تتزايد مخاوف الدول الأوروبية من تسلل عناصر تنظيم "داعش" إلى أراضيها، يوماً تلو الآخر، بالتزامن مع توالى الانتصارات التى يحققها الجيشين العراقى والسورى فى الحرب على التنظيم فى مدينتى "الرقة" و"الموصل"، آخر معاقل داعش فى المنطقة.
وقالت إذاعة "ار تى آل" الفرنسية فى تقرير لها، إن هناك الكثير من المخاوف لدى أوروبا وبلجيكا على وجه التحديد من زيادة عدد الإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش، وتسللهم إلى أراضيها، وذلك مع التقدم الواضح فى الحرب ضد التنظيم داخل سوريا والعراق.
وقال وزير الداخلية البلجيكى جون جامبون فى تصريحات أوردها التليفزيون البلجيكى: "هناك احتمال كبير للغاية لعودة أعداد من الإرهابيين تتراوح بين 3 آلاف و 5 آلاف، وذلك بسبب الضربات الجوية ومكافحة الإرهاب فى الموصل بالعراق والرقة السورية".
وأضاف الوزير البلجيكى: "تنظيم داعش يعيش فى الفترة الحالية حالة غير مسبوقة من الضغط، لذلك يتوجب علينا تكثيف الضربات حتى يتم القضاء عليهم قبل وصولهم إلى حدودنا، وأن نكون فى غاية الحيطة والحذر"، مؤكدًا أن أجهزة الاستخبارات البلجيكية يقظة بشكل كبير، وتعمل بكامل طاقتها لإحباط كل مخطط محتمل ولرصد تلك العناصر قبل دخولها البلاد.
فى السياق نفسه، أعرب القاضى الفرنسى مارك تريفيديك، المختص بنظر قضايا مكافحة الإرهاب عن قلقه ، قائلاً : تلقينا فى سبتمبر الماضى تحذيرات من توجه أفواج من مقاتلى داعش إلى مختلف الدول والبلدان الأوروبية، مستغلين المراحل الانتقالية التى تمر بها تلك الدول".
بينما قال فرنسوا مولان المدعى العام لباريس إن محاربة "داعش" خارج أوروبا يعود علينا بالمخاطر، حيث إن كل يوم يضعف فيه التنظيم الإرهابى ويتقهقر من العراق أو سوريا، تزيد المخاطر علينا من الهجمات التى يشنوها.
وبدورها، نشرت إذاعة مونت كارلو على موقعها الإلكترونى دراسة قالت فيها إن داعش يضم بين صفوفه من 700 لـ900 جهاديًا من أصول فرنسية، ورجحت أن تسلل بعضهم إلى الأراضى الفرنسية يعد كارثة حتى لو تم القبض عليهم، محذرة من أن إيداعهم السجون مع متهمين جنائيين من شأنه أن يشكل خطورة لاحتمالات تأثيرهم على آخرين.
وفى ألمانيا، شنت الأجهزة الأمنية حملة مداهمات ضخمة استهدفت 200 مسجدًا وشقة سكنية فى 10 مدن ألمانية، وذلك فى إطار تحقيقات الشرطة وتتبعها لجماعة "الدين الحق" الإسلامية، والتى تتهمها برلين بالتحريض على الكراهية والعنف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية، إن جماعة "الدين الحق" تم حظرها من قبل وزير الداخلية توماس دى مايزرى، مشيرة إلى أن المداهمات التى قامت بها الشرطة تشمل ولايات يستفاليا فى الغرب، وهامبرج فى الشمال و بادن-فورتمبيرج فى جنوب غرب البلاد، وتمت فجر اليوم، مؤكدة أن التحقيقات دلت على أنه تحت قيادة جماعة "الدين الحق" سافر قرابة 140 شابًا إلى سوريا للمشاركة فى القتال الدائر فيها".
وفى مؤشر واضح على مخاوف برلين من تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها، أضاف الوزير الألمانى أن الجماعة "تمجد الموت والرعب وتستهدف بشكل ممنهج الشباب فى المناطق السكنية وتوزع عليهم المصاحف" مؤكدًا أن السلطات "لن تتسامح أو تقبل أعمال الجماعة التى تخرق الدستور الألمانى وتحض على الكراهية".