نشر الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمس الاثنين، مقطع فيديو مدته دقيقتين ونصف أعلن فيه عما أسماه تحديث لبرنامجه الانتقالى خلال أول 100 يوم من الرئاسة، حيث تعهد بخلق فرص عمل، والتفاوض بشأن الاتفاقات التجارية، وإنهاء القيود المفروضة على إنتاج الطاقة، وفرض حظر على جماعات الضغط.
ووفقا للمقطع المذاع عبر اليوتيوب، قال ترامب إنه سيفرض حظر يمتد لخمس سنوات على المسئولين التنفيذيين بإدارته من تكوين جماعات ضغط بعد خروجهم من الخدمة كما سيفرض حظر مدى الحياة على عملهم لصالح جماعات ضغط تابعة لحكومات أجنبية.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على مقطع الفيديو قائلة إنه بدا وكأنه يخاطب المواطنين المتشككين وليس مؤيديه ومن رددوا شعار حملته "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مشيرة إلى أن المقطع يعتبر أحد المرات القليلة التى تواصل فيها ترامب مع المواطنين بشكل مباشر، إذ اقتصر الأمر على التواصل عبر التغريدات بعد رفضه إجراء مؤتمرات صحفية منذ فوزه فى الانتخابات.
وصرح "آرى فليشر" الذى شغل منصب السكرتير الصحفى بالبيت الأبيض فى عهد جورج دبليو بوش، بأن ترامب يستخدم التكنولوجيا لأن الإعلام سيرفضون البرنامج باعتباره دعاية، كما أن أوباما فعل نفس الشئ فى السنوات الأخيرة من حكمه من خلال نشر فيديوهات على الفيسبوك ووسائل إعلام أخرى.
وفى مستهل كلمته المسجلة، أكد ترامب على أنه "يريد الجيل القادم من الإنتاج والابتكار يحدث على أرض أمريكا"، إذ وعد بخلق فرص عمل للعمال الأمريكيين.
كما قال إنه طلب من فريقه الانتقالى أن يعد قائمة بإجراءات تنفيذية سيتم اعتمادها منذ اليوم الأول له فى المنصب من أجل "استعادة قوانيننا ووظائفنا".
وفيما يخص هذه الإجراءات، قال ترامب إنه بالنسبة للتجارة، فسيتم إصدار إخطار يحمل نية الولايات المتحدة فى الانسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادى التى وصفها بأنها تشكل "كارثة محتمل بالنسبة إلى بلادنا"، مضيفا "بدلا من ذلك، سنتفاوض بشأن اتفاقات تجارية ثنائية عادلة تعيد الوظائف والصناعة إلى الأراضى الأمريكية".
فأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه من السهل على ترامب أن يصدر قرار الانسحاب الذى هو فى حدود سلطته كرئيس، ولكن شككت فى إمكانية تنفيذ وعوده الأخرى بشأن الاتفاقيات التجارية.
وكذلك اعتبرت الصحيفة أن هناك مبالغة سياسية فى وعد ترامب بإلغاء القيود على إنتاج الطاقة الأمريكية، بما فى ذلك الصخر الزيتى والفحم النظيف، مبررة ذلك بأنه لم يحدد ما هى القيود التى سيرفعها والتى ستؤدى إلى توفير "الملايين من فرص العمل" على حد قوله.
ولفتت الصحيفة إلى أن المقطع لم يتطرق إلى خطط ترامب لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك أو رغبته فى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، أو إنهاء برنامج الرئيس أوباما الذى يمنح تصاريح عمل للمهاجرين، ولكنه بدلا من ذلك، "وعد ببساطة لتوجيه وزارة العمل للتحقيق فى انتهاكات التأشيرات".
كما أن برنامج ترامب لأول 100 يوم، لم يشمل مكافحة الإرهاب أو مواجهة العدوان الروسى أو الضغط على حلف شمال الأطلسى لدفع المزيد من أجل الدفاع المشترك.
وإنما قال بحسب مقطع الفيديو، إنه سيطلب من كبار المسئولين العسكريين وضع خطة شاملة لحماية البنية التحية الحيوية لأمريكا من "الهجمات الإلكترونية وكل أشكال الهجمات الأخرى".