منذ فشل الانقلاب التركى، وما أعقبه من حملات اعتقالات عديدة ومتنوعة، برز خلالها أسماء كتاب وصحفيين، من بينهم الكاتبة التركية أصلى أردوغان، والتى تعاملت وسائل الإعلام معها باعتبارها كاتبة تم اعتقالها فى ظل ما تشهده تركيا من حالات تضييق للحريات نتيجة للانقلاب الفاشل، إلا أن أصلى أردوغان لم يتم التعرف عليها باعتبارها كاتبة صدر لها العديد من الأعمال التى ترجمت إلى العديد من اللغات ما عدا اللغة العربية، إلا قصة قصيرة صدرت ضمن سلسلة إبداعات عالمية، فى دولة الكويت، عام 2015، وفى هذا التقرير نرصد أبرز النقاط حولها.
1: لم تكن الكاتبة التركية أصلى أردوغان – التى لا علاقة لها بالرئيس رجب طيب أردوغان – معروفة فى العالم العربى، قبل السادس عشر من أغسطس 2016، حيث اعتقلتها قوات الأمن التركية وذلك بعد شهر من محاولة الانقلاب فى تركيا الذى تلته عملية واسعة لطرد آلاف الموظفين والقضاة والعسكريين.
2: جاءت عملية اعتقال أصلى أردوغان – البالغة من العمر 49 عاماً – بسبب تعاونها مع صحيفة "أوزغور غونديم" المعارضة المقربة من الأكراد، وانخراطها فى الدفاع عن الأقليات، مع 20 من الصحافيين للسبب ذاته.
3: اتهمت أصلى أردوغان بـ"الدعاية لمنظمة إرهابية" و"الانتماء إلى منظمة إرهابية" و"التحريض على الخروج عن النظام".
4: تواجه أصلى أردوغان الآن مجموعة من الأحكام المطولة بالسجن أو السجن المؤبد، وذلك بحسب ما قالته وسائل إعلام حكومية تركية، إن ممثلى الإدعاء يسعون لاستصدار أحكام بحق تسعة من موظفى صحيفة موالية للأكراد.
5: أثار توقيف أصلى أردوغان موجة تنديد فى تركيا والعالم، انخرط فيها العديد من الفنانين والمثقفين والكتاب، وحصدت عريضة دولية للمطالبة بالإفراج الفورى عنها على أكثر من 30 ألف توقيع، ومن بينهم أورهان باموق وأليف شفق، وتعددت الدعوات للإفراج عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وفى الخارج قامت حملات عدة دعمًا لها ومنها حملة نادى القلم الدولى "بن كلوب" ودار أكت سود ناشرتها الفرنسية.
6: رفضت محكمة فى اسطنبول الطلب حسبما قاله جهاد دومان وهو أحد محامى الكاتبة أصلى أردوغان، وفى نفس السياق، تجمع بعد ظهر الاثنين عشرات الأشخاص بينهم صحافيون وكتاب وجمعيات للدفاع عن حقوق المرأة، أمام سجن النساء فى بكركوى باسطنبول حيث توجد أردوغان قيد الاعتقال.
7: قال ممثل منظمة "مراسلون بلا حدود" فى تركيا، إيرول أونديروغلو، "إنها بحاجة إلى دعم الكتاب الدوليين وتعبئة المجتمع المدنى"، مؤكداً على أنه "يجب الاستمرار فى ممارسة الضغوط" منددًا بـ"مناخ التعسف" الذى أوجده فرض حالة الطوارئ فى البلاد.
8: ركزت صحيفة أوزجور جونديم على الصراع بين الحكومة وحزب العمال الكردستانى فى جنوب شرق البلاد ذى الأغلبية الكردية وواجهت عشرات التحقيقات والغرامات واعتقالات لمراسليها منذ 2014.
9: تعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حزب العمال الكردستانى جماعة إرهابية. وحمل حزب العمال الكردستانى السلاح على مدى ثلاثة عقود سعيا للحكم الذاتى لنحو 15 مليون كردى فى تركيا، مما أسفر عن أعمال عنف قتلت أكثر من 40 ألف شخص.
10: تُرجمت أعمال أصلى أردوغا إلى لغات شتى ولم يعرفها العالم العربى إلا بعد توقيفها فى ضمن الكتاب والصحفيين ممن تم القبض عليهم بعد محاولة الانقلاب الفاشل.
11: لم يترجم للكاتبة أصلى أردوغان سوى قصة وحيدة بعنوان "الطيور الخشبية" ضمن مختارات من القصة النسائية التركية، صدرت عن سلسلة إبداعات عالمية – الكويت فى عام 2015.
12: بعد الانقلاب الفاشل كتبت أصلى أردوغان على موقعها الإلكترونى نصاً بعنوان "فى أسفل الجدار" أعربت فيه عن قلقها إزاء الانقلاب الذى يعبر عن حال من التململ الحقيقى حيال السياسة التى تتبعها الحكومة والرئيس أردوغان، إلا أن اعتقالها لم يكن له علاقة بهذا النص.
13: كتبت أصلى أردوغان عن السجون التى تعمل فى مناهضتها فى رواية بعنوان "المبنى الحجرى"، والتى صدرت ترجمتها الفرنسية عن دار أكت سود – باريس، وتدور فى أجواء السجن التركى غداة الانقلاب العسكرى الشهير الذى وقع فى 12 سبتمبر 1980 وفرض نظامًا عسكريًا شبه دكتاتورى وفتح أبواب الزنزانات واسعة رامياً فيها المعارضين اليساريين والعلمانيين على اختلاف مواقعهم.
14: تناولت ضمن محاور روايتها "المبنى الحجرى" حقوق المرأة التركية، وهى التى تعرضت فى طفولتها للتحرش الجنسى، ولكن ذلك قبل دخولها السجن، وربما تكون تلك التجربة التى تعرضت لها سبباً فى التعرف عن قرب على المرأة داخل السجن.
15: فى الثلاثين من عمرها، قررت أن تترك مجال اختصاصها فى علم الفيزياء، متجهةً إلى الكتابة القصصية والروائية وإلى الصحافة. وعملت فى الصحيفة اليسارية "راديكال" والصحيفة التركية – الأرمنية "أغوس" ثم فى صحيفة "أزغور غوندم".
16: حينما بدأت فى نشر مؤلفاتها حظيت بترحاب شديد من النقاد والقراء، وبات اسمها معروفاً عالميا، وفى العالم العربى الآن بعد اعتقالها.
17: ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، ومنها: المدينة ذات العباءة الحمراء، الموظف المعجزة، الرجل المستتر، فى صمت الحياة، نهاية رحلة، يوميات مجنون، مرة أخرى، المبنى الحجرى.
18: نالت أصلى أردوغان عدة جوائز وأدرجتها مجلة "لير" الفرنسية فى قائمة "خمسون كاتباً للمستقبل".
19: فى روايتها "المدينة ذات العباءة الحمراء" كتبت عن رحلتها إلى البرازيل والتى أمضت فيها فترة من خلال بطلتها الشابة التركية التى تدعى "أوزغور" والتى تهيم فى مدينة الريو بحثاً عن حلم مجهول.
20: كتبت أيضًا عن رحلتها إلى سويسرا فى "العصافير الخشبية"، عن شاب تركى يهاجر إلى سويسرا بعدما ضاقت به إسطنبول عقب وفاة حبيبته، فيختار العيش على ضفاف بحيرة ليمان وهناك يسترجع حكاية حبه المأسوى.