استمرت الاحتجاجات فى الولايات المتحدة لليوم الثانى، منذ إعلان فوز مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب بالرئاسة، حيث تظاهر الآلاف فى أنحاء البلاد، رغم سعى ترامب والرئيس أوباما لضرب مثال يحتذى به من خلال اتباع لهجة أكثر تصالحية فى أول لقاء بينهما منذ الانتخابات، بحسب وصف شبكة "إن.بى.سى نيوز".
وخرج سكان نيويورك إلى الشوارع بأعداد كبيرة مطالبين آخرين بالإنضمام لهم. وفى حين كانت المظاهرات سلمية فى معظمها، فإن الشرطة قامت باعتقالات متفرقة فى ولايتى كاليفورنيا وشيكاغو.
وتظاهر الآلاف من المثليين فى حديقة فى بورتلاند، أوريجون، وأغلقت هيئة النقل الطرق السريعة فى المنطقة ليل الخميس.
وفى وقت لاحق، أعلنت شرطة بورتلاند مكافحة الشغب، بسبب سلوك إجرامى خطير واسع النطاق، بحسب بيان الشرطة.
وأظهرت لقطات جوية المتظاهرون يسيرون فى الشوارع، وسيارات محطمة، وقالت الشرطة أن بعضا ممن كانوا فى الحشد قاموا بتكسير نوافذ الشركات والمحال التجارية.
وتظاهر المئات فى مينيابوليس، لليلة الثانية على التوالى. وقالت الشرطة إن مجموعة صغيرة من المحتجين قامت بعرقلة حركة المرور على الطريق السريع 94، الذى تم غلقه فى الإتجاهيين، بحسب محطة "إن بى سى".
وفى كاليفورنيا تظاهر نحو 200 شاب، معظمهم من المدارس الثانوية، كما تم تنظيم مظاهرات أخرى فى بالتيمور وجامعة تينيسى، رافعين شعار "ليس رئيسى". فيما احتشد بعض مؤيدى ترامب هاتفين "اللوحة" فى إشارة إلى النتائج الرسمية للإنتخابات.
وكتب ترامب على حسابه بموقع تويتر، ردا على المحتجين، قائلا: "الانتخابات الرئاسية كانت للجميع وناجحة"، متهما وسائل الإعلام بالتحريض على الاحتجاجات.
حيث قال الرئيس الأمريكى الجديد: "الآن يحتج المناوئون بتحريض من وسائل الإعلام، هذا غير عادل".
ولم يسع ترامب لتهدئة المخاوف بشأن توليه المنصب، إذ أكد أن "الهجرة" ستكون على رأس أولوياته إلى جانب الصحة والتوظيف.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن الرئيس الأمريكى المنتخب ربما يفى بوعده أثناء الحملة الانتخابية بفرض المزيد من القيود على الهجرة، إذ يؤكد الموقع الالكترونى الخاص به، وتحديدا فى الجزء المتعلق بالهجرة، خططه "بإلغاء أوامر تنفيذية غير دستورية"، ومنها برنامج الرئيس باراك أوباما الذى حال دون ترحيل 750 ألف شاب دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانونى.
وأضافت الوكالة أن ترامب سينهى هذا البرنامج دون انتظار من الكونجرس، كما يستطيع إنهاء قرار تنفيذى أصدره أوباما فى 2014، وهو القرار الذى منع من قبل المحاكم، لمد تأجيل ترحيل أكثر من 4 مليون مهاجر ليس لديهم أوراق قانونية ولكنهم لم يرتكبوا جرائم.
ويؤكد الموقع على على نية الرئيس ترامب المضى قدما لمقترحاته، التى قد لا يحتاج موافقة الكونجرس عليها، مثل خطط لبناء حائظ على الحدود الأمريكية المكسيكية وتعليق تجديد التأشيرات لمواطنين بعض الدول.
وقال ترامب بعد انتهاء لقائه فى مبنى الكونجرس فى واشنطن مع رئيس مجلس النواب الجمهورى بول راين ثم زعيم الغالبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، "سنقوم بأشياء مذهلة بالنسبة للأمريكيين، أنا أتطلع للعمل بسرعة وبصراحة فى أقرب وقت ممكن، سواء تعلق الأمر بالصحة أو الهجرة أو أمور عديدة أخرى سنخفض الضرائب وسنجعل الرعاية الصحية أقل كلفة وسنقوم بعمل ممتاز فعلا فى ما خص الصحة".
ورافق ترامب فى زيارته إلى الكابيتول زوجته ميلانيا ونائب الرئيس المقبل مايك بنس الذى يعرف الكونجرس جيدا لأنه كان عضوا فى مجلس النواب قبل أن يصبح حاكما لولاية إنديانا فى الغرب الأوسط.