موظف إخوانى سابق فى معبر رفح وراء الدعوة للتظاهر لإسقاط الدولة
ياسر العمدة مؤسس «حركة غلابة» يعمل فى قناة «الشرق» المملوكة لأيمن نور ويقيم فى إسطنبول بتركيا
موقع «كلمتى» وشبكة «رصد» التابعتان لـ«الإرهابية» هما الرعاة الإعلاميين للحركة
«غلابة» ترى «مرسى» رئيسًا شرعيًا و«30 يونيو» «انقلاب عسكرى»!
إحتل القلق مما قد يحدث غدا الجمعة، ١١/١١، مساحة واسعة على أجندة دوائر سياسية وإعلامية مختلفة برغم ما عكسته قرارات الدولة تحرير سعر الصرف، الخميس، ٣ نوفمبر الجارى، من «إحساس بالثقة».
فى المجمل لا أحد ينكر غضبًا ظاهرًا على وجوه جزء من الناس بعد الارتفاعات فى أسعار الوقود وبعض السلع الغذائية الأساسية نتيجة القرارت الاقتصادية المؤلمة والضرورية، ولا خلاف على ترصد جماعة الإخوان المنصفة «إرهابية» وحلفاؤها المحليين والدوليين لأى فرضة بهدف الانقضاض على الدولة.
وبرغم أى اجتهاد طوال الفترة الماضية فى البحث وراء الدعوة لـ١١/١١ ثورةً مزعومة لـ«الغلابة»، فإن أحدًا لم يصل إلى «نقطة حقيقة» يمكن أن نتوقف أمامها ثم نفهم ونقرر.
ما بين فريق يرى – ولديه حججًا منطقية - مؤامرة تستهدف الدولة، وآخر لا ينظر إلى تحت قدميه ملتحقًا بصفوف لا يعرف من أين أتت أو من يحركها.
ثم إن لدينا فريقًا ثالثًا يرى أن الدولة تدير مشهد الدعوة إلى التظاهر من خلف ستار، على ما ذهب ناشطون سياسيون كان من بينهم البرلمانى السابق مصطفى النجار الذى ذهب إلى أن «الراعى الرسمى ليوم 11/11 هو النظام»!، و«فتى جوجل» وائل غنيم الذى اعتبر أن «بعض الأجهزة عايزة يوم 11 نوفمبر يظهر وكأنه يوم بيتحشد له لتنفيذ مؤامرة على مصر»!.
لندخل إلى منطقة الجد مباشرة.
خرجت الدعوة إلى التظاهر فى 11 / 11 لأول مرة عبر حركة تطلق على نفسها «حركة غلابة»، وذلك تحت شعار «ثورة الغلابة».
تأسست حركة غلابة - وفق رصد قام به كاتب هذا التقرير لحسابها على فيسبوك - فى 26 أغسطس الماضى.
فى بيانها التأسيسى – المنشور عبر صفحتها على فيسبوك – حاولت الحركة إخفاء أى علاقة لها بجماعة الإخوان فذكرت أنها «تكونت من مجموعة من المصريين لا ينتمون إلى حزب أو جماعة أو أى كيان سياسى، بل إن انتماءهم الوحيد لبلدهم الذى أرادوا أن يعيشوا فيه مكرمين مثل باقى الشعوب وثورتهم التى لم تكتمل بعد».
هل تغيب الانتماءات السياسية عن الحركة حقًا؟
فى بيانها الصادر بتاريخ 28 أغسطس الماضى وضعت الحركة ما وصفته بــ«مجموعة من الثوابت».
كان أول هذه الثوابت: «نختلف أو نتفق مع الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى لكننا نعتبره أول رئيس مدنى منتخب بإرادتنا جميعًا، ونعتبر ما حدث فى 3-7- 2013 انقلابًا عسكريًا كاملًا متكامل الأركان، وأن أى داعم لهذا الانقلاب حتى بالصمت إنما هو شريك أساسى فى تدمير الوطن وشريك فى الدماء التى سالت نتيجة لذلك الانقلاب»!.
نحن إذن أمام حركة ترى فى «مرسى» رئيسًا شرعيًا، وتعتبر خروج المصريين فى «30 يونيو» وتحرك الجيش استجابة لطلب الشعب «انقلابًا عسكريًا».
