كاتبة سورية ولدت فى مدينة الرقة، تتمتع بالثقة، تؤمن أنها صاحبة رسالة، وتنتمى لعائلة تهتم بالأدب والثقافة والسياسة، فوالدها هو المهندس عبد العظيم العجيلى ابن أخ الأديب و الدبلوماسى عبد السلام العجيلى، و"شهلا" هى صاحبة "سماء قريبة من بيتنا"، التى وصلت للقائمة "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، وهى النسخة العربية لجائزة "بوكر" العالمية للرواية، وكان لـ"انفراد" لقاء معها، وذلك خلال تواجها بمعرض الشارقة الدولى للكتاب، بدورته الـ 35.
قالت الدكتورة والكاتبة السورية شهلا العجيلى، عندما نتحدث عن دور المثقف فى الوطن العربى، يجب أن نضع مفهوما للمثقف، فهل نتحدث عن كاتب الرواية، أم النخبة التى تقود تحولات خطيرة وتمتلك مؤسسات ورؤوس أموال ولكنها لا تظهر، وهى أيضا تتحكم بمثقفين محددين، فهل نتكلم عن هذا المثقف، أم نتحدث عن مثقف يتأمل طريقة التحولات وبكل أسف يطلقون رؤيتهم، والتى سلطوا الضوء عليها ولم ينظر لها أحد، فالمثقف الذى يجب أن يسمع صوته لا يظهر، وهناك كثير من الجهات تحاول كتم هذا الصوت، وهو صوت العدالة والصوت الصادق والشفاف، فهذا هو المثقف الذى نبحث عنه، والنخبة التى تدعى نخبويتها وتقود مصائر الأفراد البسطاء، وتضلل رؤيتهم وقودهم إلى المجهول، فهؤلاء لا يستطيعون أن يميزوا بين الخط الأبيض والأسود.
وأوضح الدكتورة شهلا العجيلى، خلال حوارها مع الـ"انفراد"، أننا نعيش فى مجتمع يمتلك أقلاما وشاشات، وهم مسئولون عما يكتبون، وما يكتبونه يسقط بالتقادم، لكن الذين يكتبون الكتب ويدرسون حركة التاريخ، ويسردون روايات لها قيمة أصيلة هم الذين يُسألون فى النهاية، لكن مثقفى "الهوجة" الذين يظهرون عندما تعلو الأصوات فيضيع الصوت فى الزحام، ولا يكون مسئولا، والعمل الثقافى عمل مستمر ليس له أى امتداد تاريخى، فالمثقف الحق لا يظهر فى يوم وليلة ولا يظهر فى المناسبات، مشكلة الثقافة أنها أصبحت عملا فرديا لا تحمله مجموعة، ولا يحمله حزب، حتى أن المثقف حينما يقصى أو يسجن فلا يجد خلفه أى قوى داعمة.
وحول انتمائها لعائلة سياسية، قالت شهلا العجيلى، إن عائلتى لها دور سياسى ووطنى كبير عبر التاريخ فى سوريا والمنطقة، ويوجد بها أكثر من شخص مناضل ومجاهد، على خلاف عمى عبد السلام العجيلى، فهذا التاريخ مسئولية، والرؤية الشخصية والجهد الفردى يضاف إلى هذا التاريخ، وأنا لا أعتبره عبئا فالقيم لا تتجزأ، وأنا صاحبة مبدأ، والكتابة فى النهاية مسئولية، كما أن اليوم الكل يتكلم فى السياسة.
وحول انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، حدثتنا الدكتورة شهلا العجيلى، إننا لا نستطيع أن نوقف هذا الطوفان لكن الكل يستخدمه حسب أغراضه، ويحتوى الكثير من عدم المسئولية واختفاء معايير الأخلاقيات فى التعامل مع الآخر، وبالنسبة إلىّ استخدمه للاطلاع على الأخبار والثقافة التحولات السياسية، إضافة لنشر مقالاتى، فهو أيضا جعل لنا عددا كبيرا من القراء نستطيع أن نصل إليهم، وبالمجمل فإن استخدامه متوقف على الشخص، ومن حسنات الفيس بوك الآن أن هناك من يختار بيت شعر جميل وينشره على المواقع، فهو يحرك القراءة والكتابة واللغة، كما ساعد على التعريف بعدد من الكتاب، فهناك من يريد أن يرسل لحبيبته جزءا جميلا فيقرأ ويختار، دون أخطاء، كما أن نساء المنازل أصبحت تقرأ، وفى النهاية ندخل فى زمن الحداثة.
بمناسبة تلقيبك من قبل بـ"المرأة الحديدية" حديثينا عن وضع المرأة العربية فى المجتمع، أوضحت "العجيلى" أن وضع المرأة لم يكن مرضيا على الإطلاق فوضعها يزداد سوء مع التحولات والحروب والكوارث، ولا تتمتع بالحقوق التى توزاى الواجبات التى تقوم بها، فهى لا تتمتع بحقوقها القانونية ولا الاجتماعية، مع أننا فى النهاية مجتمعات أمومية، والمرأة هى عمود العائلة، ولننظر إلى القوانين ومجالس النواب العربية فماذا قدمت لها، فأين حقوق الحضانة والإرث والقضائى، فهناك تفاصيل فى حياة المرأة لا يلتفت إليها أحد، ولم يتحسن وضعها.
أما عن أهمية الجوائز بالنسبة للكاتب، قالت شهلا العجيلى، إن الجوائز تفيد فى الانتشار، والتواصل مع عدد أكبر من القراء، لكنها لا تصنع كاتبا بل الكتابة هى التى تصنع كاتبا، وفى النهاية نص واحد نأخذ عنه جائزة لا يكفى أن يجعل منك كاتبا، كما أن الجوائز فى النهاية تخضع لرؤية لجنة التحكيم، لكن هناك نصوص تفرض نفسها على الجائزة، وعنى قبل حصولى على أى جائزة استطعت أن انتشر بشكل كبير من خلال أعمالى الروائية، ولم أكتب للجائزة، ولكن الجائزة تسرع انتشار الرواية، وطبعات الرواية، ولدى قراء فى جميع أنحاء العالم.
وعما قرأت أوضحت أنها قرأت لكل أعمدة الثقافة العربية والعالمية، ومنهم المنفلوطى وطه حسين ونجيب محفوظ، وعبد السلام العجيلى وفاضل السباعى، وفى سوريا طارق وتار، أيضا الرواية الروسية مهمة بالنسبة لشخصى، وأنا شغوفة بالشعر لأقصى درجة.
وحول الحركة النقدية، كان لها ملاحطات، حيث قالت، إن الحركة النقدية مقصرة فى تلك الأيام، حيث إن نوعية النقد يحتاج إلى تفلسف ولا أحد يقرأ الفلسفة، والنقد أصبح محصور فى حركة المراجعة داخل الجرائد، لكن النقد حركة استشرافية لتيارات الكتابة وتحولات المجتمعات، وهناك النقد للنخبة، ويبدو أن هناك مزاجا عام للكسل، وهذا ما يسىء للأدب والنقد عموما، فالناقد غائب فى الوقت الحالى.
وعن مشروعها الجديد، كشفت "شهلا" أنه كتاب نقدى فى إطار ثقافيى عالج أمورا كثيرة فى الحياة من خلال النصوص الأدبية.