أثارت تصريحات رجب طيب أردوغان الذى طالب فيها بالإفراج عن محمد مرسى، وقيادات الإخوان، غضبًا واسعًا من التدخلات المستمرة للرئيس التركى فى الشأن الداخلى المصرى، فى الوقت الذى طالب فيه نواب بالبرلمان بتقديم شكوى رسمية ضد أردوغان فى مجلس الأمن.
وطالب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الإعلام بالبرلمان، مصر بأن تتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد التدخلات المستمرة لأردوغان فى الشأن الداخلى المصرى، ووضع حد لهذا التدخل الذى وصفه بأنه فاق كل الحدود.
وقال بكرى فى تصريحات لـ"انفراد" أن تصريحات أردوغان المطالبة بالإفراج عن مرسى والإخوان هو كلام موجه لأردوغان شخصيا الذى يتخذ قرارات دون محاكمات، ويغلق صحف ويسرح كبار قادة الجيش ويتآمر على الوطن.
وأشار بكرى إلى أن التصريحات المتدخلة فى الشأن المصرى تأتى من أكبر ديكتاتور شهده العصر الحديث، اتخذ من الإجراءات التعسفية ما يهدد كيان الدولة التركية، ولكل ذلك يتوجب على مصر أن تتقدم بشكوى لمجلس الأمن بسبب التدخل فى الشئون الداخلية المصرية، وأصبح يمثل تآمرًا وتحريضًا ضد القضاء والدولة المصرية.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن تصريحات أردوغان لا تخرج عن كونها طلقات فشنك فى الهواء، والغرض منها التشويش على سير الإجراءات القضائية فى مصر، وصرف النظر عن الانتهاكات القانونية الحقيقية التى يقوم بها أردوغان وجماعته ضد أبناء مدارس الخدمة؟؟.
وتابع القيادى المنشق عن جماعة الإخوان: "فليحدثنا أكثر عن قيم الديمقراطية والحريات والعدالة وحقوق الإنسان وهو يقوم بفصل العشرات من معارضيه من وظائفهم أو من يلق القبض عليهم، أو حتى الذين قتلوا ورفض أردوغان أن يدفنوا فى مقابر المسلمين وتم دفنهم فى مقابر كانت للكلاب، وعلى أردوغان أن يهتم بشئونه أكثر.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان: "هذه التصريحات تكشف عن حالة الإحباط لقيام مصر بإفشال مشروع السياسية والاقتصادى والعسكرى، كما يثبت أنه لم يعد ليده إلا الكلام البذىء لينفث به عن غضبه".
بدوره قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصريحات أردوغان هى محاولة اسقاط منه على مرسى بسبب ممارساته الديكتاتورية القمعية، موضحا أن أردوغان مازال منصب نفسه محامى الإخوان والمدافع عنهم ثالثا نتيجة رهانه الفاشل على الإخوان من أجل السيطرة على المنطقة.
وأضاف الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصريحات أردوغان وتدخلاته المستمرة نتيجة نجاحات السيسي على الصعيد الداخلى والخارجى وفشل أردوغان على مختلف الأصعدة.
وأعربت الدكتورة آمنة نصير، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، عن استغرابها من تصريحات رجب طيب أردوغان الرئيس التركى، الذى طالب بالإفراج عن محمد مرسى الرئيس المعزول، متابعة:"كأنه - أى أردوغان نسى ما حدث من يديه على أهل وطنه منذ عدة أسابيع، فمن استحوا ماتوا". وأضافت فى تصريحات لـ"انفراد" أن على أردوغان أن يدرك أنه يتكلم فى شأن ليس من شأنه، وعن وطن له حريته واستقلاله ولديه عدالة كاملة بدليل أن هذه المحاكمات تأخذ طريقا وتدرجها وفق العدالة.
وأوضحت نصير أن ما فعله أردوغان لا يخضع لقانون وما تم من اعتقالات لجيشه وأهل وطنه لا يدخل ضمن عدالة قانون ولا محاكمات تنتهى لما تنهى له فى إطار العدالة، موجهة رسالتها لأردوغان قالة: "لا تكن ناسيا حتى لا تكن كاذبا واحترم قولك ايها الرجل ولا تمد لسانك على ما لا يجب أن تتحدث عنهم".
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان واصل سقطاته السياسية وتدخلاته فى شئون دول المنطقة، زاعماً أن الرئيس المعزول محمد مرسى، وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية الخاضعين للمحاكمة فى قضايا إرهاب وجرائم جنائية يعاقب عليها القانون "لا يتلقون محاكمة عادلة".