أكدت نيابة سيول أمس الأحد أن رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون-هيه لعبت دورا فى فضيحة الفساد التى تثير تظاهرات واسعة فى البلاد تطالب باستقالتها. وأعلن لى يونج-ريول رئيس نيابة العاصمة لوسائل الإعلام توجيه الاتهام رسميا إلى ثلاثة مشتبه بهم فى هذه القضية التى تتمحور حول شوى سون-سيل صديقة الرئيسة منذ أربعين عاما التى أوقفت فى بداية نوفمبر بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة.
وقال لى كبير المحققين: "استنادًا إلى المؤشرات التى جمعناها حتى الآن نقدر أن الرئيسة تواطأت فى جزء كبير من النشاطات الاجرامية المتعلقة بالأشخاص الثلاثة"، فى إشارة إلى شوى ومستشارين سابقين للرئيسة.
وطالب من ناحية أخرى، "مينجو" أكبر حزب معارض فى البلاد فى بيان له اليوم الرئيسة بارك بالتنحى فورا مؤكدا أنه لا يجب أن يسمح لـ"متهمة" بقيادة البلاد؛ وجاء فى البيان "إذا استمرت الرئيسة بارك فى الرفض (أن تقدم استقالتها)، ستزداد مطالب الشعب بمساءلتها.والرئيسة بارك لا يجب أن ترمى الدولة فى المزيد من الارتباك ويجب أن تقدم على قرار الاستقالة طواعية".
وتساءل الحزب عما إذا كان تحقيق الإدعاء فى مزاعم تورطها فى قضية فساد، كاف، ولماذا لم يتم توجيه اتهامات بالرشوة لها. واشتركت أحزاب المعارضة فى المظاهرات الداعية لتنحى الرئيسة بارك أملا فى أن يكون لهم مكانا فى السلطة بعد أن تترك منصبها. وعقد أمس الأحد مشرعون كبار من ثلاثة أحزاب معارضة رئيسية، بينهم حزب مينجو، والحزب الشعبى وحزب العدالة اجتماعا طارئا اليوم بعد إعلان النيابة.
وأكدت أكبر ثمانية أحزاب سياسية أن جرائم الرئيسة بارك الواضحة والخطيرة تعد أساسا لعزلها ووافقوا على تقديم طلب للأحزاب الثلاثة والبرلمان لمناقشة عزلها مع مواصلة حملتهم بشكل منفصل لإجبار الرئيسة على التنحى. وأصبحت بارك أول رئيسة لكوريا الجنوبية فى التاريخ يتم التحقيق معها كمتهمة.وتعهدت النيابة بمواصلة التحقيقات.
وتعد "شوى" صديقة رئيسة كوريا الجنوبية هى ابنة زعيم دينى غامض يدعى شوى تاى-مين، متزوج ست مرات ويحمل عددًا من الأسماء المستعارة. وقد أنشأ حركة أقرب إلى طائفة سرية سماها "كنيسة الحياة الأبدية". وأصبح بعد ذلك راعيا للرئيسة بعد مقتل والدتها فى 1974. ويشتبه بأن ابنته تدخلت فى وضع الخطب الرئاسية والإطلاع على وثائق سرية كما تدخلت فى شئون الحكومة بما فى ذلك تعيينات على أعلى مستوى.
وأوقفت شوى فى بداية نوفمبر قبل أيام من اعتقال اثنين من مستشارى الرئيسة بارك وهما أن جونج-بيوم وجيونج هو-سيونج. ومن ناحية أخرى، خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع سيول أمس الأول السبت فى مطلع الأسبوع الرابع على التوالى للاحتجاج على رئيسة كوريا الجنوبية، التى تقاوم المطالب بالتنحى.
وهزت تلك الفضيحة رئاسة بارك ووحدت الكوريين فى الشعور بعدم الرضا وبلغ ذلك ذروته فى شكل مسيرة احتجاجية فى سيول مطلع الأسبوع الماضى شارك فيها مليون شخص حسب بعض التقديرات. وكان احتجاج أمس الأول السبت أصغر حجما حيث أن جماعات الاحتجاج نظمت أيضا مظاهرات فى مدن أخرى.وقالت الشرطة أن ما لا يقل عن 155 ألف شخص احتشدوا فى ميدان رئيسى فى سيول للمشاركة فى احتجاج على ضوء الشموع.وقال منظمو الاحتجاج أن العدد وصل إلى 500 ألف.