رحبت قيادات نوبية بتصريحات رئيس الوزراء المهندس، شريف إسماعيل، التى أكد فيها على إعطاء الأولوية المطلقة لأهالى النوبة فى أراضى منطقة "خور قندى"، سواء كانت ضمن الأراضى المخصصة لشركة الريف المصرى الجديد الخاصة بمشروع تنمية واستصلاح المليون ونصف المليون فدان أو خارجها، وتأكيده أيضا على أن الدولة تهتم بتلبية مطالب أهالى النوبة، مشددين على أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى للشعب المصرى، وأنهم يرفضون أى تدخلات خارجية لاستغلال مطالبهم فى التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية المختلفة.
نحترم القانون ونحذر المندسين
وقال القيادى النوبى خيرى محمد على: إن عددا من القيادات دخلوا فى مفاوضات مكثفة مع شباب النوبة المعتصمين على الطريق الدولى بأبوسمبل، لنقل الحلول المطروحة من جانب مختلف القيادات والمسؤولين التنفيذيين، الذين التقوا القيادات النوبية قبل توجههم إلى الشباب على الطريق الدولى، مبينين أن من بين هؤلاء المسؤولين وزير السياحة ومحافظ أسوان والقيادات الأمنية، فضلا عن عدد من أعضاء مجلس النواب.
وأضاف خيرى لـ«انفراد»، أن أبناء النوبة يحترمون الدستور والإجراءات القانونية المنظمة لحق النوبيين، مشيراً إلى أن هناك مجموعة مندسة وسط المحتجين، تسعى لإشعال الموقف والاستفادة من غضب الشباب فى قطع الطرق، وتعطيل الحركة السياحية والحياة اليومية ببحيرة ناصر ومشروع توشكى القومى، محذرا من أن هؤلاء المندسين يبثون سموم الفتنة إلى القنوات والأطراف الخارجية بدعوى أن هؤلاء يساعدون فى حل الأزمة.
الدستور كفل حقوق النوبيين
وأوضح القيادى النوبى، أنهم توجهوا ومجموعة من قيادات النوبة إلى مكان الاعتصام على الطريق الدولى بالقرب من الكيلو 43، وتابع : حاولنا إقناع المعتصمين بأن الدستور كفل هذا الحق لأبناء النوبة فى العودة لأراضيهم القديمة، طبقاً لما قرره فى المادة 236، التى يتم تطبيقها حالياً من خلال القنوات الشرعية عبر البرلمان، وطرح مقترح بمسودة مشروع قانون لإعادة توطين النوبيين لأراضيهم قبل بناء السد العالى.
وبدوره أكد مصطفى وردانى، أحد قيادات النوبة، أن النوبيين التزموا الصمت منذ انطلاق ثورة 25 يناير، وقدروا الوضع الأمنى الذى تعيشه الدولة، ولم يفكروا يوماً فى الخروج مثل باقى القطاعات للاحتجاج فى الميادين والشوارع للمطالبة بحقوق العودة، مضيفاً أن التلويح من القلة المندسة بتدويل القضية النوبية مرفوض تماماً من قبل قيادات النوبة أو أبنائهم، لافتاً إلى أن الضغوط العصبية التى مارسها البعض على أبناء النوبة فى الانتظار طوال هذه الفترة، هو ما أدى إلى خروج من وصفهم بـ«القلة» عن السياق.
نرفض المتاجرة بقضية النوبة
وقال وردانى: «لا يمكن أبدا لأبناء النوبة المتاجرة بالقضية النوبية، لأنها قضية قومية ولا تهم أى طرف خارجى، وإنما تخص الداخل المصرى فقط، مضيفا: كل شخص يحاول اللعب بالتدويل، عليه الخروج من أرض النوبة».
ولفت القيادى النوبى رمضان عوض إلى أن نسبة كبيرة من النوبيين يعملون فى القطاع السياحى، سواء كانوا أصحاب شركات أو عمالا فى القطاع، وتابع: حاولنا خلال التحدث مع شباب المعتصمين، التوعية بأضرار توقف السياحة فى أسوان، خاصة مدينة أبوسمبل، بعد التحذيرات التى أكدها وزير السياحة خلال زيارته لأسوان الأخيرة بأن أسوان يمكن استبعادها من خارطة زيارة السائحين الأجانب، والاكتفاء بالأقصر فقط فى الصعيد، وهو ما يهدد كثيرا من أبناء النوبة المتضررين من قطع الطريق أنفسهم.
الرسال وصلت
وفى المقابل، أعلن ياسين عبدالصبور، عضو مجلس النواب، قرب انتهاء أزمة النوبيين بعد عقد مجموعة اجتماعات لإنهاء الأزمة فى أسوان وتسيير حركة الطريق «أسوان- أبوسمبل» بعد تعطل حركة السياحة والتجارة بين مصر والسودان، وقال فى تصريحات خاصة: إن الطريق هو ملك للجميع، كما أنه يخدم التنمية لمنطقة جنوب أسوان وينقل الثروات التعدينية بين مصر والسودان، خاصة بعد الموافقة على تخصيص منطقة فور قندى للنوبيين مع الاحتفاظ بحقوق أبناء أسوان فى توشكى، مؤكداً أن الحوار مستمر مع الشباب المعتصمين لإنهاء المشكلة.
وأضاف عبدالصبور: رسالتنا وصلت، وهناك استجابة من القيادة السياسية بالدولة لتنفيذ مطالبنا وشعرنا بتقدير من الدولة والدليل على ذلك أن مجموعة من النواب تجرى حاليا تحضير مشروع مسودة القانون الخاص بتفعيل المادة 236 من الدستور والخاصة بوضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية، ومشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها، مبينا أن مجموعة من المحامين والقانونيين يساهمون فى صياغة المشروع، تمهيدا لتقديمه لرئيس مجلس النواب خلال الأسبوع المقبل.
وكان عدد من قيادات وحكماء النوبة بمحافظة أسوانعقدوا اجتماعا أمس مع أعضاء مجلس النواب بأسوان وهم كل من» يوسف عبدالدايم، وعامر الحناوى، وحسن خليل، وشرعى محمد صالح.