تنتج محافظة شمال سيناء، كميات كبيرة من فاكهة الـ"الكلمنتينا" سنويا، وهي عبارة عن ثمرة تمثل تقاطعًا بين اليوسفي والبرتقال، وقشرتها أكثر ثخانة من اليوسفي، علما بأنه يمكن تقشير اليوسفي بسهولة أكثر، و"الكلمنتينا" أكثر حلاوة وليس فيها نوى أو بذور داخلية، وبالإمكان الاحتفاظ بها لمدة أطول من اليوسفي ولمدة شهرين في مكان بارد.
موسم "الكلمنتينا" ينتظره الأهالى كل عام، فهي تعتبر مصدر رئيسي للدخل، لفئات كثيره من المجتمع السيناوي، أختلف الوضع هذا العام، حيث أصبح تسويق المنتج، ونزوح الأيدي العامله، إلى أماكن أكثر أمانا، وقلة عدد التجار القادمين من المحافظات الأخري، بسبب الأوضاع الأمنية المحيطة، كلها مشاكل تراكمت على كاهل المزارعين، قبل التجار.
كان لـ "انفراد" هذا التحقيق، الخاص حول معاناة المزارعين، والتجار، في أماكن الصراع بالشيخ زويد، ورفح لتسويق هذا المحصول.
وهو يشير إلى الأشجار ، بإصبعة السبابه، يقول سليمان سلام عياد، 57 عامًا، مزارع، من رفح المعوقات هذا الموسم كثيرة، أهمها عمليات الكر والفر بين قوات الأمن، والمسلحين، في هذه الأماكن، بالإضافة إلى، الانقطاع المتكرر للكهرباء، الذي يتجاوز 10 أيام متواصلة، في بعض الأحيان، مما أدي إلى عطش، الاشجار وتساقط الثمر، لإن" الكلمنتينا" تعتمد على الري الحديث، بعكس باقى منتجات سيناء، التي تعتمد بشكل رئيسى على مياه الأمطار.
عبدالناصر أبو درب، 32 عامًا، مزارع من قريه أبو شنار الساحليه برفح، يؤكد أن إنتاج شمال سيناء يتجاوز 90% من إنتاج مصر الكلي لهذه الفاكهة، ويضيف أبو درب، أن الموسم ينتظره الاهالي بفارغ الصبر، وتعتبر منطقة "ساحل البحر المتوسط" لمدينتي الشيخ زويد، ورفح المكان الرئيسي لزراعتها.
ويقول، فتحي أبو فاضى، 35س عامًا مزارع، للأسف الآن الوضع تغير، وعدد التجار قل جدًا عن السنوات الماضية، والمحال التجارية، التي كان يستأجرها التجار القادمون من المحافظات الأخرى، قبل بداية الموسم بشهرين أو ثلاثة، مغلقه تمامًا في الوقت الحالى.
ويضيف فتحي، أن المزارع مغلوب على أمره، الشجرالذى تعب وشقي من أجله سنوات، الآن يموت أمام عينه، والثمر على الأرض من العطش، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء وحتى محطات السولار غير متوفرة في الشيخ زويد ورفح، بسبب الأوضاع المحيطة.
ويؤكد محمد الشيخ، تاجر، قادمًا من محافظة الدقهليه، انا اتردد على هذا المكان منذ سنوات، ولكن الآن الأمر اختلف كثيرًا، عما قبل ،الطريق في السفر متعبه جدًا، مما يسبب لنا أضرارا مادية كبيرة، لان السائق عندما يأتى إلى هنا يأخذ أجرته مضاعفه، نظرللزحام على المعدية، وقفل الكوبرى، لذا نناشد المسؤلين بتسهيل مرور سيارات التجار، وتسهيل مهمتها، حتى يٌقبل التجار من جميع المحافظات، ويضيف محمد الشيخ، إننا فعلا نعانى جدًا من الوضع، خاصه في أثناء السفر ذهابًا، وإيابًا، "وبدل ما أشحن ثلاث أو أربع سيارات في اليوم اكتفى بواحده".
ويقول المعلم "عبدالله زناتي" تاجر، من القاهرة، "الكلمنتينا" في سيناء خير لمصر كلها، الوضع تغير كثيرًا عن السنوات الماضية، الطرق الالتفافيه الوعرة تسبب لنا مشاكل كبيره جدًا، معنوية ومادية، بالإضافة إلى قلة عدد العمال، وعدم وجود تصدي، رغم أن الكلمنتينا مطلوبه بالاسم، في دول الخليج العربي.
ويشير "عبدالله. م. س" عامل يوميه بسبب حظر التجوال، أتاخر في الوصول إلى مكان العمل، وكذلك ينتهى العمل على الساعة الثالثه عصرًا، مما يؤثر على دخلى اليومى بالسلب، بالإضافة إلى الخطر الذي يواجهنى في إطلاق النار العشوائى، وسط اشجار الكلمنتينا، وهذا حالى وحال جميع العاملين وهو ما سيؤدى لخراب بيوتنا.
ويقول، عبدالله حماد، مزارع من الشيخ زويد، نبذل قصاري جهدنا، للوصول إلى منتج عالي الجوده، ولا نجد مجال للتصدير، ونضطر إلى بيع المنتج بنصف السعر، لان علينا التزامات وديون يجب أن تسدد، مما يزيد من أعباء المزارعين، ويحملهم فوق طاقتهم، ناشدنا المسئولين بفتح كوبرى السلام، الذي يربطنا بالمحافظات المجاوره، حتى يزيد عدد التجار دون جدوي، والآن بعد هذا التحقيق، حول هموم مزارعين الكلمنتينا، وشكواهم ومقترحاتهم، هل نجد مسئول يتحرك في الاتجاه الصحيح؟.