كشف مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار أسامة المجدوب أن مصر تقوم حاليا بالتحضير لعقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار ليبيا، عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطنى، والتى تم الإعلان عنها مؤخرا وتنتظر اعتمادها من قبل مجلس النواب الليبى.
وأكد مساعد وزير الخارجية لـ "انفراد" أن مصر ستكون عنصرا فاعلا فى عملية إعادة الإعمار، وستشارك بكل قوة وستستضيف مؤتمر دولى فى هذا الإطار، لافتا إلى أنه لم يتم تحديد موعد حتى الآن، وجارى التشاور حول الأمر مع الدول ذات الصلة خاصة دول الجوار الليبى.
دول أعربت عن حماسها للمقترح المصرى
وأوضح أن هناك عددا من الدول أعربت عن حماسها للمقترح المصرى وأكدت مشاركتها بقوة فى المؤتمر المزمع عقده بالقاهرة على رأسها إيطاليا التى وعدت بمشاركة قوية واستثمارات لإتمام عملية الإعمار ومساندة الليبيين لبناء دولتهم، مشيرا إلى أن مصر تتأنى فى عملية التحضير حتى يكون مؤتمرا مجديا يصب فى صالح الدولة الليبية وإعادة بناء الدولة بعد سنوات الصراع الماضية.
وحول رؤية مصر لوجود إخوان بحكومة الوفاق الوطنى قال المجدوب إن مصر تساند التوافق الوطنى الليبى، ولا تتعامل مع انتماءات الأشخاص الفردية بل تنظر إلى الحكومة كحكومة وفاق، وشدد على أن الأهم من تشكيلة الحكومة أن تعمل الحكومة فى تجانس كوحدة واحدة لصالح الاستقرار والوحدة الوطنية وبسط الأمن ومكافحة الإرهاب ورعاية مصالح الليبيين.
كما أعلن الاتحاد الأوروبى أنه سيساهم فى إعادة إعمار ليبيا، حيث أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى، أن الاتحاد سيدعم إعادة إعمار ليبيا بـ100 مليون يورو، وكان البنك الدولى قد أعلن أن إعادة إعمار ليبيا تتطلب 100 مليار دولار.
ترحيب ليبيى بدعم القاهرة السياسى والاقتصادى
وفى هذا الإطار قال مصدر ليبى لـ "انفراد" إن هناك ترحيبا كبيرا من مختلف الأطياف فى ليبيا بل ينتظر الجميع قيام مصر بدور مهم فى إنعاش الاقتصاد الليبى، لافتا إلى أن مصر لديها خبرة فى هذا الشأن، وهناك تعويل فى التعاون معها لمساندة قطاعات مهمة فى الداخل الليبى، مشيرا إلى أن القاهرة أبدت استعدادها للمساعدة فى قطاعات الكهرباء والصحة بعد استقرار الحكومة.
وأشار المصدر إلى أن هناك رجال أعمال مصريين أعربوا عن استعدادهم للاستثمار فى ليبيا، خاصة فى مشروعات تمهيد الطرق والاتصالات، مشددا على أن ليبيا بعد استقرار الأوضاع تعتبر فرصة كبيرة للاستثمار ومفتوحة أمام القاهرة، خاصة بعد تأكيد رجاحة الرؤية المصرية تجاه الأزمة الليبية، وعملها بصدق لحل الأزمة ومحاربة الإرهاب على عكس دولا أخرى فى المنطقة سعت لتمويل المنظمات الإرهابية وتغذيتها، ليبيا لديها فرص، موضحا أن الدور المصرى أصبح له قبول كبير سواء على المجال السياسى أو الاقتصادى.
وأشار إلى أن شعبية تركيا وقطر تراجعت فى الداخل الليبى، خاصة بعد أن انكشف الدور التركى السلبى، وأصبح الليبى يرفض الوجود القطرى والتركى، ولا مجال للاستثمار لهم هناك، ومصر أصبح لديها فرصة للدخول للاستثمار، لافت إلى أن أولى خطوات الحكومة سيكون إصدار قانون للاستثمار.
تركيز على مساندة الحكومة الليبية وتأمين دخولها العاصمة
وقال مصدر مصرى إن هناك تركيزا الآن لمساندة الحكومة الليبية للوقوف على أقدامها والتأمين لدخولها العاصمة طرابلس والتهيئة للبرلمان والدستور، مشددا على أنه لابد من رفع القيد عن استيراد الذخيرة ودعمه بالسلاح لحصر الإرهاب.
وأوضح المصدر أن مصر منخرطة حاليا مع الأطراف الدولية لتأمين العاصمة طرابلس لتمكينها من ممارسة عملها، مشددا على أن عناصر التأمين ستكون ليبية خالصة ولن يكون هناك جندى أجنبى على أرض ليبيا فى حين يتم الآن بحث تقديم الدعم اللوجيستى.
واستطرد أنه تتم دراسة الميليشيات المتواجدة حاليا لتفكيكها وفصلها عن المنظمات الإرهابية، منوها إلى أن الميليشيات هناك أطياف مختلفة منهم من حمل السلاح لتأمين أنفسهم من المخاطر، ومنهم من يحمله لأجندة خارجية متطرفة، وهناك من يحمله لحماية الصالح الليبى، وفى هذا الإطار لابد من تفعيل الجيش واتساع نطاقه شرقا وغربا.