يقول الفيلسوف والمثقف الفرنسى الأشهر "بيرنارد هنرى ليفى" إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة قد تشهد فوز "مارى لوبان" زعيمة التيار اليمينى المتطرف المتمثل فى حزب الجبهة الوطنية، مبررا ذلك بأن المواطن الفرنسى أصبح غير مكترث بالسياسيين وتصريحاتهم اذا كانت صادقة أو لا وفقا لما نشرته الصحيفة البريطانية "ذا تليجراف".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الاستطلاعات التى ترجح فوز "لوبان" فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وخسارتها لاحقا من قبل المرشح اليمينى المعتدل "آلان جوبى"، الأوفر حظا فى سباق الانتخابات الحالى وفقا للاستطلاعات.
وقال "ليفى" إن الانتخابات القادمة قد تتحول إلى مثال أخر لخطأ وعدم دقة الاستطلاعات، مشيرا إلى فوز الأمريكى "دونالد ترامب" رغم أن الاستطلاعات لم تكن فى صالحه.
وأضاف "ليفى" أن فوز "ترامب" جعل من أى أمر غير مستحيل فى المسرح السياسى، مردفا أن المواطنين باتوا غير مهتمين بآراء السياسيين ومدى صدقها من عدمه، والمؤسسات السياسية التقليدية الممثلة فى الأحزاب، وتوجه اهتمامهم إلى شخصيات المرشحين وخطابهم.
ويرى "ليفى" أن الجماهير تهتم الآن بأداء المرشح أو ما أطلق عليه "جودته المسرحية" غير عابئة بصدق وعوده أو تصريحاته، وهى حالة تمثل فرص لساسة مثل "ترامب" فى الولايات المتحدة أو "لوبان" فى فرنسا.
ولفت أن الشعبوية التى أوصلت "ترامب" إلى البيت الأبيض بدأت فى القارة الأوروبية العجوز، بصعود نجم حزب الجبهة الوطنية الفرنسى، وفوز الإيطالى "سيلفيو بيرلسكونى"، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وقال "ليفى" عن المرشح والرئيس السابق "نيكولاس ساركوزى"- الذى تربطه به صداقة قديمة- أن قد يستعير خطاب "لوبان" لجذب القاعدة الجماهيرية العازفة عن المؤسسات السياسية التقليدية، لكنه رجح عدم إيمان "ساركوزى" بمبادئ الجبهة الوطنية وخطابها السياسى.
وحذر "ليفى" وسائل الاعلام من اتباع الاستطلاعات، لافتا إلى أخطاء الأخيرة فى كل من انجلترا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية.