داهمت الشرطة الألمانية اليوم الثلاثاء، ما يقرب من 200 موقع يضم مساجد وشقق سكنية ومكاتب فى عشر ولايات فى إطار تحقيقها وتتبعها جماعة "الدين الحق" الإسلامية والتى تتهمها بالتحريض على الكراهية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية إن جماعة "الدين الحق" تم حظرها من قبل وزير الداخلية توماس دى مايزرى مشيرة إلى أن المداهمات التى قامت بها الشرطة تشمل ولايات يستفاليا فى الغرب، وهامبرج فى الشمال و بادن-فورتمبيرج فى جنوب غرب البلاد، وتمت فجر اليوم، مؤكدا أن التحقيقات دلت على أنه تحت قيادة جماعة "الدين الحق" سافر قرابة 140 شابا إلى سوريا للمشاركة فى القتال الدائر فيها".
وأوضح وزير الداخلية الألمانى أن الجماعة "تمجد الموت والرعب وتستهدف بشكل ممنهج الشباب فى المناطق السكنية وتوزع عليهم المصاحف" مؤكدا أن السلطات "لن تتسامح أو تقبل" أعمال الجماعة التى تخرق الدستور الألمانى وتحض على الكراهية.
وتعرف هذه الجماعة بتبنيها برنامج مثير للجدل تحت اسم "أكاذيب!"، والذى تقوم من خلالها بتوزيع نسخة من القرآن باللغة الألمانية، ولكن يقول الخبراء أن الترجمة أكثر صرامة من النسخة العربية.
وقال بيتر بيوث وزير داخلية ولاية "هيس"، التى شهدت مداهمات هى الأخرى إن "الرسالة...واضحة: نحن لا نتسامح مع المتعصبين الذين يحاولون جعل الشباب متطرفين وأن يرسلوهم إلى الجهاد".
وأضاف أن حظر هذه الجماعة التى يقودها إبراهيم أبوناجى، أزال مصدرا للتشدد فى جميع أنحاء البلاد و"هؤلاء الذين ينشرون رسائل كراهية لا يمكنهم الاختباء خلف حرية الدين، وهذا ما أظهرته وزارة الداخلية بفرضها حظرا على تلك الجماعة".
وكان أبوناجى، وهو شخصية دينية معروفة ضمن التيارات السلفية الأوروبية، قد أثار الكثير من الجدل فى ألمانيا عام 2011، عندما قاد حملة هدفها توزيع مصاحف على كل منزل فى ألمانيا وسويسرا والنمسا.
وولد أبو ناجى رجل الدين السلفى الشهير، فى مخيم لاجئين فى غزة وسافر إلى ألمانيا عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما، وحصل على الجنسية الألمانية.
كما حظرت الحكومة الجماعة لاتهامها بمحاولة تجنيد مقاتلين لحساب تنظيم داعش.
ووصفت متحدثة باسم الوزارة منظمة "الدين الحق" بأنها شبكة تجنيد لحساب تنظيم داعش على الرغم من قولها إنه لا يوجد ما يشير إلى أن هى نفسها كانت تخطط لشن هجمات.
وتقول "سى إن إن" الأمريكية إن الشرطة فى سبتمبر الماضى قالت إن 800 ألمانى سافروا إلى سوريا للمشاركة فى الصراع هناك.
وتعهدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل فى يوليو الماضى بتعزيز الأمن وتعزيز تدابير مكافحة الإرهاب بعد شن المهاجرين لثلاث هجمات. كما تعرضت ميركل لانتقادات واسعة بسبب سياستها بالنسبة للاجئين والداعية لـ"فتح الباب"، والتى أسفرت عن دخول أكثر من مليون طالب لجوء إلى الدولة فى 2015.
وقامت ألمانيا بحظر العديد من المؤسسات الإسلامية فى السنوات الأخيرة، منها داعش فى 2014، وجماعة "التوحيد" بألمانيا عام 2015.