تعتبر الإخوان، المملكة المتحدة "بريطانيا" هى الدولة الأم الآن فى استضافة قياداتها، والإبقاء على قياداتها، وتعتمد الجماعة على عدة عوامل فى الإبقاء على مصالحها فى لندن، وفتح تقرير خارجية العموم البريطانى حول انتقاده لتقرير الحكومة البريطانية، الذى أدان نشاط الجماعة، الباب أمام التنظيم كى يسيطر سيطرته.
عدة عوامل اعتمدت عليها الجماعة من أجل استقطاب بعض نواب العموم البريطانى وبعض دوائر صنع القرار، على رأس هذه العوامل هو الجمعيات الإسلامية، التى استطاع المكتب الإعلامى لإخوان لندن، السيطرة على عدد كبير منها، كى تعمل لصالحه، حيث تمارس هذه الجمعيات أنشطة اقتصادية فى العاصمة البريطانية مكنت الجماعة من تكوين علاقات اقتصادية مع مسئولين بريطانيين.
كما أن التنظيم دائمًا ما يقيم زيارات دورية لأعضاء بالبرلمان البريطانى، حيث يكلف المكتب الإعلامى لإخوان لندن بالتواصل الدائم مع أعضاء البرلمان خاصة رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وتقديم تقارير عن مظلوميات الجماعة، لمحاولة استقطاب بعض أعضاء البرلمان لصالحهم.
كما أن الجماعة تتواصل بشكل دائم مع بعض الصحف البريطانية، سواء لنشر مقالات رأى لبعض قياداتها، أو مطالبة بعض الكتاب البريطانيين لكتابة مقالات رأى تدافع عن الجماعة.
خبراء فى الإسلام السياسى، شرحوا تفاصيل العلاقة بين بريطانيا والإخوان خلال الفترة الحالية، مؤكدين أن هناك علاقة مصالح بين الطرفين تتمثل فى أن الجماعة تستغل بريطانيا للدفاع عنها دوليًا، بينما تستغل لندن الإخوان ضد المنطقة العربية.
وقال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن بريطانيا لا تحتاج لاستقطاب الإخوان فى الوقت الحالى، موضحًا أنه قبل الإخوان كانت بريطانيا المركز الرئيسى لحزب التحرير الإسلامى، وكان بها مراكز رسمية لأبو حمزة المصرى – قيادى جهادى - وأبو قتادة الجهاديين التكفيريين، لافتًا إلى أن بريطانيا تستخدم الإسلام السياسى ضد المنطقة العربية.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية،فى تصريحات لـ"انفراد"، أن هناك استغلالاً متبادلاً من جانب الإخوان وبريطانيا لبعضهما، موضحًا أن لندن أول من استخدم الإسلام السياسى منذ الثورة العربية الكبرى فاستخدمت الشريف حسين ضد الدولة العثمانية، والثورة المهدية بالسودان ضد مصر.
وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الطرفين- أى الإخوان وبريطانيا - لا يزالان على قناعة بأن مصالحهما مرتبطة بالرهان والاعتماد على الآخر ، حيث يسعى لكل منهما للاستفادة من الآخر.
وأكد الباحث الإسلامى، فى تصريحات لـ"انفراد" أن الإخوان اليوم بالنظر إلى أحداث السنوات الماضية على استعداد لعمل أى شىء، حيث لم يعد لديها ما تخسره بعد أن انقطعت شعرة معاوية بينها وبين الأنظمة العربية خاصة بمصر.
وأوضح الباحث الإسلامى، أن هذا الأمر تعتبره المملكة المتحدة عامل دفع إضافى للاعتماد على الجماعة التى صارت أكثر امتثالاً بدون أية محاذير بشأن المصالح المصرية والعربية.
وفى الصدد نفسه، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن بريطانيا من الدول فعليًا التى تحتضن الإخوان وتقوم برعايتهم وتوفر دعم سياسى لما يسمى أمانة التنظيم الدولى للإخوان، خاصة أن الإخوان استطاعت إقناع دوائر صنع القرار فى بريطانيا بتدشين قنوات إعلامية تبث من أراضيها على رأسها قناة الحوار التابعة للتنظيم الدولى للإخوان.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان لـ"انفراد"، أن بريطانيا ستظل الدولة الأهم فى دعم التنظيم الإخوانى لاعتبارات كثيرة، منها النشأة الأولى للتنظيم كانت بدعم بريطانى عندما كانت تحتل بريطانيا مصر.