دافعت صحفية أمريكية مسلمة ومهاجرة، عن تصويتها لصالح المرشح الفائز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، على الرغم من خطابه العدائى للمسلمين والمهاجرين والنساء خلال الحملة الانتخابية.
وفى مقال لها بصحيفة واشنطن بوست، اليوم الجمعة، قالت إسراء نعمانى، الصحفية السابقة بجريدة وول ستريت جورنال ومؤسسة حركة إصلاح المسلمين، إنها كامرأة تبلغ من العمر 51 عامًا، مسلمة ومهاجرة وامرأة ليست بيضاء، كانت واحدة من هؤلاء الناخبين الصامتين الذين اختاروا ترامب، وهى ليست عنصرية أو متطرفة أو بيضاء متعصبة مثلما يوصف أنصار الرئيس الجديد.
ففى شتاء 2008 وبعد حياة طويلة عاشتها كليبرالية قادمة من ويست فرجينيا، انتقلت إلى فرجينيا المحافظة لأن الولاية ساعدت فى انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أمريكى من أصول أفريقية.
وتتابع قائلة "لكن طوال أغلب العام الماضى، لم أكشف عن اختيارى المفضل فى انتخابات الرئاسة، فقد كنت أميل للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، ومساء الثلاثاء الماضى، وقبل دقائق من إغلاق مراكز الاقتراع فى مقاطعتى، ذهبت للتصويت لصالح ترامب ونائبه مايك بنس".
وبعد أن هنأت هيلارى كلينتون دونالد ترامب بالانتصار لتجعله بذلك الرئيس المنتخب، كتبت صديقة لإسراء نعمانى رسالة اعتذار للعالم على "توتير" ، قالت فيها إن هناك الملايين من الأمريكيين الذين لا يشاركون ترامب فى كراهيته وانقسامه وجهله، وأنها تشعر بالخزى من الملايين الذين فعلوا ذلك، وهذا يشملها.
لكن إسراء النعمانى لا ترى أن هذا صحيحًا وأنه بمثابة إنكارًا لمخاوف الناخبين من هيلارى كلينتون وهو الذى أدى لهزيمتها، وأكدت نعمانى أنها تكره ثلاثية الكراهية والانقسام والجهل، وأنها دعمت موقف الحزب الديمقراطى حول الإجهاض وزواج المثليين والتغيير المناخى، لكنها كأم عزباء لا تستطيع أن تتحمل تكاليف التأمين الصحى بموجب قانون أوباما للرعاية الصحية، وأن برنامجه المسمى "الأمل الآن" لم يساعدها، ثم إنها كمسلمة ليبرالية عانت من التطرف وتعارض قرار الرئيس أوباما والحزب الديمقراطى مما وصفته بالرقص حول "الإسلام" فيما يتعلق بالتعامل مع داعش.
وتستطرد نعمانى قائلة إنه بالطبع كان خطاب ترامب فى الشأن فظًا، ويمكن أن يكون للجماهير خلافات سياسية مع توصياته، لكن بالنسبة لها تم تضخيم هذا الخطاب والمبالغة فيه من قبل بعض الحكومات مثل قطر وقتواتهما الإعلامية مثل الجزيرة ووكلائهم فى الغرب، من أجل إلهاء عن القضية التى تقلق كل إنسان على وجه الأرض، وهى التطرف من النوع الذى يسفك الدماء فى أحد فنادق مومباى وحتى ملهى ليلى فى أورلاندو.
وفى يونيو الماضى، بعد أن وقع حادث أورلاندو، كتب ترامب على تويتر يقول "هل سيذكر الرئيس أوباما أخيرًا كلمات الإرهاب الإسلامى الراديكالى، ولو لم يفعل فيجب أن يستقيل فورًا فى خزى".
وأشارت نعمانى إلى أن أحد الأسباب التى جعلتها تنفر من كلينتون ما ورد فى الوثائق التى سربها موقع ويكيليكس، والتى قالت فيها لمساعدها جون بوديستا "نحن بحاجة إلى استخدام مواردنا الدبلوماسية والاستخباراية التقليدية لفرض الضغوط على حكومتى قطر والسعودية، اللتين تقدما دعمًا ماليًا ولوجستيا لداعش..ثم كان الكشف عن تلقى مؤسسة كلينتون تبرعات من قطر والسعودية سببًا فى القضاء على أى دعم لهيلارى".