دشن "بروتوكول" التعاون الزراعى ،الذى تم توقيعه بديوان عام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بالدقى أمس الثلاثاء، بين مصر والصين خطوة ولبنة جديدة ووضع أساسا من أسس دعم الزراعة المصرية إنتاجا وتصديرا ، كما فتح نافذة ومصدرا هاما من مصادر وصول صادرات مصر من عنب المائدة للأسواق العالمية ،وخاصة إلى أراضى العملاق الصينى.
البروتوكول قام بتوقيعه الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، و"شين جانج" رئيس الوفد الصيني، ونائب وزير الإدارة العامة الصينية، للإشراف على الجودة والفحص والحجر، ويعد توقيع البروتوكول خطوة جيدة لتوطيد سبل التعاون المشترك بين البلدين خاصة في المجال الزراعي.
منفذ لتصدير حاصلات غرب النوبارية
وإذا كان المنفذ الجديد لوصول عنب المائدة إلى الصين ،هو فاتحة خير جديدة لتصدير الحاصلات الزراعية المصرية من الخضروات والفاكهة للخارج ، فإن أهم المناطق الزراعية التى يجب أن تنال قسطا كبيرا من هذا التصدير ، هو مشروع التنمية الريفية بغرب النوبارية ،والذى تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 226 ألف فدان، لأسباب عديدة ،أهمها أن هذه المنطقة وغيرها من مناطق الاستصلاح الزراعى الجديدة ، مناطق نظيف وخالية من الأمراض النباتية ،ويتم ريها والتعامل فيها بأساليب الرى المحورى الحديثة من رش وتنقيط ،كما يتم فيها التعامل مع المبيدات زراعيا بطرق آمنة تماما، وكذلك الأسمدة حسب المقررات والمواصفات الزراعية المصرية والعالمية،كما أكد لنا المهندس مصطفى الصياد رئيس قطاع استصلاح الأراضى والمدير التنفيذى لمشروع التنمية الريفية لغرب النوبارية، والذى أضاف إننا من وقت لآخر نجلس فى اجتماعات مطولة مع المزارعين وأعضاء ورؤساء الجمعيات الزراعية والتسويقية لحل مشاكل التسويق ،عن طريق دخول المشروع والوزارة كداعم لحماية وتصدير إنتاج الجمعيات،ومحاولة تذليل الصعوبات أولا بأول، كما تم تسجيل 7 أصناف متميزة من البطيخ، والعنب، والبطاطس، والخرشوف، والبرتقال الصيفي والشتوي، واليوسفي والليمون، لعدد 1192 مزارع في الجمعيات الزراعية والتسويقية بمراقبتي طيبة والانطلاق.
كذلك ستتلاشى فى القريب أسباب الشكوى التى لخصها الحاج عادل سويلم رئيس جمعية تسويق مراقبة طيبة غرب النوبارية، والذى يؤكد أنه منذ 5 سنوات كان إنتاجنا من الخضر والفاكهة يتم تصديره تمام التمام ،ونجد ربحا وثمارا لعملنا ،ولكن منذ عامين أو ثلاثة ،وبعد أن تركنا المشروع الخاص بغرب النوبارية منذ عام 2014 نجد صعوبات كثيرة فى التصدير،لأن المشروع كان عامل دعم لنا ولزراعاتنا وحاصلاتنا، ويشاركه فى التمنى والأمل ، محمود حسين حسن مسعود ،من جمعية مصطفى محمود ،مراقبة طيبة بالنوبارية، والذى يطالب المسئولين عن الزراعة ومشروع غرب النوبارية أن يكون لأراضيهم نصيبا من هذا التصدير ،خاصة وإن زراعات النوبارية مشهورة بنظافتها وحصولها على المواصفات القياسية العالمية فى التصدير للخارج.
تحليل 80 ألف شحنة سنويا
هذا الجهد والإنتاج الزراعى المبشر بالخير ،من جانب المزارعين والفلاحين فى الأراضى القديمة والمستصلحة ، يدعمه ويسانده ويحميه المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة فى الأغذية ، والتابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة ،عن طريق تتبع وتقصى المبيدات، كما أكد لنا الدكتور أشرف محمود المرصفى مدير المعمل، والذى أضاف أنه يتم تحديث وإضافة مواد جديدة للقرار رقم 1018 لسنة 2013 ، تتعلق بسلامة الغذاء ، حيث نقوم بتحليل 80 ألف شحنة سنويا خارجة من مصر إلى التصدير،كما يتم تتبع الشحنات داخل مصر أيضا ، وهذا الأمر حماية للمزارع وللإنتاج الزراعى المصرى، حيث يلزم المزارع والمنتج على ضرورة تقديم منتج زراعى مطابق للمواصفات ، يكون مصدر فخر لنا عندما يتم تصديره للعالم أو استهلاكه محليا.
