استشهاد 9 من بينهم 7 شرطيين فى مداهمة شقة لتصنيع المتفجرات بـ"الهرم" التحريات تكشف علاقة الخلية بـ"بيت المقدس" وشروعهم فى استهداف أقسام الشرطة والنيابة تأمر بدفن وتشريح الضحايا

عرض مستمر وكفاح طويل يبذل فيه رجال الشرطة وأبطالها كل نفيس وغال من أجل ردع الإرهاب ودحره، غير مبالين بكمية المخاطر المحدقة، آخر هذه التضحيات اليوم بعد أن دفع رجال الداخلية أرواحهم فداء للوطن، حينما داهموا شقة سكنية يقطنها عناصر إرهابية دأبت على تصنيع العبوات الناسفة لاستهداف منشآت الدولة والقيام بعمليات تخريبية، وأثناء تعامل خبراء المفرقعات مع إحدى العبوات انفجرت ما أسفر عن مصرع وإصابة ما يزيد عن 24 شخصًا.

صرح مسئول المركز الإعلامى الأمنى بوزارة الداخلية، بأنه توافرت معلومات للأجهزة الأمنية حول قيام عناصر اللجان النوعية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، بالإعداد والتخطيط للقيام بأعمال عدائية خلال تلك الفترة، باستخدام المتفجرات والعبوات الناسفة، لاستهداف المرافق العامة والمنشآت الحيوية، وأنهم يستخدمون شقة كائنة بعقار بشارع اللبينى بمنطقة المريوطية بالجيزة، كأحد الأوكار، وكمخزن لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة.

وأضاف المصدر، أنه مساء اليوم الخميس 21 الجارى تم استهداف الشقة المشار إليها، بمعرفة قوات مشتركة من الأجهزة الأمنية، حيث تبين وجود بعض تلك العناصر، وعدد من العبوات بالشقة، ولدى قيام خبير المفرقعات بالتعامل مع العبوات لتأمين الشقة، انفجرت مما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص من بينهم 4 ضباط، بينهم ضابط أمن وطنى ومفرقعات، إلى جانب أمين شرطة ومجندين اثنين واثنين من المواطنين، وإصابة 15 آخرين.

وأفادت التحريات، بأن العناصر الإرهابية التى كانت تقيم بالشقة التى وقع بها حادث انفجار الهرم، تنتمى إلى أنصار بيت المقدس، حيث تم العثور على جهاز حاسب آلى به صور لمقاطع شرطية بالجيزة، كان ضمن المواقع التى كانت سيتم استهدافها فى ذكرى الثورة، من ضمنها قسم الهرم والطالبية ومديرية أمن الجيزة، وبعض ضباط الشرطة.

كما تم العثور على جوازات سفر وصور ومواد لتصنيع المتفجرات خاصة بالمتهمين، تم تحريز كافة المضبوطات المتواجدة بالشقة، وأشارت التحريات إلى أن شقة الخلية الإرهابية، تم الكشف عنها بعد أن تم ضبط مخزن متفجرات بمنطقة البدرشين صباح يوم الواقعة، يحتوى على كمية كبيرة من المتفجرات.

فيما أخلت قوات أمن الجيزة عقار الهرم الذى وقع به الانفجار، من كافة السكان، وذلك بعدما أثبتت المعاينة الأولية للنيابة العامة، انهيار 3 أسقف بدءا من الطابق الرابع و حتى الثانى، تحسبا لانهيار العقار بالسكان، وتم إلقاء القبض على صاحب العقار، للتحقيق معه فى تأجير الشقة السكنية لخلية إرهابية منذ شهر.

انتقل فريق من نيابة الأحداث الطارئة برئاسة المستشار محمد الطماوى رئيس النيابة إلى محل الواقعة لمعاينة مسرح الأحداث وكشفت المعاينة عن أن الانفجار تسبب فى انهيار الجدار الخارجى لشقة سكنية بالطابق الرابع فى العقار الذى شهد الواقعة وهى ذات الشقة التى كانت تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة، فضلاً عن تصدع المبنى من شدة الانفجار، الذى أدى إلى تهشم سيارة ميكروباص تابعة لمدرسة خاصة، نتيجة لسقوط حطام الانفجار عليها، فضلاً عن تهشم سيارتين كانتا بمحيط الحادث.

وانتقل فريق آخر من نيابة الهرم تحت إشراف المستشار محمد أبو الحسب لمستشفيات الهرم و الشرطة بالعجوزة ومستشفى أم المصريين لمناظرة جثث الضحايا، والاستماع إلى المصابين، وكشفت المناظرة عن أن الوفاة نتجت عن تهتك فى المعدة لدى بعد الضحايا فضلاً عن حدوث نزيف وتجمعات دموية لعدد آخرين، وتراوحت الإصابات ما بين كسور وكدمات فى مناطق متفرقة من الجسد وشظايا من جراء الانفجار، واستقرت الحالة الصحية لاثنين من المصابين وصرحت لهم إدارة مستشىفى الهرم بالخروج.

حرص المستشار تامر الفرجانى المحامى العام لنيابة أمن الدولة العليا على التواجد بمسرح الأحداث لمتابعة أعمال النيابة العامة، والمعمل الجنائى الذى تولى عملية جمع الأدلة الجنائية من موقع الحادث، لفحصها ومعاينتها، فضلاً عن أعمال خبراء المفرقعات، فور انتهاء المعاينة والمناظرة أمرت النيابة بدفن وتشريح جثث الضحايا وطلبت تقرير الطب الشرعى حول الوفاة، وتقريرى المعمل الجنائى وخبراء المفرقعات للوقوف على ظروف وملابسات الحادث، ونوعية العبوة الناسفة التى انفجرت وكمية المواد المتفجرة التى كانت تحتويها.