زار أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد قسم الأميرية، لمتابعة التحقيقات الإدارية والجنائية الخاصة بوفاة المواطن مجدى مكين، وذلك فى وجود نواب الدائرة حاتم بشات عن الأميرية، وإيهاب العمدة عن الزاوية والشرابية منطقة القتيل، وبدأت الزيارة من الثانية ظهرًا حتى الخامسة عصرًا.
وفى الوقت نفسه، يباشر جهاز التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية التحقيق فى واقعة اتهام النقيب كريم مجدى معاون مباحث الأميرية بتعذيب المواطن مجدى مكين "صاحب عربة الكارو" حتى الموت.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى "رفض ذكر اسمه"، أن وزير الداخلية أمر جهاز التفتيش بفتح التحقيق فى الواقعة، واستدعاء الضابط لسماع أقواله لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية.
وأضاف المصدر لـ"انفراد"، أن هناك اتجاه لوقف الضابط المتهم عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات، مشيرًا إلى أن جهاز التفتيش استدعى الضابط بالفعل، كما ينوى استدعاء باقى أفراد الشرطة المتواجدين داخل القسم وقت الحادث، إضافة إلى طلب السجلات الدفترية للقسم.
وقال النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان، إن اللجنة توجهت إلى قسم الأميرية لمتابعة سير التحقيقات فى مقتل المواطن مجدى مكين، للوقوف على حقيقة وملابسات الواقعة إعلاءً لمبدأ الشفافية وحقوق الإنسان.
وأضاف الغول فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن أعضاء اللجنة أكدوا لقيادات وزارة الداخلية والقسم، مدى حرصهم على متابعة سير التحقيقات بما يحقق مصلحة المواطن والعدالة، دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى إلا المبادىء الأساسية لحقوق الإنسان.
وتابع الغول، أنه تبين من زيارة اللجنة، أن النيابة قامت بفتح تحقيق موسع حول الواقعة واستمعت لجميع الأطراف وأحالت المواطن إلى الطب الشرعى، لتحديد أسباب الوفاة، بخلاف قيامها بسؤال الضابط محل الواقعة ثم صرفته مؤقتًا، لحين ورود تقرير المعمل الجنائى وسماع الشهود، وتفريع الكاميرات الخاصة بالقسم، لافتاً إلى أن النيابة أمرت بدفن جثة "مكين" عقب انتهاء الطب الشرعى من المعاينة.
ولفت وكيل لجنة حقوق الإنسان إلى أن اللجنة ستتابع قضية المواطن مجدى مكين، من خلال تحقيقات النيابة حول الواقعة، وتكليف محامين لمتابعة التحقيقات، مشيرًا إلى أن اللجنة ستتوجه للقاء أسرة المواطن المتوفى مجدى مكين، لتعزيتهم فى فقيدهم، مؤكدأً أن اللجنة تقدم خالص تعازيها لأسرة المتوفى.
وقال النائب يسرى الأسيوطى عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن وفد اللجنة زار اليوم قسم الأميرية لمتابعة حالة وفاة المواطن مجدى مكين، الساعة الثانية ظهراً واستمر اللقاء 3 ساعات، التقينا خلالها بكل من اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة، واللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية، واللواء محمد منصور و طارق عطية مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات، أسباب وفاة مجدى مكين.
وأضاف الأسيوطى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن وفق ما قالوه فـ"مكين" توفى جراء غيبوبة سكر، وأن الضابط الذى اشتبه به مع اثنين أخرين عندما أمسكه وجد معه" شريط برشام"، وأثناء التحقيقات تعرض لغيبوبة سكر فتم نقله للمستشفى وتوفى هناك، مؤكدًا أنهم طلبوا منهم وضع الضابط فى مديرية الأمين ولا يكون خارجًا لضمان وجودة وطمأنة الجميع بسير التحقيقات إلا أنهم يرونه غير مدان غير بعد ثبوت ذلك فى تحقيقات النيابة.
وتابع الأسيوطى، "طلبت منا قيادات الداخلية انتظار تقرير الطبيب الشرعى وتحقيقات النيبابة فى الواقعة"، مشيرًا إلى أنهم سيتوجهون لأسرة القتيل الواحدة ظهرًا غدًا السبت، لطمأنتهم أن الإجراءات القانونية تسير على قدم وساق ولن يتم التستر على أحد، مشيرًا إلى أنه قال لقيادات الداخلية الذين اجتمعوا معهم، "لو كان مكين بتاع برشام مش هيركب عربية كارو، والوفاة مش بسبب غيبوبة سكر".