الاتحاد التعاونى الزراعى متفائل بتوقيع البروتوكول
من ناحيته تفاءل الحاج ممدوح حمادة رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي ، بتوقيع البروتوكول الزراعى مع الصين ، وقال إنه يمثل خطوة جديدة ،ويفتح منفذا لتصدير الحاصلات الزراعية عموما ،وخاصة البستانية، وأشار إلى أن الاتحاد يمتلك أكبر قاعدة محلية بين مدن وقري ونجوع مصر قوامها7000 جمعية ،ما بين ائتمانية وإصلاح واستصلاح,وهذه الجمعيات تأمل فى استمرار مسيرة التصدير الزراعى وانطلاقه إلى آفاق أرحب وأوسع.
صادراتنا من الحاصلات البستانية
وعن كميات تصدير الحاصلات البستانية ،وعائدها الاقتصادى على المزارع والاقتصاد المصرى ،قال الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس قطاع الخدمات والمتابعة الزراعية بوزرارة الزراعة ، إن مصر حققت طفرة فى الصادرات الزراعية خلال عام 2016، وبلغت قيمتها حوالى 4.4 مليار دولار، بينما كانت قيمة هذه الصادرات حوالى 3.9 مليار دولار فى عام 2010 – 2011، وهو ما يؤكد على زيادة قيمتها حوالى 509 ملايين دولار.
وأضاف أبو اليزيد، أن إجمالى الصادرات الزراعية يشكل ما بين 17 ــ 18% من جملة الصادرات المصرية عموماً، ويتمثل ذلك فى الفاكهة والخضروات الطازجة والمُعدّة للتصنيع فى صورة عصائر أو مركزات ومربات ومخللات وغيرها، وكذلك الحاصلات البستانية مثل الموالح والعنب والرمان والمانجو والخوخ والزيتون والتمور والبطاطس والبصل، الذى تتمتع فيه مصر بميزة نسبية فى التصدير، وتحتل مصر المرتبة الثالثة عالميا فى تصديره بأنواعه، وكذلك الفاصوليا وخاصة الطازجة والفراولة والبطاطا.
وأشار رئيس قطاع الخدمات والمتابعة، إلى أن صادرات الحاصلات الزراعية البستانية فقط، تشكل ما قيمته 2،3 مليار دولار سنويا، ويتمثل ذلك فى تصدير حوالى 1،2 مليون طن موالح وحوالى 88 ألف طن عنب و56 ألف طن من الرمان، كما يتم تصدير حوالى 460 ألف طن بطاطس وحوالى 96 ألف طن فاصوليا خضراء.
وأوضح أبو اليزيد، أن الموالح المصرية حاليا، تحتل فى تصديرها المركز الثالث عالميا، بعد إسبانيا وجنوب إفريقيا، كما تم فتح أسواق جديدة لتصدير الحاصلات الزراعية للصين، وخاصة تصدير عنب المائدة ، وذلك بعد توقيع بروتوكول التعاون الزراعى أمس الثلاثاء.
وقال رئيس قطاع الخدمات والمتابعة، إن العنب من المحاصيل التى تتمتع بميزة نسبية من حيث الجودة وعنصر اللون، ومن أهم الدول التى يتم تصدير العنب المصرى إليها، إنجلترا بحوالى 21 ألف طن، تمثل 24% من جملة الصادرات الخاصة بالعنب، تليها هولندا بحوالى 15 ألف طن، وكذلك روسيا والسعودية.
وتابع أبو اليزيد أن الرمان يحتل فى تصديره المرتبة الثالثة بقائمة محاصيل الفاكهة الأكثر تصديرا بعد الموالح والعنب،بكميات تصل لحوالى 55% من جملة إنتاج مصر من الرمان.
واختتم أبو اليزيد كلامه بإن المزارع التى تقوم بتصدير الحاصلات البستانية الطازجة معتمدة ومسجلة وحاصلة على شهادة (gap) وهى شهادة الاعتماد الدولية الخاصة بالتصدير "جلوبل يورو جاب".
فتح آفاق التصدير
كان الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى ،قد حضر مراسم توقيع البروتوكول أمس،وأكد انه طبقاً لهذا البروتوكول ستفتح الصين أسواقها لصادرات العنب المصري، بناء على أسس اتفاقية الصحة النباتية الصادرة عن منظمة التجارة العالمية، حيث يتوافق عنب المائدة المصري المصدر إلى الصين مع قوانين وتشريعات الصحة النباتية ومعايير الصحة والسلامة الصينية ،ويلبي متطلبات الصحة النباتية، خاليا من الآفات الحجرية.