يعانى المزارعون والفلاحون ، بل والشركات العاملة فى إنتاج المبيدات واستيرادها وتصنيعها فى مصر والعالم ، من أخطار وخسائر استخدامات المبيدات المغشوشة ،على المستويين الفردى والاقتصادى للبلد ، وتتجاوز هذه الخسائر والأضرار الحدود عندما تكون هدفا من أهداف شركات وأفراد ومافيا عالمية ، شغلها الشاغل الربح فقط ،دون النظر إلى تهديدها للزراعات فى مصر والعالم،وإضرارها المتعمد بالشركات العالمية والمحلية والاستثمارات الزراعية والصناعية الرامية لمنتج يلتزم بكافة المعايير المصرية والعالمية لإنتاج وتصنيع وتوزيع المبيدات.
مبيدات مجهولة المصدر
وفى الوجهين القبلى والبحرى ، يشكو المزارعون والفلاحون مُر الشكوى من وقوعهم ضحايا لشركات مبيدات مغشوشة ،كانت سببا فى تدمير وإتلاف محاصيلهم الزراعية، نتيجة لشرائهم لتلك المبيدات التى تحمل علامات تجارية مزورة لشركات محلية وعالمية شهيرة، ففى زراعات مشروعات غرب النوبارية الكثيفة ،أكد أغلب رؤساء الجمعيات أنهم يتضررون من وقت لآخر ،أشد الضرر نتيجة استخدامهم مبيدات مغشوشة فى رش الحاصلات الزراعية دون علمهم يذلك، نتيجة للغش فى خلط وتركيب هذه المبيدات ،أو استخدام علامات تجارية شهيرة والنصب على الفلاحين باسمها.
التزام المبيدات بالكود المصرى والعالمى
وفى إجراءات وطرق الحد من هذه الظاهرة الخطيرة على الفلاحين والزراعة والشركات التى تطبق وتلتزم بالمعايير القياسية العالمية لتصنيع وإنتاج وتسويق ونقل المبيدات، صال وجال الدكتور مصطفى عبد الستار الأمين العام للجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، عن دور اللجنة فى حماية الزراعة المصرية من شرور هذه المبيدات المغشوشة وأثرها على الاقتصاد والزراعة المصري،وقال إننا نقف ضد المبيدات المغشوشة بالمرصاد ،وقد أجرينا دراسة فى 5 محافظات عام 2014 حول استخدام المبيدات ، وقمنا بتوزيع 1131 استمارة استبيان على المزارعين بهذه المحافظات، وثبت أن 90 % من الذين يستخدمون المبيدات فى رش الحاصلات الزراعية يعتمدون على خبراتهم الشخصية كمزارعين وفلاحين، وأن اللجنة لاتعطى ترخيصا ولا تصريحا باستخدام أو إدخال مبيد منتج محليا أو عالميا إلا بعد استيفاء عمليات التحليل فى المعامل المركزية التابعة لوزارة الزراعة،وكذلك استيفاء الأوراق والمستندات الدالة على مشروعية استخدام هذه المبيدات ،والتزامها بالمواصفات والكود المصرى والعالمى.
مبيدات مغشوشة
من ناحيته أكد الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، أنه يوجد لدينا فى مصر ألف و 76 مبيداً مسجلاً، وأننا نستهلك سنوياً حوالى 10 آلاف و600 طن مبيدات مادة فعالة، فى موسمى الزراعة الشتوى والصيفى ، وأن حجم المبيدات المغشوشة فى مصر يصل لحوالى 14 %، و أن النسبة العالمية تتراوح مابين 20 إلى 25%، وأن اللجنة تبذل قصارى جهدها للحد من هذا النشاط المشروع فى غش المبيدات.
غش المبيدات حول العالم
وعن خريطة غش المبيدات فى العالم ،وفاتورة خسائرها على اقتصاديات الدول وشركاتها وزراعاتها،قال المهندس أحمد محمود مسئول مكافحة الغش والتزوير بشركة "باير" الألمانية للمبيدات،إن العالم كله يعانى من تزايد حجم هذه التجارة غير المشروعة، بعد أن بلغت قيمة تداول المبيدات فى أسواق أوربا وحدها لحوالى 10،4 مليار يورو سنويا ، منها حوالى 10 % من تلك النسبة مبيدات مغشوشة، وفى الهند مثلا قيمة المبيدات المتداولة بالسوق هناك بلغت 2،2 مليار يورو ، منها نسبة 25% من هذه القيمة مبيدات مغشوشة، وفى أفريقيا تداول المبيدات بأسواقها بلغ ماقيمته 1،5 مليار يورو ، فى حين أن نسبة 25% منها مغشوشة، وفى البرازيل قيمة تداول المبيدات بلغ 8،7 مليار يورو ، منها مابين 10 إلى 15 % مبيدات مغشوشة، وفى الصين قيمة تداول المبيدات فى أسواقها بلغت 4،2 مليار يورو ، هناك نسبة 17 % منها مبيدات مغشوشة، وعلى مستوى العالم يتراوح نسبة تداول المبيدات المغشوشة مابين 10 إلى 12 % من حجم التداول الكلى للشركات ، وهو ما يمثل حوالى 5 مليار يورو سنويا ، وأشار مسئول مكافحة الغش إلى أن حجم مبيعات الشركة من المبيدات خلال عام 2015 بلغ 10،3 مليار يورو فى جميع دول العالم.