تشهد تركيا، منذ فشل الانقلاب، حملات واسعة من الاعتقالات لكل الأطياف، وصلت لاعتقال العديد من الكتاب من والصحفيين، من بينهم الكاتبة التركية أصلى أردوغان البالغة من العمر 49 عاماً، بسبب تعاونها مع صحيفة "أوزغور غونديم" المعارضة المقربة من الأكراد، وانخراطها فى الدفاع عن الأقليات، مع 20 صحفيا للسبب ذاته، وتواجه عقوبة السجن المؤبد.
وفى هذا الإطار ندد الكاتب التركى أورهان باموك، الفائز بجائزة نوبل، بحملات الاعتقالات محذرًا من أن تركيا تنزلق نحو "حكم الإرهاب"، وأنه يتم وضع كل من يتحدث بحرية وينتقد الحكومة ولو بشكل طفيف، وراء القضبان، واصفاً ذلك بعملية القمع التى تحركها "كراهية متوحشة".
وأكد باموك فى مقال له نشر من قبل فى الصفحة الأولى لجريدة لا ريبابليكا الإيطالية على أن حرية التفكير لم تعد موجودة، مضيفاً: "نحن نبتعد بأقصى سرعة عن دولة القانون ونتجه إلى حكم الإرهاب".
ومؤخراً، قامت الكاتبة أصلى أردوغان بإرسال نداء استغاثة من سجنها إلى القادة الأوروبيين للتنديد بالإجراءات الأخيرة فى تركيا، نقله إلى اللغة العربية المترجم عامل العامل، والذى نشر على موقع دار المدى للنشر، جاء فيه الآتى:
أيها الأصدقاء، والزملاء، والصحفيون، والعاملون فى الصحافة جميعاً!
إننى أكتب هذه الرسالة إليكم من سجن باكركوى، بعد يوم من مداهمة البوليس لصحيفة "جمهوريت"، إحدى أقدم صحفنا وصوت الديمقراطيين الاجتماعيين فى تركيا. وهناك حالياً العديد من الكتاب رهن الاعتقال، بينما يوجد العديد منهم "مطلوبون من قبل البوليس".
وهذه علامة واضحة على أن الحكومة التركية لا تخضع لأى قانون أو تحترم أى حقوق، وحاليا هناك أكثر من 139 صحفياً فى السجن، وهو رقم قياسى عالمى، إضافةً إلى أن 170 صحيفة ومطبوع دورى وقناة تليفزيون وإذاعة قد أُغلقت فى شهرين، وتريد حكومتنا الحالية أن تحتكر "الواقع" و"الحقيقة"، فأى رأى يخالف رأى الحكام يتم قمعه بعنف، ويخضع المعارضون لضربات البوليس نهاراً وليلاً تحت الاعتقال (الذى يصل إلى 30 يوماً)، بين ممارسات عقابية أخرى.
لقد اعتُقلت يوم 19 أغسطس فقط لأنى أحد مستشارى أوزكور غوندم، الصحيفة الكردية، وبالرغم من أن قانون الصحافة 11 يذكر بوضوح أن المستشارين ليست عليهم أية مسؤولية قانونية عن الصحيفة، فإنى لم أر لحد الآن محكمة ستصغى لقصتى هذه.
وهناك إلى جنبى فى هذه القضية الكافكوية نيمى ألبى، اللغوى والمترجم البالغ من العمر 70 عاماً الذى اعتقل أيضاً واتهم بالإرهاب.
إن رسالتى هذه نداء عاجل!
فالوضع صعب ومفزع وقلق للغاية، وأعتقد أن الحكم الاستبدادى فى تركيا سوف يهز أوروبا فى نهاية الأمر بصورة لا يمكن تجنبها، ويبدو أن أوروبا، المركزة حالياً على "أزمة لاجئيها"، تستخف بمخاطر الفقدان الكلى للديمقراطية فى تركيا، ونحن الكتّاب والصحفيين والكرد والعلويين والنساء بالطبع، ندفع جميعاً الآن الثمن الثقيل لـ"أزمة الديمقراطية" هذه.
وينبغى لأوروبا أن تقوم بمسئوليتها عن القيم التى حددتها بالدم على مدى قرون، القيم التى تجعل من أوروبا ديمقراطية ذات حقوق إنسان، بما فى ذلك حرية الكلام والفكر.
إننا بحاجة إلى كل تضامنكم ودعمكم لنا.
وشكراً لما فعلتموه لنا حتى الآن
مع أطيب التمنيات
أصلى أردوغان