6 صور لبنات الليل فى الرواية المصرية.. نور الجدعة فى اللص والكلاب.. والفقيرة شهيرة تسقط فى قاع المدينة.. ونساء بيت من لحم لا يعرفن الحلال والحرام.. وبنات "وقوف متكرر " داعرات مودرن

رصد الأدب العربى خاصة الرواية الكثير من صور المرأة التى احترفت البغاء، وكان له تأثيره النفسى والفنى على الكتابة، وتنوعت صورة هذه العاهرة بين الضحية والجدعة والمذنبة. نجيب محفوظ والمومس الفاضلة أوردت فوزية العشمأوى حديثا لنجيب محفوظ نشر فى مجلة الهلال عام 1970، تحدثت فيه عن رؤيته لفئة العاهرات من النساء يقول فيها "هناك منحرفات فاضلات ومنحرفات غير فاضلات والواقع أن كثيرا من المنحرفات فى رواياتى، يرجع انحرافهن إلى أسباب اجتماعية، المتهم وراءهن لـيس سلـوكهـن بـقدر ما هو المجتمع الذى يعشن فيه، إن الغالبية العظمى منهن يرتكبن الإثم بسبب الفقر. . بسبب المجتمع". وللمرأة العاهرة نصيب كبير فى روايات الأديب العالمى منها القاهرة الجديدة، واللص والكلاب، ووبداية ونهاية وزقاق المدق. ففى القاهرة الجديدة، إحسان شحاتة طالبة معهد التربية، شديدة الفقر، تعيش فى أسرة مثقلة بأعباء الحياة، يستغلها المجتمع الذى لا يعترف إلا بالثروة والنفوذ، تسوده المحسوبية والانتهازية وتحكمه البراجماتية القاسية، مجتمع ينتشر فيه الفساد السياسى والظلم الاجتماعى، يستغلها كأثنى ضعيفة، فيدفعها لأن تبيع جسدها كى توفر لأخوتها الصغار حياة كريمة. كذلك حميدة فى زقاق المدق، حيث غياب الوعى والفقر، والمرأة هنا هى الحلقة الأضعف فى المجتمع، تسقط أيضا حميدة بنت أم حميدة، ويجبرها المجتمع على استغلال جسدها كى تعيش. كما نقرأ نور الجدعة فى "اللص والكلاب" فسعيد مهران، يتخلى عنه الجميع، ولا يجد من ينقذه إلا "نور " العاهرة التى أجبرها المجتمع لأن تبيع جسدها من أجل أن تعيش، حيث مثلت "نور" الملجأ طاقة الأمل، فقد منحت "سعيد مهران" بعض الراحة والطمأنينة فى هذه الحياة، بشكل لم يكن متوقعا من شخصية تعمل فتاة ليل. شهيرة والسقوط فى قاع المدينة تتمحور فكرة رواية قاع المدينة لإحسان عبد القدوس فى شخصيتين محوريتين، قاضى ويدعى عبد الله وخادمة وتدعى شهرة، التى كانت تحيا فى بيت متهتك خلف جامع الأزهر هى وثلاثة أبناء وأب غير متحمل لأى مسئولية هى كانت الرجل والمرأة فى المنزل والعائل الوحيد لهذه الأسرة، وكانت بينهما علاقة أدت فى النهاية إلى ضياعها بشكل تام. يوسف إدريس.. بيت من لحم فى قصته "بيت من لحم" يعرض يوسف إدريس لنوع غريب من العلاقات الجنسية ومن العهر، وتدور القصة داخل حجرة صغيرة لأرملة وبناتها الثلاث، وتقرر الأرملة الزواج من المقرئ الكفيف بعدما رفضته بناتها، ليعيشوا سويا داخل هذه الحجرة الضيقة، وكان خاتم الزواج هو وسيلته للتعرف على أنثاه وسط هذه الكومة من اللحم الدافئ، وترى الأم بناتها الجياع، فتقرر أن يتقاسمن "اللقمة" الواحدة ولو بالحرام، وتبقى الأم بين نارين، نار الحرام ونار جوع البنات الذى لا يبرد. إسماعيل ولى الدين.. درب الهوى "درب الهوى" تعرض لعالم الدعارة خلال فترة الأربعينيات، الذى تدور أحداثه حول أحد الوزراء ورئيس حزب اسمه "الفضيلة والشرف"، كان ينادى بغلق بيوت الدعارة نهارا، لكنه فى الليل كثير التردد على بيوت الدعارة حيث إنه شخصية تستعذب الضرب والإهانة. محمد صلاح العزب.. وقوف متكرر إنها أزمة شاب مراهق يبحث عن مكان يصلح أن يحقق أحلامه الجنسية، حيث نجد داعرتين من حطام المدينة إحداهما طالبة جامعية تمارس الدعارة بزى وكشكول المحاضرات المضموم للصدر، بشرط الحفاظ على غشاء بكارة يبقى وسيلتها الوحيدة للتفاوض مع عريس مستقبلى، والأخرى تستعير أداء من أفلام السبعينيات، أكثر حرفية وقد قطعت المشوار إلى آخره. حسين عبدالعليم.. سعدية وعبدالحكم رواية قصيرة تتناول بوجه التحديد تاريخ البغاء فى مصر فى القرن الثامن عشر الميلادى منذ فترة حكم الوالى محمد على باشا الكبير وقبلها وبعدها بقليل، ونرى فيها قصة سعدية وشقيقها عبدالحكم، وكيف أن كل منهما اهتم بشىء مختلف عن الآخر وكيف أرادت سعدية أن تمتهن هذه المهنة وأرادت ذلك بنفسها ولم يجبرها أحد.