ـ تخفيض 17 مليار دولار من مستحقات 3 ملايين سعودى يعملون بالقطاع العام
ـ الصحيفة: احتمالات تخفيض الدعم والمعاشات وفرض ضريبة 2018 سيتبعه "غضب شعبى"
قالت صحيفة الفاينانشال تايمز إن السعودية على شفا ركود غير نفطى لأول مرة منذ ثلاثة عقود، فعدم دفع الحكومة لعدد من فواتيرها تسببت فى انتكاسة لثقة رجال الأعمال، وتخفيض استحقاقات عاملى القطاع العام أدى إلى ضرب الإنفاق الاستهلاكى، كما أن التدخل السعودى فى اليمن كلف المال وأزهق أرواح وخلق نوع من "الازدراء الدولى".
وضربت الصحيفة البريطانية المثل بمهندس ميكانيكا سعودى اسمه أحمد، 30 عاما، يعمل بشكل غير قانونى على سيارة أجرة عند المطار رغم دراسته فى الولايات المتحدة ضمن المئات الذين درسوا على حساب الحكومة، وقال أحمد للصحيفة فى تقريرها اليوم الأربعاء: "الاقتصاد سيئ أين الوظائف؟ كل أصدقائى يلعنون الحكومة".
وقالت الصحيفة الاقتصادية: "إن التذمر المحلى يكثف الضغط على الأمير محمد بينما يشرف على برنامج إصلاحى طموح للغاية يهدف إلى إبعاد المملكة عن الاعتماد على النفط وتطوير القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب السعودى".
وبينما يعترف العديد من السعوديين بالحاجة إلى التغيير ويتفهمون تأثير انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد، ولكن يعترض البعض على طريقة وسرعة هذا التغيير، على حد قول الفاينانشال تايمز.
وكنموذج للمتأثرين بتخفيض رواتب العاملين بالقطاع العام، قالت الصحيفة إن راتب ناصر، وهو مدرس، انخفض بنسبة 7% لألف و400 دولار شهريًا، إذ تم تخفيض حوالى 17 مليار دولار من استحقاقات 3 ملايين سعودى يعمل بالقطاع العام فى سبتمبر الماضى.
وقالت الصحيفة إن إجراءات الحكومة التقشفية تسبب فى انخفاض القطاعات غير النفطية إلى 0.07% فى الربع المالى الثانى مقارنة بـ3.5% العام الماضى، كما أن احتمال تخفيض دعم الوقود والمعاشات وفرض ضريبة تجارية فى عام 2018 ينبأ بمزيد من الغضب الشعبى.
وأضافت الصحيفة أن أنباء شراء الأمير محمد بن سلمان ليخت قيمته 500 مليون يورو وسط إجراءاته التقشفية أثارت الرأى العام، كما يوجد غضب شعبى متزايد ضد الاستشاريين الأجانب، مثل شركات ماكينزى وبوسطن كونسلتينج جروب وبرايس ووترهاوس كوبرز، والذين تم توظيفهم لإعادة تشكيل اقتصاد البلاد.
وقال مراقب سعودى مخضرم للصحيفة: "الرؤية 2030 عبارة عن مزحة.. عندما يهاجم الناس ماكينزى، هم هجوم من الباطن على الرجل الذى جلبهم"، وردت ماكينزى على الانتقادات الأسبوع الماضى فى بيان نادر باللغة العربية نفت فيه أنها من أنتجت وثيقة الرؤية 2030.
الناتج المحلى الإجمالى السعودى من 2011 حتى 2016
وينقل الأثرياء السعوديين مليارات الدولارات خارج البلاد لتشاؤمهم بخصوص المستقبل، حسبما نقلت الصحيفة عن خبراء ماليين.
ومن جانبهم قال مصرفيون إنه سيلمس تقدم فى الخصخصة والشراكات بين القطاع العام والخاص العام القادم، مما سيحفز الاقتصاد، ولكن الصحيفة علقت بأن هذه الإجراءات قد تكون مثيرة للجدل فى بلد تسيطر عليه الحكومة.
إن خطة التحويل تذكر 534 مبادرة فى 24 وزارة وهيئة حكومية ليتم تنفيذها العام الجارى بتكلفة 72 مليار دولار، ولكن مستشارى الحكومة يقولون إن ميزانية الخطة سوف يتم تخفيضها بنسبة 30% إلى 40%، طبقًا للصحيفة.
وقال موظف وزارى إنه أرسل ميزانية للحكومة لتنفيذ المبادرة الخاصة بوزارته فى مارس الماضى ولكن طلب منه ميزانية بديلة مخفضة بنسبة 50%، ولا زال ينتظر المبلغ النهائى الذى سيتم تخصيصه، مما يؤجل التنفيذ لشهور فى العام المقبل، وأضاف الموظف للفاينانشال تايمز: "لا أظن أننى سأنتظر هنا، لقد حان الوقت للعودة للقطاع الخاص".
ومن جانبه، قال جون سفاكياناكيس من "مركز أبحاث الخليج"، وهى مؤسسة بحثية فى جنيف للصحيفة: "إن الاقتصاد يتطلب حزمة من الحوافز التى من شأنها المساعدة فى إعادة النمو وزيادة الثقة.. ومن المهم تجنب التخفيضات الكبيرة".