حالة من الجدل على موقعى التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" بعد إعلان الروائى الشاب أحمد مراد عن إطلاق ورشة للكتابة بعنوان "الصفحة الأولى"، بتكلفة بلغت 4500 جنيه للمشترك، فى الوقت الذى يتساءل البعض عن إمكانية مساهمة الورش الأدبية فى صناعة مبدعين، كذلك عن مدى فرص تحولها لـ"بزنس" يحقق عائدًا مادياً كبيرًا فى بعض الأحيان.
بداية، قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، "أتصور أن ورش الكتابة يمكن أن يكون لها بعض الفوائد والجوانب المهمة، لكنها لا تستطيع أن تخلق كاتبا أو كاتبة من العدم"، متابعًا "ورش الكتابة يمكن أن تنمى بعض التجارب مع بعض الكتاب، لكن يفترض فى هذه كله أن تكون الموهبة حاضرة، وأن يكون الاستعداد لتنميتها حاضرًا أيضًا".
وأضاف "حمودة"، فى تصريحات لـ"انفراد"، "أن ورش الكتابة تتيح مناخًا لتأمل بعض النصوص الإبداعية للحوار حولها، وبطرح وجهات نظر متعددة فيها، بالإضافة إلى التفكير فى الأساليب والأدوات الفنية المترتبطة بهذا النوع الإبداعى أو ذاك، وهذا كله مفيد لمن أراد التأمل فى تلك التجارب".
وعن طرق تنمية الموهبة فى الكتابة أشار "حمودة""هناك وسائل أخرى لتنمية الموهبة يستطيع أن يستخدمها كل كاتب من الكتاب، وهذا ما كان يحدث خلال تاريخ الإبداع الطويل قبل اختراع ظاهرة ورش الكتابة، وفى هذه الوجه المجال منفتح للجميع بطرق ذاتيه متنوعة".
من جانبه قال عماد العادلى المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "ألف" ردًا على إمكانية صناعة ورش الكتابة الأدبية لمبدعين:"قولاً واحدا لا"، مشيرًا إلى أن تلك الورش قد تكون أداة مساعدة للموهوبين، فى معرفة أساليب و"تقنيات" الكتابة المختلفة ومعرفة ضمائر الراوى، مشددًا على أن الجميع يرى أنه كاتب أو لديه حس أدبى، لكن الحقيقة أن 10% فقط هم المؤهلون للكتابة ولا يلجأون لمثل هذه الورش فى الغالب.
وفى السياق ذاته قال أحمد عز العرب، مدير مكتبة البلد، وأحد المنظمين لورش الكتابة الأدبية: "الورش الكتابة الإبداعية يستحيل أن تعلم أحدا الإبداع"، مؤكدًا أنها تساعد فى اكتشاف موهبته ومعرفة تقنيات الكتابة الإبداعية، ويكون الغرض منها الإعداد الفكرى، للكتاب لبدء مشروعه الأدبى.
على صعيد آخر، رأى الصحفى الشاب محمد سرساوى أحد المتدربين بإحدى الورش، إن ورش الكتابة الأدبية مهمة للغاية لتنمية موهبة وقدرة الكتاب الشباب، مدافعا عنها "ليست لغرض الربح المادى"، موضحا "أغلبها مجانى أو بأسعار رمزية".
وحول النماذج الناجحة خريجى ورش الكتابة، استشهد "سرساوى" بعدد من الكتاب الشباب الذين حصلوا مؤخرا على جوائز مجلة "أخبار الأدب" مثل الكاتبة آية عزت وسلمى هشام فتحى، والأخيرة حصلت على المركز الأول عن المجموعة القصصية "غرفة تغيير المشاعر"، معلقاً "أعكف حاليًا على كتابة رواية أدبية كان لتلك الورش فضل فيها".
وعن تأثير الورش على المتدربين، تقول الكاتبة الشابة سلمى هشام فتحى: "دور الورش يتوقف على مدى استعداد المتلقى للتدريب"، موضحة "لابد من وجود كيمياء بينهم"، مشيرة إلى دور المدرب فى "تحميس" المتدربين وتدريبهم على أشكال متعددة للكتابة.
وأكدت "فتحى": "حصلت على العديد من ورش كتابة المجموعات القصصية، وذلك ساعدنى فى كتابة "غرفة تغيير المشاعر"، مشيرة "قمت بكتابة بعض من فصولها داخل تلك الورش".