هذا أول اعتراف بالتبعية لـ«الإخوان».
ما الذى تريده الحركة؟
هذا ما نقرأ فى البيان التأسيسى لها: «إسقاط النظام وإعادة الجيش إلى ثكناته».
هذه عين المطالب الإخوانية.
وكانت الحركة قد بدأت تحركاتها ضد الدولة بإطلاق حملتى «مش دافع»، لتحريض المواطنين على عدم دفع فواتير الخدمات، وكذلك «إلحق فلوسك»، لدعوة «من يملك أى مدخرات ولو قليلة إلى سحبها فورًا من البنوك قبل أن تتم مصادرتها أو فقد قيمتها السوقية تمامًا على أحسن تقدير».
وهذا بند أساسى فى خطة «الإخوان» لضرب الاقتصاد المصرى.
لقد حاولت «الإخوان» بعد فشل كل تحركاتها الأخير ضد الدولة العودة – ظاهريًا - إلى «الصفوف الخلفية» وتصدير أسماء وحركات «وهمية» مثل ما حدث مع «غلابة».
ولنكمل معًا.
كان لافتًا فى إطار البحث وراء الحركة أن الرعاة الإعلاميين لها هم: موقع «كلمتى» التابع لجماعة الإخوان، وهو – بحسب تصريحات صحفية سابقة للقيادى الإخوانى المقيم فى تركيا محمد العقيد- موال لمجموعة محمود حسين ومحمود عزت التى تصارع ما يوصف بـ«جبهة الشباب» داخل الجماعة التى كان يتزعمها القيادى الإخوانى الذى تم تصفيته فى مواجهة أمنية (محمد كمال).. وأيضًا لدينا شبكة رصد، التابعة للجماعة.
وكان الموقعان هما رأسا الحربة فى الترويض لتحركات الحركة الإخوانية ثم نشر دعاوى التظاهر فى «11/11» بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى.
ولنتعرف على ياسر العمدة مؤسس الحركة.
اسمه بالكامل ياسر عبدالحليم أحمد وشهرته ياسر العمدة.
تعود أصوله إلى محافظة الفيوم، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وعمره ٤٢ عامًا.
بدأ نشاطه السياسى بالمشاركة فى تأسيس حزب ثوار التحرير الذى أعلن عنه فى 17 فبراير 2011.
وكان وكيل مؤسسى حزب ثوار التحرير شخص يدعى إبراهيم الدراوى، اتضح فيها بعد انتمائه لجماعة الإخوان، وهو محكوم عليه بالمؤبد في قضية التخابر مع حركة حماس المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى ومرشد الجماعة محمد بديع.
المفاجأة الكبرى أن «العمدة» كان موظفًا فى الحكومة المصرية وبالتحديد فى معبر رفح التابع لهيئة الموانئ البرية بوزارة النقل!.
استمر الرجل فى منصبه حتى نهاية عام 2014 حينما سافر إلى تركيا.
بعد وصوله إلى تركيا تواصل مع الهارب أيمن نور، مالك قناة الشرق، حيث عمل بها قبل أن يستقيل منها قبل 3 أشهر تقريبًا لتأسيس حركته وإطلاق دعوة «11/ 11»، للإيحاء بعدم وجود علاقة بينه وبين جماعة الإخوان ورجالها، وهو يعمل الآن مديرًا للبرامج بقناة «الثورة» الإخوانية التى تبث من أنقرة، ويقيم فى مدينة إسطنبول.
و«العمدة» هذا صاحب التحريض الشهير ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى لدى زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أيضًا صاحب أول هاشتاج لـ«حركة غلابة».
سألت ياسر العمدة: هل تلجأ الحركة إلى العنف فى 11/11؟، فأجاب: «منهج الحركة يعطى الشعب حقه الشرعى فى الدفاع عن النفس تجاه الأجهزة الأمنية»!.
هل بقى شيء؟
كان شقيق «ياسر» الأكبر يتحدث إلى الإعلامى وائل الإبراشى عن أخيه بعد دعوته لتعطيل زيارة الرئيس إلى واشنطن فذكر: «دا خاين وعميل وإحنا تبرأنا منه، ومش هيدفن في مدافن العائلة».