حرائق الأزبكية تطارد "تصريحات المسئولين".. الفجالة تشتعل للمرة الثانية والحكومة تعجز عن مواجهة أزمة مخازن البائعين

لم تمر على تصريحات اللواء أحمد تيمور الذى كان يقوم بأعمال محافظ القاهرة، وقت حرائق فندق الرويعى بميدان العتبة شهر مايو الماضي، بأنه لن يسمح بتكرار الحرائق مرة أخرى، عدة أشهر حتى تكرر السيناريو نفسه للعام الثانى على التوالى بمنطقة الفجالة والسبب مخازن المبيعات المخالفة.

حريق الفجالة 2015

فى يوليو 2015، نشب حريق ضخم بأحد عقارات شارع الفجالة برمسيس مكون من 4 طوابق يحتوى على عدد من المخازن والأدوات المكتبية، لكن تكلفة الحريق كانت الملايين.

ووقتها قامت قوات الحماية المدنية لمدة 6 ساعات متواصلة، بمحاولة إخماد الحريق الذى نشب بعقار بشارع كامل صدقى بمنطقة الفجالة، فى رمسيس بالقاهرة، لكن النيران امتدت من الطابق الثانى، الذى يحتوى على مخزن أدوات مكتبية وأجهزة أحبار كمبيوتر، إلى باقى الأدوار بالعقار، ودفعت قوات الحماية المدنية بأكثر من 60 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق.

وتسبب الحريق فى خسائر فادحة قدرت بملايين الجنيهات، بعد تفحم عدد كبير من المكتبات المتواجدة، ورجح مصدر أمنى بأن السبب وراء الحريق هو ماس كهربائى ولم يتم النظر لحل المشكة الرئيسية وهى "المخازن المخالفة".

حرائق التوفيقية

لم تبتعد الحرائق كثيرا عن الفجالة فقد شب حريق فى العقار رقم 40 شارع زكى فى التوفيقية، حى الأزبكية شهر أغسطس 2015، لكن الحرائق استمرت لساعات بسبب استخدام بعض الشقق فى العمارات كمخازن للمحال، واحتوائها على مواد بلاستيكية وإطارات سيارات، ما تسبب فى امتداد الحريق إلى العقارات المجاورة فى لمح البصر.

حريق الرويعي

وفى 9 مايو 2016 شبَّ حريق هائل فى شارع الرويعى بمنطقة العتبة، استمر لأكثر من 16 ساعة متواصلة داخل فندق "الأندلس" و4 عقارات مجاورة بشارع الرويعي، ما أسفر عن وفاة اثنين وإصابة 88 شخصًا من الشرطة والمدنيين باختناقات وحروق متفرقة، واحتراق ما يزيد عن 200 محل تجارى و150 "فرش" للباعة الجائلين، و70 مخزنًا للبويات، بالإضافة إلى احتراق ما يقرب من 40 شقة سكنية، وتجاوزت الخسائر 25 مليون جنيه نظرا لوجود تشوينات عديدة بداخل المخازن.

حريق الفجالة 2016

وعودة لمنطقة الفجالة، حيث ما زالت 20 سيارة إطفاء و4 خزانات مياه ضخمة تكافح حريق مخزن الأوراق والأدوات المكتبية والبلاستيكية، بعدما استعانت محافظة القاهرة بـ3 سيارات وخزان مياه من الحماية المدنية بالجيزة لمحاولة السيطرة على النيران المشتعلة بالمكان إلى وقت كتابة التقرير ما يكشف عن وجود خسائر بالملايين.

تصريحات المسئولين

فى تصريح سابق للواء أحمد تيمور، والذى كان قائما بأعمال محافظ القاهرة، أكد أنه سيتم تقنين أوضاع أصحاب محال الفجالة وفقًا للمعايير التى وضعتها المحافظة من حيث اشتراطات الأمن الصناعى والحماية المدنية حتى لا تتكرر مأساة حريق العتبة.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة من حى الأزبكية من أجل مراجعة شروط التقنين فى المحال، مشددًا على أنه لن يسمح بتكرار مشاهد حريق الغورية والرويعى.

وفى خطوة قام بها المهندس سيد عبد الفتاح، رئيس حى الأزبكية السابق، أغلق مول الكويتية، لمراجعة وسائل الأمان به، وأكد أنه سيجرى مراجعة جميع المحال التجارية بمنطقة التوفيقية والفجالة ومنطقة البورصة، وسيتم غلق أى محال تجارية لا تتوفر بها وسائل الأمان ومكافحة الحريق.

وأشار إلى أنه ستتم محاسبة رئيس اتحاد الملاك ببرج الكويتية على عدم توافر وسائل مكافحة الحريق، الذى شب بأحد مخازن قطع غيار السيارات بالطابق السابع بمول الكويتية بمنطقة التوفيقية بوسط القاهرة.

لكن يتضح من حريق مخزن الأدوات المكتبية الذى وقع مساء الأربعاء بالعقار رقم 10 بمنطقة الفجالة أن تصريحات رئيس الحى لم تنفذ، حيث كشف فى تصريحات صحفية أن العقار صادر له قراران بإغلاقه من رئاسة الحى منذ فترة، وتم قطع المرافق عنه ولم يتم التنفيذ.

أهالى الأزبكية

اتهم أهالى حى الأزبكية المسئولين بالتقصير فى حل المشكلات التى تتعلق بتجار منطقة الفجالة وغيرها، مشيرين إلى أن تواجد المخازن بالعقارات السكنية تعتبر قنابل موقوتة، حيث إن خطوط الغاز الطبيعى تمر داخلها وسط تقاعس الجهات التنفيذية عن شن حملة لغلق المخازن والتفتيش عليها وتقنين أوضاع البائعين.

وطالب الأهالى بإقالة رئيس حى الأزبكية لاستمرار الحرائق بالحى دون إظهار أى فكر أو حلول لمواجهتها.