لازالت أصداء فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية تسيطر على عناوين ومتابعات الصحف العالمية، من حيث شكل وتكوين الإدارة الأمريكية الجديدة التى تتسلم مقاليد البلاد فى 20 يناير القادم، والمسئولين الذين يعكف " ترامب" على اختيارهم.
واهتمت الصحف العالمية بالتغيرات التى قد تطرأ على القوانين التى شرعت فى عهد الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته بارك أوباما وفى مقدمتها قانون أوباما الخاص بالرعاية الصحية .
ففى صحيفة "نيويورك تايمز" سلطت الصحيفة الضوء على خلافات حادة سواء فى الأيديولوجية أو الخلفية أو المزاج العام داخل الدائرة الداخلية للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، مما يلقى بظلاله على تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة التى من المفترض أن تتسلم مهام عملها فى 20 يناير المقبل.
وتناول تقرير للصحيفة تبعات فوز دونالد ترامب على الأجواء السياسية فى أوروبا الحليفة، ويقول التقرير أن فوز الملياردير الجمهورى ترك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باعتبارها المدافع الوحيد عن الغرب الليبرالى.
ويوضح التقرير أن ميركل، التى تواجه معارضة فى الداخل بسبب سياساتها تجاه اللاجئين وهو ما ساعد اليمين على تحقيق مكاسب فى الانتخابات المحلية الأخيرة، تحاول تهيئة نفسها لخوض معركة بمفردها دفاعا عن وحدة أوروبا مع تطلع القارة المنقسمة إلى الدور الألمانى.
وفى صحيفة "وول ستريت جورنال" تحدثت الصحيفة عن تغيير لترامب لوعدة بإلغاء قانون الرعاية الصحية، المعروف بـ "أوباما كير"، حيث قال الرئيس الأمريكى الجديد أنه قد يبقى على أجزاء من القانون، وأوضح أنه بعد لقائه بالرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، فإنه قد يبقى على أجزاء معينة من القانون الذى كان مقترحا من أوباما وتم تمريره فى عهده.
كما تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عما إذا كان الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب قادر على توسيع دائرة إدارته التى يقوم بتشكيلها حاليا لتشمل آخرين غير الموالين له الذين ساعدوه على الوصول إلى البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة إن مجتمع الأمن القومى فى الولايات المتحدة هو أكثر من يشعر بالخوف والهلع إزاء رئاسة دونالد ترامب المرتقبة، فهذا المجتمع يسكنه العديد من الجمهوريين، الذين استنكروا بشدة مرشح حزبهم على أساس أنه أصبح لا يشكل خطرا لتولى منصب القائد العام.
أما صحيفة يو إس إيه توداى، فقالت إنه منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضى، تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حادث كراهية فى البلاد تتراوح ما بين رسوم جرافيتى مسيئة إلى تهديدات بالعنف، بحسب ما قال مركز ثاوثيرن بافرتى للقانون، وهى جماعة تراقب جماعات الكراهية فى الولايات المتحدة.
وفى صحيفة الجارديان البريطانية، نقلت عن رئيس حلف الناتو تحذيره لترامب من اختيار الابتعاد عن الحلفاء عبر الأطلنطى، وقوله إن هذا ليس خيارا، وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى، إن هذا ليس وقت التشكيك فى الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة، وأن المرة الوحيدة التى لجأ فيها الحلف لمبدأ الجميع من أجل واحد كانت عقب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية فى الولايات المتحدة.
أما صحيفة اندبندنت البريطانية تحدثت بدورها عن أن نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال البريطانى اليمينى، أصبح أول سياسى بريطانى يلتقى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عقب فوزه فى انتخابات الرئاسة، واعتبرت الصحيفة هذا اللقاء صفعة أخرى لرئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى بعد تأجيل المكالمة الهاتفية مع ترامب لأيام عقب فوزه.
ومن جانبها، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن اللهجة الحادة لدونالد ترامب حيال فتح تحقيق بشأن البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون قد خفت، بعدما أشار فى تصريحات صحفية بأنه لم يعط الأمر قد كبير من التفكير لأنه ليس "ضمن قائمة أولويات إدارته".
وفى الصحف البريطانية، كشفت مصادر دبلوماسية ألمانية لصحيفة التايمز، البريطانية، خطط مثيرة للجدل ناقشها عدد من المسئولين الألمان مع الحكومة المصرية لحل الأزمة الأوروبية، تنطوى على إعادة المهاجرين غير الشرعيين، ممن يحاولون عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا لمصر.
وأضافت أنه فى المقابل، سعت الحكومة المصرية إلى تنازلات تجارية ومساعدات مالية وتعاون مع أوروبا على صعيد تعزيز الأمن، وأفادت مصادر أن القاهرة طلبت أيضا مساعدة ألمانيا والاتحاد الأوروبى فى التوصل إلى شروط أكثر ملائمة بشأن قرض صندوق النقد الدولى المتعلق بمصر.
وفى تقرير آخر، قالت الصحيفة إن تنظيم داعش اليائس يستعين بانتحاريات ويضعهن فى الخطوط الأمامية، موضحة أنه فى الوقت الذى يشهد فيه التنظيم تراجعا، بدأ فى الاستعانة بعدد متزايد من النساء للمشاركة فى موجة من الهجمات فى أوروبا لمواجهة خسائره فى الشرق الأوسط.
وفى الصحيفة تقرير عن المعاناة النفسية داخل سجن جونتانامو الأمريكى، حيث يشير التقرير إلى أن السرية وعدم الثقة فضلا عن عمليات التحقيق داخل السجن، تحد من قدرة الأطباء النفسيين على معالجة المشكلات العقلية بين السجناء.
وفى الصحف الإسرائيلية، قال ديفيد فريدمان المستشار السياسى للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أنه ملتزم بالوعود التى أطلقها خلال حملته الانتخابية وهى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، وأنه سيعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
وأضاف"فريدمان" لصحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى بمثابة حربا لم تنته بعد، وأن "ترامب" يسعى للقضاء عليها.
وأشار" فريدمان" المرشح لمنصب سفير الولايات المتحدة الجديد لدى تل أبيب إلى أن ترامب سيرفع من قيمة المساعدات العسكرية المقدمة لتل أبيب لضمان تفوقها العسكرى، مع إمكانية مساعدات أخرى بموافقة الكونجرس، وحول سؤاله عن، إمكانية طرح " ترامب" خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أجاب بشكل قاطع أنه لا ينوى فعل ذلك.