تشهد المنطقة العربية تحركات مكثفة على صعيد تصفية الأجواء بين دول المنطقة وفى مقدمتها رأب الصدع بين القاهرة والرياض، حيث كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ"انفراد" عن مباحثات حثيثة تجريها بعض الأطراف لعودة دفء العلاقات المصرية السعودية والتى تأثرت مؤخرا بسبب عدد من الملفات المتباينة بين البلدين.
وأكدت المصادر أن الامارات والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يقودان هذه المباحثات بين القاهرة والرياض، لافتا إلى أن هذا الملف كان الأساسى على جدول أعمال الأمين العام خلال زيارته التى لم يعلن عنها مسبقا للرياض.
زيارة أبو الغيط للرياض، رافقه فيها السفير السعودى لدى القاهرة أحمد القطان، وقال بيان الجامعة العربية إن زيارة أمينها العام جاءت فى إطار جهود "لم الشمل العربى"، دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات أو الخطوات التى يبذلها فى إطار لم هذا الشمل.
وأشار المصدر إلى أن أبو الغيط لعب دورا قويا فى الوساطة بين مصر والمملكة لمحاولة تقريب وجهات النظر، مشددا على أنه فى المقابل لمس الأمين العام حرصا خليجيا بوجه عام وسعوديا بوجه خاص لإرضاء مصر وتصفية الأجواء العربية فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها المنطقة العربية وتغيير الإدارة الأمريكية، لافتا إلى أنه هناك بادرة أمل بأن تفضى تفاهمات تنهى حالة الجمود فى العلاقات.
وقال المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة محمود عفيفى إن المقابلة بين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمين العام تناولت الوضع العربى العام، ودور الجامعة العربية فى "لم الشمل العربى"، والتحديات التى تواجهها الدول العربية فى المرحلة الحالية.
وأضاف المتحدث أن أبو الغيط استمع إلى رؤية خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بدور المملكة وتقييمها للوضع الحالى.
فيما كشفت المصادر لـ"انفراد" أن الإمارات تقوم بجهود موازية لجهود الأمين العام للجامعة العربية وتصب فى الاتجاه نفسه، لافتا إلى أنها لعبت دورا قويا فى رأب الصدع المصرى السعودى خاصة فى أعقاب توقف شركة أرامكو عن مد مصر بالبترول وما أشيع فى أعقابها عن اعتزام القاهرة التوجه صوب إيران للاستبدالها كمصدر للبترول السعودى.
وأشارت المصادر إلى الزيارة التى قام بها محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمصر الخميس الماضى التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأشار بن زايد إلى أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربى وتضامنه، والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعيا لزعزعة الاستقرار
وعقب ذلك توجه إلى الرياض للقاء المسئولين السعوديين، وشدد المصدر على أن الإمارات ساهمت فى تقريب وجهات النظر بين مصر والسعودية، وأشار الى أن الوساطة الإماراتية أسفرت عن إتمام اتفاق تم الإعلان عنه أمس بموافقة مجلس الوزراء الكويتى لتمديد عقد بيع النفط الخام إلى مصر اعتبارا من أول يناير المقبل، مع فترة سماح تبلغ 9 أشهر قبل بدء السداد، وقالت صحيفة الرأى الكويتية أنه وفقا للعقد التجارى المبرم بين الجانبين الكويتى والمصرى، سيتم تزويد مصر بحوالى مليونى برميل نفط خام شهريا، وسيكون السعر وفقا للأسعار المتداولة عالميا.
ونبه المصدر إلى أن المشهد لا يمكن رؤيته منعزلا عنالخطوة المفاجئة التى قامت بها السلطات التركية قبل 48 ساعة بحملة اعتقالات موسعة شملت 3 من أعضاء جماعة الإخوان المصريين والهاربين لإسطنبول.
وتوقع أن تكون تلك الخطوة من الجانب التركى فى إطار تحرك سعودى إيجابى للمساعدة فى تصفية الأجواء مع مصر، لافتا إلى أن المباحثات الماراثونية بين عدد من العواصم العربية قد تشمل تقريب وجهات نظر بين الأطراف الإقليمية المختلفة فى مصر والسعودية وتركيا، لمواجهة الخطر الإيرانى المتزايد بالمنطقة.