تحتل سوق التأمين الصينى المرتبة الثالثة على مستوى العالم بعد أمريكا واليابان، بما تملكه من مقومات النجاح والنمو فى هذا النشاط، حيث تبلغ قيمة أقساطها التأمينية حوالى 340 مليار دولار، الأمر الذى يدفع أى سوق ناشئة إلى السعى لجذب هذا العملاق التأمينى للشراكة معه، وجذب مزيد من استثماراته التى تغطى الكثير من دول العالم.
وعلى الرغم من عمق العلاقات بين البلدين والتى تم تتويجها بزيارة الرئيس الصينى لمصر ومذكرات التفاهم والشراكة الاقتصادية فى كثير من المجالات، إلا أننا لم نسمع عن احتواء الملف الاقتصادى المصرى لأى مقترحات لعقد شراكات خاصة بجذب استثمارات صينية مباشرة، للعمل فى سوق التأمين المصرى الذى استطاع بالفعل فى سنواته الأخيرة جذب كثير من الشركات الأجنبية والعربية الكبرى لما يتميز به من عوامل جذب باعتباره سوقا ناشئة وواعدة وتمتلك الكثير من مقومات النجاح لأى مستثمر.
ولك أن تعلم أن الصينيين كانوا أكثر حرصا منا لاستثمار أموالهم فى سوق التأمين المصرى فقد قاموا بالفعل بدراسة السوق بعد زيارة أكبر شركة تأمين صينية لمصر منذ 4 سنوات وتوقفت بعدها مفاوضات الشراكة دون أن تسعى أى جهة مصرية مسئولة عن الاستثمار، لإعادة الترويج مرة أخرى وفتح قنوات الاتصال لجذب مزيد من الاستثمارات الصينية فى هذا النشاط.
وأكد الدكتور عادل منير الأمين العام للاتحاد الأفروآسيوى للتأمين، أن جذب شركات التأمين الصينية لمصر يعد إضافة كبيرة للسوق المصرى، موضحا أن أكبر 6 شركات صينية عاملة فى نشاط التأمين فى عضوية الاتحاد ومنهم شركة تحتل المرتبة الثانية فى هذا السوق، كما أن المجمعات التأمينية التابعة للاتحاد تتعامل مع السوق الصينى والذى يمثل 30% من نشاط إعادة التامين بالمجمعات الأفروآسيوية.
وأضاف منير أن سوق التأمين الصينى يحتل المرتبة الثالثة بعد أمريكا واليابان بحجم أقساط تأمينية تصل إلى 340 مليار دولار وبمعدل نمو 9% وهو الأعلى فى العالم، كاشفا أنه كانت هناك زيارة منذ ما يقرب من 4 سنوات من أكبر شركة تأمين فى الصين، وهى شركة الصين لتأمينات الحياة لمصر والتى جاءت بغرض دراسة سوق التأمين المصرى وبحث الدخول فى شراكة مع إحدى الشركات العاملة أو تأسيس شركة جديدة برؤوس أموال صينية، ولكنها توقفت منذ ذلك الوقت بسبب الأحداث فى مصر ولم يتم إعادة إحيائها حتى الآن، ولا شك أن زيارة الرئيس الصينى لمصر سوف تكون محركا ودافعا لإعادة جذب هذه الاستثمارات.
وأشار عبد الرؤوف قطب رئيس الاتحاد المصرى للتأمين إلى أن دخول الشركات الصينية كلاعب جديد فى سوق التأمين المصرى أمر وارد ولكن يتوقف على مدى قناعة الجانب الصينى، فمصر بالفعل جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية من ألمانيا وفرنسا ودول الخليج التى تعمل بشركاتها داخل سوق التأمين المصرى .
ولفت قطب إلى أن رئيس الاتحاد الأفروآسيوى السابق حتى عام 2014 كان صينى وتسلمت بعده الرئاسة كما أن الصين ممثلة فى الاتحاد منذ ما يقرب من 32 سنة ولنا علاقات وثيقة مع سوق التأمين الصينى.