذه المتاجر وعلامات الأزياء لكلينتون 628305 دولارات، وهو ما يزيد بمقدار 200 مرة عن ما قدمه القطاع لترامب والذى يساوى 38077 دولارًا.
وحسب التصنيف بالفئة فإن كلينتون أيضًا نالت القدر الأكبر من التبرعات، فقد حصلت على 94% من تبرعات الإكسسوارات، و94% من تبرعات متاجر التجزئة الخاصة بالملابس.
مصممو الأزياء الداعمون لكلينتون
رصد الاستطلاع أيضًا قائمة مصممى الأزياء الذين قدموا الدعم بشكل شخصى لكلينتون، والتى تضمنت أسماء كبيرة مثل "تورى بيرش"، و"مايكل كورز"، و"مارك جاكوبس"، و"فيرا وانج"، و"كالفن كلاين" و"ديان فون"، بالإضافة إلى "رالف لورين" الذى قدم لها أزياءه فى اثنين من المناظرات الرئاسية الثلاثة.
وبشكل شخصى ساهم المصممون فى تقديم مبالغ كبيرة لـ"صندوق النصر" الخاص بكلينتون، حيث قدم كل من تيرى بيرش، وليونارد لودر، وفيرا وانج للصندوق ما يزيد عن 33 ألف دولار، فى حين تبرع كلاين بـ43 ألف دولار للصندوق.
وامتدت فعاليات جمع التبرعات لكلينتون من قطاع الموضة إلى أسبوع الموضة فى نيويورك الشهر الماضى، حين عقدت الحملة الدعائية لها عرضًا للأزياء وتم جمع التبرعات لها خلال أسبوع الموضة، وساعد عدد من صناع الموضة فى تنظيم هذا الحدث الذى لم تحضره كلينتون وإنما ابنتها تشيلسى.
لماذ ينحاز قطاع الأزياء لكلينتون؟
وفى محاولة لتحليل السر وراء هذه الفجوة الكبيرة فى التبرعات والدعم من قطاع الأزياء لصالح كلينتون، أشار التقرير إلى أن هذا يرجع إلى تعرضه لانتقادات بسبب ما تردد عن وجود توقيعه على دعوى قدمت ضد الشركات التى تستعين بعمالة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه هدد بإعادة التفاوض على اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة.
وعلى الرغم من أن كلينتون تعرضت هى الأخرى لانتقادات بشأن خطابها الذى عارضت فيه بعض النقاط فى الاتفاقية نفسها، ولكن يبدو أن مجتمع الأعمال أكثر تفاؤلاً بأنها ستدعم الكثير من السياسيات المؤيدة للتجارة إن وصلت للرئاسة.
وأشار التقرير إلى أن المساهمات الفردية لصناعة الأزياء فى الانتخابات الرئاسية الماضية كانت أكثر توازنًا بين المرشحين أوباما وميت رومنى، فحصد أوباما 53.9% من المساهمات مقابل 45.9 لرومنى فى انتخابات 2012.
ورغم أن الكثيرين فى صناعة الأزياء دعموا فى الماضى المرشحين الجمهوريين لأنهم يمثلون الحزب الذى يتبنى سياسات أكثر ملائمة للأعمال التجارية، إلا أن تناقض ترامب وتاريخ الشخصى لا يوحى بالثقة للناخبين مما ينعكس على التبرعات.
كما يرى المتبرعون ترامب شخصًا لا يمكن التنبؤ به مما يجعلهم غير واثقين من وضوح سياسته، وقالت جوليا هيوز، رئيس رابطة صناعة الأزياء فى الولايات المتحدة: "إن الناس قد لا يدعمون سياسات كلينتون ولكنهم على الأقل يعرفون سياساتها، أما ترامب فهو عشوائى جدًا ولا يمكن التنبؤ بخطواته، مما يثير تحفظ رجال الأعمال والمهنيين ويجعله عاجزًا عن جذب دعمهم".