أحمد عماد الدين المصرى الذى اختارته "فوتوشوب" ليصبح مسئولا عن صفحتها أدوبى وضعته ضمن أهم 25 مصمم جرافيك عمره 19 عاما وصمم من قبل غلاف الفريق العالمى "بينك فلويد"أضاف لمسات الجمال لصور الكوارث

خلف جهاز كمبيوتر صغير فى حجرته، مستبدلا المكتب بسرير حجرته، كان يجلس ليدرس ويقدم تصميمات مختلفة، لم يكن يعرف وقتها أن هناك بذور عبقرية تنمو بداخله، وأن تلك التصميمات التى تخرج من غرفته ستتحول فى يوم إلى تصميم لغلاف أحدث ألبومات فريق "بينك فلويد" العالمى، أو ستحتل غلاف صفحة برنامج الجرافيك الأهم فى العالم "فوتوشوب" وأنه سيتحول فى يوم إلى المسئول عن صفحات البرنامج الأضخم عالميا على "فيس بوك" و"إنستجرام"، والذين يتابعهم ما يزيد عن الـ10 ملايين شخص من كل أنحاء العالم.

"أحمد عماد الدين" شاب عشرينى يدرس بكلية الصيدلة، نجح فى الوصول للعالمية بسبب تصميماته المميزة والفريدة من نوعها، وحقق مجموعة كبيرة من الإنجازات قبل أن يتخطى عامه الـ19، فاختارته شركة Adobe، الرائدة فى برامج التصميم و"الجرافيك" كواحد من أفضل 25 فنانا ومصمم جرافيك فى العالم تحت سن 25 عاماً، وقبل ساعات قليلة أعلن اختيار فوتوشوب له ليصبح مسئولا عن صفحاتها على فيس بوك، وتغيير صور غلافها إلى تصميماته. وحقق الشاب المصرى نجاحات كثيرة فى مجال التصميم والجرافيك، ويحكى عن اختيار شركة أدوبى له ليكون واحداً من ضمن أفضل 25 فنانا على مستوى العالم، تحت سن الـ25، كما أوكلت إليه إدارة حساب "انستجرام" الخاص بها لمدة أسبوعين احتفالاً بمرور 25 عاماً على إنشائها كما تم اختياره للمشاركة فى الإعلان الرسمى الذى عرض على شاشات التليفزيون وفى حفل الأوسكار الأخيرة، مؤكداً لـ"انفراد" حصوله على 3 جوائز فى مهرجان وترشيحه لجوائز الأيمى.

ويحكى مصمم الجرافيك لـ"انفراد" عن مشروعه الذى قام فيه بتحويل بعض الأحداث السلبية وعنف الحروب والذكريات المؤلمة التى مرت بها البشرية خلال الفترة الأخيرة لصورة مختلفة، ومنها أحداث الحرب بسوريا، وأحداث 11 سبتمبر الإرهابية والهجوم على برجى التجارة العالمية بنيويورك، قائلا "جاتلى فكرة إنى أعمل مشروع آخد كل الصور والذكريات السيئة دى وأحولها لحاجة فيها شوية أمل وبهجة قدر الإمكان، المشروع مخدش منى وقت كبير لأنها كانت فكرة اكتر منها اى حاجة تانية فكرة سلام، وأمل".

وأضاف فى حديثه "وفعلاً فى ناس قالت إن ده حصل وده شىء فرحنى جدا وحسسنى إن المشروع وصل المطلوب، وهدفه نشر فكرة سلام وشوية أمل".

وتابع الفنان المصرى لـ"انفراد" أن مجال دراسته بعيد تماما عن عالم التصميمات والجرافيك، فهو طالب بكلية الصيدلة بجامعة المستقبل، ورغم ذلك موهبته وعشقه الأول هو التصميمات وفن الجرافيك الذى تألق فيه بشكل لافت.

نقلة فريدة من نوعها تحققت لأحمد حين اختارته فرقة موسيقى الروك البريطانية الشهيرة "بينك فلويد" ليصبح مصمم غلاف الألبوم الجديد للفرقة تحت عنوان "نهر لا نهاية له"، ويحمل غلاف الألبوم صورة لرجل يجدف على قاربه وسط بحر من السحاب، وهو الحدث الذى أفرد له الموقع الإلكترونى "CNN Arabic" مساحة تحت عنوان "مراهق مصرى يصمم غلاف بينك فلويد الجديد".

"جهاز لاب توب" عادى و"سرير" بدلاً من المكتب هى أدوات أحمد قبل تصميم أى من تصميماته المميزة، فيسرد عبر صفحته على فيس بوك: خلونى احكيلكم حاجة يمكن أول مرة تسمعوها طبعا انتو عارفين إنى اشتغلت مع Pink Floyd و Adobe و شغلى قدر يوصل برا بشكل كويس عموماً، كلكم متخيلين دلوقتى بقى إن أنا بشتغل على جهاز خارق حاجة مش موجودة فى الدنيا ومكتب محترم وتابلت، وأقلام وكاميرا بروفيشنال بس اللى أنتم مش عارفينه ويمكن يفاجئكم، إن كل الشغل ده عامله من لاب توب عادى جداً ومش على مكتب أو حاجة انا بشتغل فى أى مكان بس 90% من الوقت بيكون على السرير بتاعى وأنا قاعد عادى!"، وأضاف "أيوه شغلى وصل للعالم وأنا عامله من على السرير مش مكتب ضخم وكمبيوتر بالشىء الفلانى".

ويحكى أحمد عن تصميمه الشهير لغلاف ألبوم فريق "بينك فلويد" البريطانى وكيفية تنفيذه، قائلا "تصميم بينك فلويد عملته وأنا قاعد على السرير وبسمع أغنية ليهم وكنت فاتح فيس بوك وبتكلم مع أصحابى عادى جداً، الموضوع عمره ما كان الحاجة اللى أنت بتستخدمها أو المكان اللى أنت فيه أنا فى مصر وعلى سريرى وعملت كده، ودى حاجة تخلينى فخور أكتر، وكنت طول عمرى عارف ده ومش مهتم يبقى عندى مكتب أو أشتغل على حاجات غالية جدا وشاشات كبيرة، الفكرة بس إنى بعمل اللى بحبه وخلاص مش مهم إزاى وفين وليه!".

فيما أفردت مجلة photoshop Creative أكبر مجلات "الفوتوشوب" عالميًا، والأوسع انتشارًا وأكثرهم من حيث المبيعات مساحة لتصميمات أحمد عماد الدين "Divisions" ، كما قام أحمد بتصميم صورة الغلاف لألبوم مسار إجبارى " تقع وتقوم".