مئات الأسر فى أسوان تعيش أسفل جبال صخرية تهددها الأمطار بالانهيار، فضلا عن خطر السيول ومخاطر لدغ الزواحف والعقارب، مما ينذر بتكرر كارثة الدويقة فى أى وقت.
وتقع أبرز المناطق المتضررة وأخطرها بمنطقة قرى أبو الريش والأعقاب بمركز أسوان وقرى الحجز بإدفو، حيث يستغيث الأهالى بوزارة الإسكان ومحافظ أسوان لمنحهم وحدات سكنية آمنة.
يقول المهندس "أحمد عبد المالك"، أحد القيادات الشبابية بمنطقة أبو الريش- لـ"انفراد"، إن على الدولة أن تتحرك بقوة وتخلى الأماكن الأكثر خطورة وتعويض أصحابها وحظر البناء فى أماكن تحددها لجان متخصصة بجانب السيطرة على منسوب المياه الجوفية الذى يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لانهيار الصخور.
ويقول "محمد عبد الله"، أعمال حرة من أهالى منطقة أبو الريش، لابد من عمل مسح ميدانى حديث، مضيفا أن هناك مناطق لابد من إخلائها حفاظا على الأرواح، وكشف أن بعض الأشخاص يدمرون أجزاء من الصخور بشكل عشوائى، مما يخلخل هذه الصخور ويؤثر على تماسكها ويجعلها على وشك الانهيار.
ويضيف أن حركة القطارات والمحاجر القريبة يجب أن توضع محل الدراسة لأنها تتسبب بلا شك فى انهيارات الصخور القابلة للانزلاق.
ويقول "نجيب نصيف"، المتحدث الرسمى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى بأسوان، إن بعض أهالى أسوان هربوا من الإيجارات المرتفعة واحتموا بالجبال وبنوا مساكنهم فى أماكن محرومة من الخدمات الصحية أو التعليمية، فضلا عن مخاطر الزواحف.
وأضاف، أن مشكلة هذه الأماكن أيضا أنها بلا مرافق ومنها الصرف، فاضطروا إلى عمل بيارات تؤدى إلى تسرب الصرف فينجم عن ذلك تساقط الجدران والأسقف مع ازدياد التشققات، وفى نجع الملقطة بقرية أبو الريش بحرى يعانى الأهالى من ضعف معدل وصول المياه للمنطقة، بينما يعانى أهالى الخلاصاب بأبو الريش قبلى من ظاهرة شبيهة بتلك الموجودة فى صخور المقطم ومنشأة ناصر وهى الهبوط الأرضى بسبب بنائهم على كهوف جبلية فينتج عن هذا تشقق الجدران، وهى نفس المشكلة التى تعانى منها منطقة الشارع السياحى بطريق الخزان إلا أن أصحاب البازارات يملكون من الأموال ما يساعدهم على عمل حصيرة خرسانية عكس فقراء أبو الريش، بالإضافة إلى أن التربة فى أبو الريش طفلية وحدث لها انتفاش بفعل مياه البيارات الخاصة بالصرف الصحى.
ويضيف نجيب نصيف أنه لا يجب أن نتجاهل كارثة أسوان الأساسية وهى أنها معرضة للسيول ووجود الكثير من بيوت أسوان الملاصقة للجبل الشرقى فى مناطق مصارف السيول.
ولفت إلى أنه يهيب بالمسئولين بوزارة الإسكان بإيجاد أراضى فضاء لبناء وحدات سكنية ولو صغيرة للفقراء لإزالة هذه العشوائيات وحماية أرواح المواطنين بالاستعانة بصناديق الإسكان الاقتصادى وبدعم رجال الأعمال وتفعيل قانون البناء 119 لسنة 2008 والذى ينص على معاينة هذه المناطق العشوائية وإخلاء منازلها الآيلة للسقوط وبالطبع إيجاد مساكن إيواء بديلة للمواطنين.
ويقول "صالح محمود"، طالب، لابد أن تقوم الحكومة بتهذيب الصخور بالتعاون مع الخبراء فى تخصص الجيولوجيا لمعرفة مدى ثبات الصخور، فضلا عن مساعدة الأهالى بقروض ميسرة لبناء منازل آمنة تفاديا لأى مخاطر، وخاصة أن أغلب المنازل بعيدة عن مسار هطول السيول بجانب تقطيع الصخور وعمل متابعة دورية لقمم الجبال المتاخمة للقرى.
ويطالب بتكليف شركات مقاولات كبرى للعمل على تأمين سفوح الجبال مع مراعاة البعد الإنسانى، وهو أن الأهالى من المستحيل ترك منازلهم وعمل حزام أو كردون للقرى المهددة لمواجهة خطر الصخور.
ويضيف المهندس "محمد شريف" من مركز إدفو، إننا نحتاج لتحرك وقائى قبل حدوث كارثة فى قرى المحاميد وقرى الحجز والشراونة بمركز إدفو، لافتا إلى أنه لابد من توعية الأهالى، وأن تشدد الإدارة الهندسية وإدارات الإسكان والكهرباء والمياه من جانب آخر فى عملية إعطاء تراخيص البناء والمرافق، بحيث تمنع إعطاء أى تصاريح لمبانى فى سفوح الجبال تكون مهددة مستقبلا بسبب مشكلة انهيارات الصخور، وحتى لو تم بناؤها بالمخالفة لا يتم توصيل المرافق لها بعد ذلك لمحاصرة هذه الظاهرة.
وأشار إلى أن معظم هذه البيوت فى الجبال وأن الأهالى لن يجدوا مشكلة فى النقل لمكان آخر أو وأراضى أخرى قريبة تكون آمنة وكلها أراض ملك الدولة، ويتم عمل لها تخصيص بمبالغ بسيطة وليس عن طريق الشراء أو التملك.
ويقول "مصطفى أحمد" من الأهالى القاطنين فى سفوح الجبال بأسوان، إنهم يقطنون فى هذه المساكن من زمن بعيد، ولكن يتطلب الأمر أن تعيش الأجيال الجديدة فى مساكن آدمية وحضارية بعيدا عن العشوائيات، ويجب أن توفر لهم الدولة وحدات مناسبة بجانب أن تتابع الأجهزة المعنية الصخور من وقت لآخر لتدارك مخاطرها، وأن تتعامل الحكومة معهم بأسلوب رحيم لا عن طريق تحرير المحاضر والإزالات.
فى نفس الصدد كان قد صرح مؤخرا محافظ أسوان مصطفى يسرى بأنه استكمالاً للجهود المشتركة للمحافظة ووزارة التطوير الحضرى والعشوائيات تم إدراج 9 مناطق كـ"غير آمنة بيئيا"، ويجب الإسراع بتطويرها، منهم 4 مناطق بالدرجة الأولى والثانية، فى حين أن هناك 5 مناطق من الدرجة الثالثة، وذلك بمنظومة تستند على إرساء مبدأ التطوير بمشاركة الأهالى والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوفير حياة آمنة بيئياً وصحياً بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويحقق العدالة الاجتماعية.
وأوضح محافظ أسوان بأن المحافظة قامت بتنفيذ مشروع تهذيب وإزالة الصخور الخطرة فى 4 قطاعات بقرية أبو الريش بمركز أسوان هى نجوع الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد بطول 5 كم من خلال لجنة علمية من كلية العلوم بجامعة أسوان، حيث وصلت تكلفة المشروع إلى 4 ملايين جنيه.