دخلت معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم داعش، مرحلة الحسم ، فى الوقت الذى انقلب فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى على تركيا لتحالفها مع "الملحدين" على حد قوله، داعياً انصاره إلى غزوها وإدراجها ضمن نطاق عملياتهم الإرهابية.
وشنت طائرات الجيش العراقى غارات فجر اليوم الخميس، استهدفت ثلاث سيارات مسلحة لتنظيم داعش، ولاحقت عناصر التنظيم وقتلت العشرات منهم شمال "الشورة" والقرى المحررة جنوب الموصل بمحافظة نينوى شمال العراق.
وتفقد اللواء نجم الجبورى، قائد عمليات نينوى، مسرح العمليات وتابع عمليات قوات السلاح الهندسى لتطهير المدينة من العبوات الناسفة ومعالجة المنازل المفخخة حيث تم تدمير شبكات الأنفاق التى يستخدمها الإرهابيون فى التنقل أثناء العمليات الإرهابية.
وفى السياق نفسه، حررت القوات العراقية المشتركة، 3 قرى جديدة تابعة لناحية "حمام العليل"، بالمحور الجنوبى الغربى لمدينة الموصل، وذلك بعد معارك ضارية مع عناصر التنظيم الإرهابى.
وقال الفريق ركن عبدالله الأمير رشيد يارالله، إن قوات الفرقة 15 بالجيش حررت قريتى الخفسان وقطبة القريبتين من "حمام العليل" ورفعت العلم العراقى عليها، فيما تمكنت قوات الشرطة الاتحادية والفرقة 15 بالجيش العراقى من تحرير قرية "منيرة" جنوب حمام العليل ورفعت العلم العراقى عليها.
وأشارت مصادر محلية إلى أنه يوجد نحو 500 عائلة عراقية داخل ناحية حمام العليل يعانون أوضاعا معيشية سيئة نتيجة نقص الغذاء وتهديدات مسلحى داعش، بينما يتخبط داعش ويلجأ إلى تنفيذ عمليات إعدام انتقامية وقتل نحو 200 مدنى فى الناحية منذ بدء عمليات ترحير الموصل فى 17 أكتوبر.
على صعيد متصل، تواصل قوات "مكافحة الإرهاب" العراقية تطهير منطقة"كوكجلي" شرق الموصل التى سيطرت عليها أول من أمس الثلاثاء، من العبوات الناسفة والمفخخة، واقتربت من أحياء "الكرامة" و"القدس" فى مدينة الموصل الذى شهدت اشتباكات مع فلول مسلحى داعش.
وفى محاولة لتبرير هزائمه فى معركة الموصل، قال زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادى فى تسجيل بثه فجر اليوم : "هذه المعركة المستعرة والحرب الشاملة والجهاد الكبير الذى يخوضه التنظيم اليوم ما يزيدنا إن شاء الله إلا إيمانا ثابتا ويقينا راسخا، بأن ذلك كله ما هو إلا تقدمة للنصر المكين وإرهاصا للفتح المبين الذى وعد الله عباده".
وفى انقلاب لافت على تركيا، رغم التقارير التى كانت تتحدث قبل أشهر عن وجود تنسيق بين التنظيم ونظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من خلال تسهيل عبور المسلحين وتحركهم عبر الحدود التركية، فضلاً عن إيواء مسلحى التنظيم وتقديم العلاج لهم فى مستشفيات تركية، دعا البغدادى أنصاره لمهاجمة تركيا، لتحالفها مع "الملحدين" على حد قوله.
وقال زعيم التنظيم الإرهابى فى رسالته الصوتية الأولى منذ بدء معارك الموصل: "أيها الموحدون.. لقد دخلت تركيا يوم فى دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله واغزوها واجعلوا أمنها فزعا ورخاءها هلعا ثم أدرجوها فى مناطق صراعكم الملتهبة."
وتابع : "حولوا ليل الكافرين نهارا وخربوا ديارهم دمارا واجعلوا دماءهم أنهارا".
كان مجلس الأمن، قد أدان أمس استخدام مقاتلى داعش السكان المدنيين فى مدينة الموصل كدروع بشرية، محذرا من خطر انتقال إرهابيين جدد إلى سوريا"، مؤكداً أن المجلس يراقب بقلق كل التقارير التى تتحدث عن نقل المدنين عنوة وتسخيرهم كدروع بشرية، ودعا المجلس كافة الأطراف فى معركة الموصل لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب سقوط ضحايا من المدنين.