لم يكن العراق ضمن أولوية السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، فبعد 13 عامًا على حرب العراق، لم يعد الأمريكيون يهتمون بما يدور هناك لاسيما بعد سحب القوات الأمريكية من هناك، ورغم ذلك لا يزال يفرض تنظيم "داعش" نفسه على أجندة الكثير من الدول، من بينها بالطبع الولايات المتحدة.
وتعهد ترامب بملاحقة داعش جديًا وقصف قواتهم سواء فى العراق أو سوريا، وقصف المصافى البترولية التى يحصل منها مقاتلو التنظيم على جزء من تمويلهم.
ومع استمرار المعركة لتحرير مدينة الموصل، ومحاربة داعش، اعتبر موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن انتخاب ترامب لن يحدث فرقًا فى هذه المعركة الدائرة الآن. وأشار إلى أن الحملة العسكرية حققت تقدمًا كبيرًا ضد مقاتلى التنظيم فى القرى والمدن المحيطة بالموصل.
ورغم الانتقادات التى توجه للأستراتيجية العسكرية على الأرض، إلا أنها تحقق النتائج المرجوة، بحسب الموقع.
ورحب العراق بانتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وقال رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، إن بلاده تتطلع إلى استمرار دعم واشنطن لها فى مواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن بغداد فى مقدمة الدول التى تحارب الإرهاب.
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن أملها بأن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية "دافعاً قوياً" لتعزيز مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وتحقيق الاستقرار السياسى فى المنطقة.
وتعكس لهجة ترامب عن الإرهاب -تلك التى أكسبته تأييد الكثير من الأمريكيين القلقين من تأثير الإرهاب على بلدهم- موقفه السياسى بشأن العديد من دول الشرق الأوسط، فهو يتبنى خطابًا "غير تدخلى"، وظهر هذا عندما ألمح إلى أنه لن يشدد على ضرورة رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، كما انتقد تعامل الإدارة الأمريكية مع المعارضة الإسلامية، فضلاً عن أنه أشاد بالرئيس العراقى الأسبق صدام حسين لما أظهره من "فاعلية فى تصفية الإرهابيين"، ما ينذر بأنه سيدعم من يعمل على محاربة الإرهاب.
وقال ترامب فى إحدى المناظرات: "أنا لا أحب الأسد على الإطلاق، لكنه يقتل داعش، وروسيا تقتل داعش، وإيران تقتل داعش"، مشيرًا إلى أنه لو بقى نظامًا صدام حسين فى العراق ومعمر القذافى فى ليبيا، لكان العالم اليوم أقل تفتتًا وأكثر استقرارًا.
كما انتقد ترامب، الذى كان مؤيدًا للغزو الأمريكى للعراق فى بداية الأمر، الإدارة الأمريكية واتهمها "بزعزعة استقرار العراق"، ووصف نتائج الحرب بـ"الكارثة".
واعتبرت مجلة "التايم" الأمريكية أن فوز ترامب سيزيد من سوء ظروف الشرق الأوسط، تلك المنطقة التى عانت ويلات أربعة حروب أهلية واضطرابات اقتصادية وإرهاب تنظيم داعش.
وأشارت إلى أن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط تتسم بالغموض، وستعتمد إلى حد كبير على من سيختاره كمستشار له فى هذا الشأن، واصفة سياساته بغير المتوقعة.
وما يثبت أن سياسة ترامب لن تكون متوقعة، هو اختياره لجميس وولسى، مدير الـCIA وكالة الاستخبارات الأمريكية الأسبق أثناء حملته الانتخابية ليكون مستشار الأمن القومى. وولسى من أكبر المدافعين عن حرب العراق بل والداعين لها.
ورأى المحللون وقتها هذا الاختيار باعتباره متناقضًا لخطاب ترامب الذى يميل إلى عدم التدخل، ولكن اعتبر آخرون أنه يمثل تحول نحو نهجًا محافظًا وقويًا لحل الصراعات الدولية.