وقع الاعلام الأميركى فى اختبار هو الأشد قسوة له منذ فترة طويلة فى الانتخابات الأميركية الأخيرة والتى فاز فيها المرشح الجمهورى دونالد ترامب على حساب هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى.
خبراء الاعلام رصدوا أن وسائل الاعلام الأميركية انحازوا بشكل واضح للمرشحة الديمقراطية دون اية اعتبارات مهنية تتفق والحيادية والموضوعية فى مهنة الاعلام، وهو ما شكل الصدمة للرأى العام الأميركى وربما العالمى عند اعلان النتيجة بفوز ترامب. فقد وجهت وسائل الاعلام الشعب الاميركى وهيأته بفوز كلينتون. وساهم فى ذلك أيضا أكثر من 20 استطلاعا للرأى، خرجت نتائج 18 منها تؤكد فوز هيلارى.
ويصف المراقبون وخبراء استطلاع الرأى أن ما حدث بمثابة " الخديعة الكبرى" من الصحافة والميديا الأميركية للرأى العام وهو ما يؤثر فى مصداقية ومهنية تلك الصحف.
ففي الايام القليلة التى سبقت الانتخابات حول التوقعات بمن يفوز بسباق الرئاسة، جاءت نتائج الاستطلاعات كلها لصالح هيلاري كلينتون .
و بالرغم من ذلك فاز دونالد ترامب بالبمنصب و كشف فوزه المفاجئ على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عن فشل استطلاعات الرأي، فمن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم التي أجرت أكثر من 80 تحقيقا مؤخرا، توقعت صحيفة لوس لنجلوس تايمز ومعهد "يو أس سي تراكينغ" فقط فوز ترامب.
واستمرت الصحافة الامريكية و استطلاعات الرأي تخدع المواطنين و تهيأهم بفوز كلينتون كمحاولة للتاثير على الرأي العام فمن بين 20استطلاع رأي فازت كلينتون في 18 .
وتسبب عدم مصداقية الاعلام الامريكي صدمة للشعب الامريكي بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة على عكس توقعات الاعلام و مراكز استطلاع الرأي فان الهجوم الشديد الذي شنته وسائل الاعلام الامريكية على ترامب ، و دعوة عدة صحف من بينها نيويورك تايمز الامريكية بعدم انتخابه بشكل مباشر ، بالاضافة الى محاولاتهم لتوجيه الرأي العام ضد ترامب و دعوتهم المباشرة لانتخاب المرشحة الديمقراطية كلينتون و وصفهم لها بأنها هي الوحيدة التي ستتمكن من تحقيق الحلم الامريكي.
من جانبه يرى الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الاعلام بجامعة القاهرة الاسبق ، فى تصريحات لـ" انفراد" ان استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تخدع الشعب و انه عليهم اعادة النظر و التحقيق مع مسؤلي مركز استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة و السؤال عن من يمولها و من المستفيد من توجيه الرأي الى كلينتون.