تحدت مآذن مساجد مدينة القدس المحتلة قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر الآذان فى مساجد المدينة بزعم أن الآذان يسبب ضوضاء لليهود ساكنى المدينة، وتعالت أصوات المؤذنين فى القدس خلال صلاة الجمعة .
وأذنت عشرات المساجد فى المدينة المقدسة للدعوة لصلاة الجمعة، فى الوقت الذى انتشرت فيه الشرطة الإسرائيلية فى أنحاء المدينة، خاصة حول المسجد الأقصى المبارك، خشية وقوع مواجهات بين المصلين واليهود .
وتوافد عشرات الآلاف من المصلين منذ الصباح لأداء صلاة الجمعة، من بينهم 250 مصلّ من قطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، خرجوا فجراً عبر حاجز "بيت حانون-إيرز" للصلاة في المسجد الأقصى.
وانتشر الجنود الإسرائيليين في المدينة المقدّسة، وأجروا عمليات تفتيش "جسدية" لعدد من الشبّان كانوا فى طريقهم إلى المسجد الأقصى، وسط تحليق مروحية إسرائيلية استطلاعية في سماء القدس المحتلة.
ومن جانبه ، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة، إن الأراضي الفلسطينية تتعرّض لأبشع سياسات الإحتلال من خلال نهب الأراضي، وهدم المنازل وشرعنة البؤر الاستيطانية التي لا يعترف بها أحد.
وأكد أبو سنينة خلال خطبة الجمعة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال قراره في منع رفع الآذان في المساجد إلى محاربة الدين والإسلام والمسلمين.
وشدد على أن الحل الوحيد للخلاص من الاحتلال وتدنيس المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، هو وحدة الصّف والكلمة، "ففى اتّحادنا قوّة عظيمة".
وأضاف: "كنا نعتقد بأن ما يحدث في بلاد الشام سيكون سحابة صيف، لكن استهداف الأطفال والنساء والشيوخ ما زال مستمراً، وآلة القتل وسفك الدّماء مستمرة كذلك".
يذكر أن مشروع قانون الآذان الإسرائيلى؛ ينص على حظر رفع الآذان عبر مكبرات صوت المساجد في القدس، ويعاقب على ذلك.
ووافقت عليه لجنة التشريعات في الحكومة الإسرائيلية، وفى حال إذا ما صادق عليه الكنيست فسيصبح قانونا ساري المفعول، رغم ما لاقاه من رفض وانتقادات داخل فلسطين وخارجها.
ويعتبر القانون حلقة جديدة ضمن مسلسل تهويد مدينة القدس، ويعتبر واحداً من أخطر قرارات إسرائيل العنصرية. ومع ذلك تنبغي الإشارة إلى أنه ليس المحاولة الأولى من نوعها في ما يتعلق بحظر الأذان.
ففى 26 سبتمبر 2006 داهمت شرطة عكا حي وولفسون - الذي تبلغ نسبة السكان العرب فيه حوالي أكثر من 90% من مجمل سكان الحي البالغ عددهم حوالى 2500- وصادرت مكبرات الصوت من منزل مواطن كان يرفع بها أذان المغرب ليُعلِم أهالي الحي المسلمين بدخول موعد الإفطار، وذلك لأنهم لا يسمعون الآذان المرفوع من داخل مساجد عكا القديمة ، لكن الشرطة تراجعت عن قرارها بمنع الأذان في الحي، واشترطت لإعادة رفعه ألا تسبق ذلك تلاوة لآيات القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت، وألا يرفع الأذان مساء أيام الجمعة مراعاة لدخول عطلة السبت لدى اليهود. وهو ما وافق عليه سكان الحي.