مع كل مرة يظهر فيها الحديث عن مبادرة رئاسية للعفو عن الطلبة والشباب المحبوسين فى قضايا بعيدة عن العنف والإرهاب، تجد صفوفا قد اجتمعت للتشكيك فى المبادرة وفى عمليات فحص ملفات المحبوسين، دون أن يشارك أحدهم بجهد من أجل إتمام العملية بنجاح.
يتاجرون بالمحبوسين ثم يشككون عند الإفراج عنهم
المثير هنا أن هؤلاء الذين يشككون فى المبادرة الرئاسية للإفراج عن الشباب المحبوسين بعد حصولهم على العفو الرئاسى هم أنفسهم الذين يتاجرون بالمحبوسين، ويصدرون فى الليلة آلاف التصريحات عن السجون ومن فيها، ولماذا لا يصدر الرئيس عفوا عن هؤلاء المحبوسين فى قضايا لا تمت للعنف والإرهاب بصلة، وحينما تتحرك الرئاسة وتتخذ خطوات جادة فى هذا الملف بمجهود فردى يظهر نفس الذين طالبوها بالعفو ليشككوا فى خطواتها، وحينما تصدر قوائم العفو بشكل رسمى ويتم الإفراج عن الشباب يصمت هؤلاء ويختبئون خلف خيبتهم وخلف شكوكهم دون أن يعترفوا بشجاعة بأنهم كانوا مخطئين، ولكن من أين تأتيهم الشجاعة وهم الذين اعتادوا على مواجهات «الكيبورد» وصفحات الإنترنت، وكيف تخرج منهم كلمات الشكر وهم الذين اعتادوا على حصاد الشهرة بالشتائم؟!
يرفضون الاعتراف فقط لأن القائمة لم تشمل أصحابهم المشاهير
يجتمع النشطاء أو من يسمون أنفسهم بذلك بعضا على بعض ويشككون فى قوائم العفو الرئاسى، رغم أنها تضم عشرات الطلبة والشباب، ولكنهم لا يرضون الاعتراف بفضل الرئيس وخطواته لمجرد أن قوائم العفو لا تشمل أصحابهم من المشاهير، هى إذن مصلحة شخصية، وتعصب لتيار يخصهم لا لفكرة العفو عن الشباب ولا تطهير قوائم المحبوسين، وتلك هى الكاشفة، خطوات تكشف ميول هؤلاء وزيف ادعائهم النضالى لأن كل شىء يتوقف عند مصالحهم ومصالح تيارهم ومنظماتهم الممولة من الخارج.
يتكلمون عن الفساد ثم يتركون الرئيس يواجهه وحده
نفس الأمر فى مسألة الحرب على الفساد، يتكلم كثيرون عن ضرورة مواجهة الفساد، وحينما تتحرك الأجهزة الرقابية بتوجيه من الرئيس لمواجهة الفساد، يختبئ الجميع ويتركون الرئيس منفردا فى المواجهة، بل أن بعضهم يشكك فى نتائج تلك الحرب على الفساد المتجذر فى بطن هذه الدولة من عشرات السنين، الواقع يقول من خلال الأرقام، إن الدولة الآن تخوض حربا حقيقية ضد الفساد بإخلاص ونزاهة ونجاح لم يحدث فى السنوات الماضية، والرئيس يخوض حربا أشرس ضد هؤلاء الذين يعتبرون الكشف عن الفساد الآن دليلا على فساد الدولة بدلا من أن يعتبروه دليلا على طهارة يد النظام الحالى وقوته وإصراره على كشف ومكافحة الفساد، الأزمة تكمن هنا فى عقول هؤلاء الذين يرون كشف الفساد الآن دليلا على عجز الدولة، وليس إنجازا لنظام وسلطة تدير دولة اعتاد حكامها السابقون «الطرمخة» على الفساد خوفا من الفضيحة.
إرث الدولة المصرية فساد وخلل فى مختلف المجالات
الرئيس يقود هذه الحرب بشجاعة، لذا مهم أولا الاعتراف بحقيقة تقول، إن إرث الدولة المصرية من فساد وخلل فى مختلف المجالات، صحة واقتصاد وتعليم وبنية تحتية، يشكل عبئًا على الدولة الجديدة وخططها للتنمية، ويعطل ويؤجل شعور الناس بالإنجازات الحقيقية والمهمة التى تحدث على الأرض، والتأكيد على هذا الاعتراف بتأكيد جديد على أن الرئيس يواجه كل هذا بشجاعة منقطعة النظير وبدون حسابات.