فى حلقة جديدة من مسلسل العنصرية الذى تمارسه إسرائيل بحق المسلمين والعرب بصفة خاصة، صادقت اللجنة الوزراية الإسرائيلية لشئون التشريع على مقترح قانون بمنع الأذان عبر مكبرات الصوت فى المساجد تحت ذريعة تخفيف الضوضاء الصادرة وأنها تتسبب فى إزعاج كل من المسلمين والمسيحين واليهود.
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أن اللجنة الوزارية صادقت الليلة الماضية على مشروع القانون يمنع المؤذنين من إعلان أوقات الصلاة عبر مكبرات الصوت.. فيما يعارض بعض أعضاء الكنيست تلك الخطوة واستنكروها بصفتها "معادية للسامية".
وذكرت الصحيفة، أن مشروع القانون الذى قدمه عضوا الكنيست الإسرائيلى موتى يوغيف من حزب "البيت اليهودى" وروبرت ايلاتوف من حزب "إسرائيل بيتنا " يأتى بعد أسبوع ونصف من تظاهر سكان مستوطنة باسجات زئيف بالقدس الشرقية الذين قاموا بمحاكاة الأذان أمام مقر إقامة رئيس بلدية القدس نير بركات للاحتجاج على صوت الأذان الصادر عن المساجد فى أحياء شعفاط وبيت حنينا والرام.
وزعم يوغيف أنه فى وقت مبكر كل يوم ينطلق الأذان للدعوة إلى الصلاة، ومعظمهم من المساجد، الأمر الذى يقض مضاجع مئات الآلاف من اليهود والعرب على حد سواء.
وفى كلمته الافتتاحية بالاجتماع الوزارى أمس الأحد، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أيضا عن اتفاقه الشديد النطاق له مع شكاوى المواطنين التى تنتقد الدعوات للصلاة.. مضيفا أن "اللجنة الوزارية لشئون التشريع تناقش مشروع القانون المقترح اليوم للحد من مستوى الضجيج فى نظام مخاطبة الجمهور الصادر من دور العبادة فى إسرائيل"، وتابع " كل من المسلمين واليهود والمسيحيين يعانون من هذا. لا أستطيع أن أحصى عدد المرات التى اقترب المدنيون منى من جميع طوائف المجتمع الإسرائيلى الذين يشكون من المعاناة التى تسببها الضوضاء المفرطة من دور العبادة".
وفقا ليوغيف فإن مكتبه فضلا عن وزارات الأمن العام والبيئة، تلقى عشرات الشكاوى التى تؤكد أن ليس لديهم مشكلة مع النداء للصلاة أثناء اليوم وأن الشكوى متعلقة بالأذان فى الأوقات المبكرة من اليوم.. وقال "نحن لا نعارض الشعائر الدينية، وبالتأكيد ليس مع نداء المؤذن "الله أكبر ".. والذى يوجد فى اليهودية عبارة مماثلة لآلاف السنين، قبل فترة طويلة من ظهور الإسلام.
وتابع أنه "مع كل هذا التقدم التكنولوجى من اليوم، لا يوجد أى مبرر لاستيقاظ الناس الذين لا يريدون حضور الصلاة فى الرابعة فجرا. هناك تطبيقات الهاتف الخلوى، ومنبهات، وغيرها من التقنيات لاستخدامها.
وسارع أفراد من المجتمع العربى فى إسرائيل إلى انتقاد مشروع القانون جنبا إلى جنب مع عضو الكنيست عيساوى فريج (عن حزب ميرتس) واصفا الخطوة بأنها "معادية للسامية" ويقول أن مشروع القانون لم يكن بدافع المخاوف من الضوضاء، ولكن بدلا من المشاعر المعادية للمسلمين المستمر التى أصبحت شعبية فى الائتلاف الحالى.
كما عارض الدكتور ثابت أبو راس الرئيس المشارك لمبادرة صندوق إبراهيم، مشروع القانون ولكنه يبدو أنه تقبل إدعاء يوغيف أن "مكبرات الصوت هى مدمرة وغير عادلة". ومع ذلك، أشار إلى أن مدينة يافا التى يوجد بها تجمعات عربية ويهودية مختلطة، كسابقة والتى شهدت حوارا لمعالجة هذه المسألة، وليس بالتشريع من جانب واحد.. وقال "لم يتدخل أحد بتشريع فى هذه القضية فى يافا، لكن السكان المحليين تمكنوا بطريقة ما للعمل على حل هذا الأمر من تلقاء أنفسهم، من خلال الحوار".
ورغم أن القانون يحظر استخدام مكبرات الصوت على دور العبادة التابعة لكل الأديان إلا أنه ينظر إليه على أنه يستهدف المساجد بشكل خاص.
ومن جانبها وصفت منظمات حقوقية إسرائيلية ونواب عرب بالكنيسيت القانون انتهاكا لحرية العبادة وحضا على الكراهية بين الأديان.