أكد خبراء سوق المال والاقتصاد أن مصر لن تتأثر اقتصاديا بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة بعد الصدمة التى حلت على جميع البورصات الخليجية فى بداية جلسات تداول اليوم الأربعاء، كرد فعل سلبى على فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب"، بالرئاسة الأمريكية فى مقابل جميع التوقعات واستطلاعات الرأى التى كانت تشير إلى فوز ممثلة الحزب الديمقراطى "هيلارى كلينتون"، فهبطت البورصات الخليجية بشكل ملحوظ إلى جانب هبوط مؤشر بورصة اليابان بشكل قوى كما هبط مؤشر البورصة الصينية على استحياء.
واستهلت السوق المصرية جلستها اليوم على هبوط طفيف حيث تمت عمليات جنى أرباح طفيفة كأمر طبيعى لإغلاق الأسهم أمس على ارتفاعات قوية، ولكن سرعان ما استعادت قوتها مرة أخرى ونقاطها التى فقدتها فى بداية الجلسة، ليستكمل السوق اتجاهه الصاعد الذى يسير عليه منذ فترة والمدفوع بقوة قرارات المجلس الأعلى للاستثمار الأخيرة إلى جانب قرار البنك المركزى بتعويم الجنيه.
وأكد عيسى فتحى، نائب رئيس شعبة الأوراق المالية فى مصر، أن السوق المصرى تأثر سلبًا فى بداية جلسة اليوم، بانخفاض الأسواق الأسيوية، لكنه سرعان ما استرد عافيته فصعد مرة أخرى بعد مرور نصف ساعة على جلسة التداول.
وأشار نائب رئيس شعبة الأوراق المالية فى تصريح خاص لـ"انفراد" إلى أن فوز المرشح الرئاسى "دونالد ترامب" يتفق مع مصالح الشعب المصرى، ولن يضر بالاقتصاد المصرى نظرًا لاتفاقه مع الدول التى تحارب الإرهاب، مما يمثل نقطة التقاء بين أمريكا ومصر حيث حرب الرئيس عبد الفتاح السيسى على الإرهاب.
وقال فتحى إن ما يؤثر على الأسواق فى أوروبا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية لن يؤثر على السوق المصرية والاقتصاد المصرى نظرًا لوجود ما يدعم موقفنا الاقتصادى من قرارات مشجعة على الاستثمار والتنمية الاقتصادية بالإضافة إلى وجود اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وأمريكا.
وتوقع رضا عيسى الباحث الاقتصادى وخبير الأسواق والتجارة هبوط البورصة الأمريكية اليوم كرد فعل لصدمة فوز "ترامب" على عكس ما كان مُخطط له فى حالة نجاح هيلارى كلينتون.
وأكد عيسى أن السياسات فى أمريكا لا يرسمها شخص واحد مهما كان مركزه حتى إذا كان الرئيس المنتخب، قائلًا إن "أمريكا بها مؤسسات قوية جدًا هى التى ترسم السياسات".
وأضاف عيسى أنه منذ قديم الأزل والعالم بأكمله يعلم أن مصر واعدة اقتصاديًا لكن سياسيًا بها مشاكل، بالتالى مصر جذابة اقتصاديًا ولكن بها مشاكل أخرى هى التى تعوق اقتصادها، لافتًا إلى أن جاذبية مصر للمستثمرين ليست بيد "ترامب" أو أمريكا وإنما بما تتخذه مصر من قرارات وما تنفذه من إجراءات تدعم الاستثمار وتنمى الاقتصاد بها.
وأوضح الباحث الاقتصادى وخبير الأسواق والتجارة أن الاستثمار الأمريكى فى مصر مركز فى الطاقة والبترول فقط، وبالتالى فإنه فى حالة حدوث أى تأثرات سلبية فى الأسواق الخارجية فإن مصر لن تتأثر بها.
وتوقع إيهاب سعيد الخبير المالى والاقتصادى أن يحدث رفع للفائدة على الدولار خلال الفترة المقبلة، نظرًا لانخفاض معدلات البطالة فى أمريكا ووصولها لنسبة 4 %، بالإضافة إلى وصول معدل التضخم للمستوى المستهدف ونسبته 2 %.
وقال سعيد لـ "انفراد" إن صدمة مجتمع المال والأسواق كرد فعل خسارة "كلينتون" فى مقابل فوز "ترامب" لن تستمر كثيرًا، مضيفا:أسوأ الاحتمالات ستتمثل فى حدوث أزمة انكماشية فى الاقتصاد العالمى، ونظرًا لما تمثله الولايات المتحدة الأمريكية من نسبة 40 % من الاقتصاد العالمى، فإن حدوث الانكماش سيدفع المستثمرين الأجانب فى مصر إلى التخارج من السوق والتحول إلى الاستثمار فى الأصول ذات المخاطر المحدودة.
كان المرشح الجمهورى "دونالد ترامب" قد تمكن من الفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد حصده أكثر من 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابى، متقدمًا على منافسته الديمقراطية "هيلارى كلينتون"، برغم ترجيح كافة استطلاعات الرأى السابقة كفة الأخيرة.