وقال حاتم بشات عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إن وفد مجلس النواب انتهى منذ قليل من زيارة قسم الأميرية بعد الاطلاع على حقيقة تطورات قضية مجدى مكين، مشيرًا إلى أن الوفد استمع إلى عدد من المسئولين بوزارة الداخلية وتغيرت وجههم نظرهم فى المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وأوضح بشات لـ"انفراد"، أن المسئولين عن التحقيقات عرضوا صورًا لمجدى مكين قبل وبعد التشريح، واتضح للجنة من خلال الصور أنه لم يتعرض للتعذيب أو الاهانة، وإن تشريح الجثة فحص الخصية والاليتين، مشيرًا إلى أن الوفد اطلع على حقائق جديدة تخص الواقعة.
وأكد عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، على تشكيل لجنة من حقوق الانسان من المقرر أن تطلاع على مجرى سير التحقيقات، ورأى النيابة ورأى الطب الشرعى حيال الواقعة، لافتًا إلى أنه من المقرر أن يزور وفدًا مكون من حاتم بشات وإيهاب العمدة وعمرو وطنى أهالى مجدى مكين ظهر الغد.
وضم الوفد البرلمانى، أعضاء لجنة حقوق الإنسان، وفي مقدمتهم النائب علاء عابد، رئيس اللجنة، والنائب محمد الغول، وكيل اللجنة، والنائب على بدر وكيل اللجنة، والنائبه مارجريت عازر، والنائب بكر أبو غريب، والنائب محمد ماهر، والنائب يسرى الأسيوطى، والنائب نبيل بولس، بجانب النواب عن الدائرة من بينهم اللواء حاتم باشات، والنائب عمرو وطنى وإيهاب العمدة.
وعلى سياق متصل، زار، اليوم الجمعة، الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص، ومعه أربعة من الأباء الكهنة هم: القمص دوماديوس عبد السيد، والقس مقار جورج، والقس مرقس سعد، والقس إيلاريون رسمى؛ أسرة "مجدى مكين"، وذلك بمنزل الأسرة الكائن بحى الزاوية الحمراء بالقاهرة.
وقالت الكنيسة فى بيان صحفى أصدرته اليوم، إن مكين تُوفى فى قسم شرطة الأميرية أول أمس متأثرًا بالآلام التى نتجت عن التعذيب البشع الذى تعرض له.
وأضافت الكنيسة فى بيانها "الزيارة جاءت للتأكيد على تعاطف الجميع مع أسرة المتوفى، على اعتبار المتوفى مصريًا تمت إهانته من قِبَل أحد أجهزة الدولة.. ولنعلن رفضنا للإفراط فى استخدام القوة.. ولنؤكد على قيمة الحياة وحق الإنسان فيها"، كما أشار نيافته إلى ثقتنا فى سرعة تحرك أجهزة الدولة ولا سيما وزير الداخلية، شاكرين له سرعة التحرك واتخاذ التدبيرات الأولية الهامة.
وأضاف البيان: "لعل هذا الحادث يكون بمثابة وقفة لمراجعة ما يحدث من تعذيب فى أقسام الشرطة.. وإننا نعمل على حماية ثقة الشعب فى جهاز الشرطة".
من جهة أخرى، قدم الأنبا مكاريوس والأباء المرافقون له العزاء لأسرة المتوفى باسم الكنيسة القبطية وباسم قداسة البابا الأنبا تاوضروس الثانى، قائلًا لهم، حسب البيان، أن "ما يعنينا هو مستقبله الأبدى.. فليس مهمًا كم عاش الإنسان وأين وكيف مات وإنما كيف عاش.. وأنه علينا ألّا نكف عن طلب الرحمة له من الله، كل الاعين الآن تتجه نحو الله القاضى العادل، وتثق أنه لن يخذلهم بل سيتكلم فى قلوب المعنيين بالأمر، ولا سيما السيد الرئيس الإنسان أب العائلة المصرية، وتقابلت هناك مع محامى الأسرة وأبلغنا بأنه مهتم كثيرًا بالأمر ومعه آخرون".
واستكمل البيان "كان هناك بعضٌ من النواب والصحافيين والحقوقيين والكثير من الجيران من المسلمين، والذين أظهروا تعاطفًا بالغًا مع أسرة الراحل مجدى، أمّا أفراد أسرته فقد ظهر عليهم الحزن المقرون بمشاعر القهر والذهول، نيح الله نفسه وعوّضه عما عاناه، وسكب العزاء والسلام فى قلوب كل ذويه".