رغم ضآلة فرصة وصوله إلى قلوب الأمريكيين، إلا أن دونالد ترامب، المرشح الجمهورى المثير للجدل استطاع أن يحصل على ترشيح الحزب الجمهورى رغم أنف الحزب نفسه، وربما يحالفه الحظ ويستطيع أن يحقق المعجزة بأن يصبح الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن ما الذى سيحدث فى العالم حال حدث هذا! ربما يتبادر إلى الذهن بمباشرة عند هذا التساؤل سياسة ترامب الخارجية. فهو أغلب الظن سيكون صديقا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وسيقوم بشن حربا على داعش، وسيقصف خلالها أنابيب النفط، والمصافى البترولية.
حروب
أما عن نظرة ترامب "للعالم المستقر"، فتقول صحيفة "الميرور" البريطانية إنه تعهد بشن العديد من الحروب التجارية، إلى جانب قصف الشرق الأوسط فى الوقت الذى يدعم فيه "الإيهام بالغرق"، وألمح إلى أنه سيتخلى عن حل الدولتين كحل مستدام للصراع الإسرائيلى الفلسطينى.
أما فيما يتعلق بقضية الهجرة، فلم يدخر المرشح الجمهورى جهدا لإثارة الجدل فى كل مناحى هذه القضية، فبدأها بمعاداة اللاتينيين، ودعا لبناء حائط لمنع دخول المكسيكيين، فضلا عن أنه دعا لمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
المرأة
وفيما يتعلق بموقفه من المرأة، فأيضا تمكن ترامب من معاداة المرأة فى الولايات المتحدة وخارجها بتعليقاته المسيئة وفضائحه الجنسية المتكررة التى أظهرت كيف تعامله مع المرأة كجسد بلا عقل. كما أثار الكثير من الانتقادات بموفقه من "الإجهاض".
إعادة الحزب الجمهورى للبيت الأبيض
وكان مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب تحدث إلى أعضاء حزبه عن الكيفية التى سيدير بها البلاد بعد فوزه فى هذه الانتخابات الرئاسية، وقال عندما أعلن عن خوضه الانتخابات باسم الجمهورى: "سنعيد حزبنا إلى البيت الأبيض، وبلادنا إلى الأمن، والسلم والازدهار". جاء ذلك فى الخطاب الذى ألقاه فى مؤتمر الحزب الجمهورى فى كليفلاند، معلنا استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية مرشحا عن الحزب.
ووعد ترامب فى خطابه باستعادة القانون والنظام فى البلاد. وقال: "الجريمة والعنف اللذان تعانى منهما بلادنا حاليا، سوف ينتهيان. وابتداء من 20 يناير 2017 سيستتب الأمن".
وقد اتهم ترامب علنا الرئيس أوباما ووزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة هيلارى كلينتون بفشل السياسة الخارجية الأمريكية. وقال: "يواجه مواطنونا الكوارث ليس فقط فى الداخل، ويعيشون فى ظروف يتحملون خلالها الإهانات والذل باستمرار فى العالم".
تركة كلينتون الموت والخراب
ويرى المرشح الجمهورى أن الولايات المتحدة أصبحت أقل أمنا بعد تعيين أوباما هيلارى كلينتون لمنصب وزير الخارجية؛ لأن "تركة هيلارى كلينتون هى الموت والخراب والضعف". وأعتبر أن "القرارات غير العقلانية التى اتخذتها أدت إلى "أحداث كارثية تتطور حاليا". وقد انتقد ترامب سياسة واشنطن إزاء سوريا وإيران والناتو. وأعلن أنه سيطلب من جميع حلفاء الولايات المتحدة دفع ثمن حمايتهم عسكريا من جانب الولايات المتحدة.
وقال: "سوف نعيد بناء جيشنا المنهك، وسوف نطلب من البلدان التى نحميها بتكلفة عالية، بدفع حصتهم من ذلك".
كما وعد ترامب فى حال فوزه فى الانتخابات أن يركز سياسته على الولايات المتحدة وليس على العولمة. وقال: "سيصبح بلدنا بلد كرم ودفء وأمن ونظام؛ لأن الازدهار لن يحصل فى غياب القانون والنظام"؛ مشيرا إلى أن نسبة الجريمة فى 50 مدينة أمريكية كبيرة ارتفعت إلى 70 فى المائة، وأن 4 من كل عشرة أطفال أمريكيين من أصول أفريقية يعيشون فقراء، و14 مليون شخص فقدوا وظائفهم. وأن الفساد بلغ فى الولايات المتحدة مستويات عالية.