شهد اجتماع لجنة التعليم والتعليم العالى والبحث العلمى بمجلس النواب، أجواءً ساخنة، بعدما أبدى الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، اعتراضه على إجراء نقابة المهندسين لاختبارات الـFE بشكل إجبارى، وتكلفة الخريجين 250 دولارًا، واعتبارها تدخل فى عمل الوزارة والدولة، قائلا بلهجة شديدة: "حينما تتم الموافقة على بدء الدراسة بجامعة حكومية أو كليات أو معاهد خاصة فهذا معناه أنه تمت مراجعة لوائحه بعناية فائقة وأجازت أن يُدرس تلك المواد والمناهج، ولا توجد جهة فى مصر مسئولة عن تقييم الخريجين إلا وزارة التعليم العالى، ومهمة النقابات هى تنظيم المهنة فقط وليس تقييم الخريجين، ولا يجوز مطلقا منع الخريجين من القيد بالنقابة".
وتعليقا على ذلك، قال المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن وزير التعليم العالى لم يكن مدركا لفلسفة إتاحة الفرصة بمنح شهادة الـFE اختياريًا للمهندسين، حيث نجحت النقابة عبر تواصل لفرصة طويلة، فى منح المهندس المصرى المقيد بالنقابة فرصة الحصول على هذه الشهادة، وهى لها رسوم وتعاملات مع منظمة تعليمية أمريكية، وتعد مكسبا للمهندسين، لأنه طبقا لنظامها لم يكن ذلك متاحا إلا لخريج الجامعة الأمريكية وبعض خريجى أٌقسام الأكاديمية العربية، وإلا فيضطر الخريج عمل مجموعة من الدراسات التأهيلية للحصول عليها، إلا أن النقابة وفرت هذا المشوار على أعضائها، وهو اختيارى لمن يرغب فقط".
أما امتحان الحصول على عضوية نقابة المهندسين، فأوضح النبراوى، أنه سيكون إجبارى ومجانى لكافة الخريجين، ولن يكلفهم شيئا، مشيرا إلى أن الهدف منه هو التأكد من امتلاك الخريج للمعلومات الأساسية فى الهندسة، قائلا: "هو أمر يسرى على العالم كله، ونضطر حاليا للجوء له بعد أن اتضح للجميع داخل وخارج مصر، أن هناك بعض الخريجين لا يتمتعون بالحد الأدنى من امتلاك تلك المعلومات، والوزير رأى أن دور النقابة لا يجب أن يدخل فى هذه المسائل، وهذه وجهة نظره، لكن نحن لدينا وجهة نظر أخرى فى نقابة المهندسين، وسنسير فى طريقنا ولن نتوقف، فكماقال الوزير أن هذا ليس دور النقابة، أنا أقول أن هذا أيضا ليس دور وزارة التعليم العالى، فنقابة المهندسين هى المختصة بكل شىء فى الهندسة والمهندسين وليس أى جهة أخرى، الوزارة دورها ينتهى مع شهادة البكالوريوس التى تمنحها للخريجين، ودورنا يبدأ فى تلك اللحظة، فى التأكد من أن من سيلتحق بجداول النقابة يستطيع ممارسة المهنة بشكل آمن، وبشكل يحقق رفعة مهنة المهندسة".
وأضاف نقيب المهندسين: "حديث الوزير حول اعتماد الكليات نظريا مضبوط 100%، ولكن عبر التقارير التى اطلعنا عليها فى لجنة قطاع التعليم الهندسى بالمجلس الأعلى للجامعات، وما سمعناه فى البلاد العربية، فأننا نؤكد أن حديثه يحتاج إلى تدقيق، وجهد أكبر من وزارة التعليم العالى فى التأكد من أن الذى يحصل على الشهادة من مصر مطابق للمواصفات المطلوبة للعمل"، مؤكدا إلتزام النقابة تماما بالمعايير التى وضعتها لجنة القطاع والمجلس الأعلى للجامعات، ولا يوجد أى خروج عنها، مشيرا إلى أنها بناءة جدا والجهد المبذول من القطاع بناء أيضا، إلا أن النقابة نحاول القيام بدورها فى استكمال الصورة".
وتابع: "الامتحان لصالح المهندسين، لأن القلة التى لم تتلقى تعليم جيد، ولم تحصل على حقها فى تعليم مناسب، نتيجة التحاقهم بجهة علمية كلية أو معهد دون المستوى، يؤثر على شكل المهندسين جميعا، احنا مش هانقطع رقبة، من ليس لديه المعلومات الأساسية سيكون لديه فرص أخرى لاكتساب هذه المعلومات، الاختبار فى أساسيات الهندسة، أى أن كل طالب كان له اهتمام أقل من المتوسط سيجتازه، لكن من لن يتمكن من خوضه هو فاقد الأساسيات تماما، وهو من نرغب فى رفع مستواه، ونرغب من خلال ذلك الكف عن التساهل فى الشهادات لأنه سيكون هناك مراجعة عليها من النقابة".
وفى سياق متصل، قال نقيب المهندسين، أن من حصل على كارنيه النقابة له كل التقدير والاحترام، وتتيح النقابة لهم مجموعة من التدريبات التدريب لتحسين مهاراتهم، مشيرا إلى أنه سيكون هناك اختبارات للانتقال بين درجات المهندسين لن يحدث بشكل ميكانيكى، ولا أن قضاء 15 سنة تكون مبررا للحصول على استشارى، قائلا: "سيكون هناك اختبارات للحصول على مهندس ممارس، وامتحان أخر لمهندس أول، بعد قضاء فترات زمنية محددة، فمثلا:" المهندس المشرف كانت مدته عامين، جعلناها 3 سنوات واختبار، وسيكون نظام شامل فى النقابة لتلك العملية".
ولفت المهندس طارق النبراوى، إلى أن الهيئة التى ستجرى الاختبارات الاجبارية، جارى العمل عليها، وقريبا سيتم إعلانها، مؤكدا أنها ستكون على مستوى مرتفع، وستعمل بشكل شفاف لمنح الطمأنينة للجميع، موضحا أن النقابة ووضعت خطة أن يتم تطبيقه من العام الجارى، لكن لن تبدأ إلا بعد التأكد من الانتهاء من كافة التجهيزات لنجاح هذه التجرية، ولتنجح فى إزالة ركام عشرات السنوات، ويضع النقابة فى وضع جديد، مشيرا إلى الامتحان سيتم فى كافة المحافظات بمقرات النقابات الفرعية، وسيتم تقسيمها إلى دفعات وأوقات مختلفة، من خلال جداول سهلة ومتاحة للجميع، ودون تكلفة.
وقال نقيب المهندسين، إن اختبارات الـFE، هى شهادة عالمية تمنحها منظمة هندسية أمريكية، وتعتمدها لمزاولة مهنة الهندسة لأغلب الولايات الأمريكية وأوروبا ودول الخليج، وتوضح مدى إجادة الخريج لأساسيات الهندسة، مشيرا إلى أن تلك الشهادة تفيد جهة العمل المتقدم لها المهندس، بأنه أصبح على مستوى يمارس على مستوى الدول التى تعتمد الشهادة.