فى ذكرى وفاته الـ12.. سعد عبد الوهاب بدأ حياته مذيعًا فى الإذاعة المصرية.. اكتشفه حسين فوزى وقدمه للسينما.. الحج أبعده عن مصر 20 عاما ولحن نشيد الإمارات الوطنى.. وعاش مع ولديه فى عزلة عن الوسط قبل وفا

تمر اليوم الذكرى الـ12 على رحيل الفنان سعد عبد الوهاب، الذى رحل عن عالمنا يوم 23 نوفمبر 2004، عن عمر يناهز 75 سنة، ورغم قلة أعمال سعد عبد الوهاب الفنية –حيث لم يقدم طوال حياته سوى 200 لحن و7 أفلام سينمائية فقط–، إلا أن أعماله كانت مميزة للغاية، حيث كان يتمتع بصوتٍ دافئ ومختلف، إضافة إلى امتلاكه موهبة مميزة فى التلحين تجعلنا نميز ألحانه عن غيرها فور سماعها.



ورغم أنه لم يكن يمتلك الفنان مقومات فتى الشاشة الأول من الوسامة والأناقة وغيرها مثل نجوم هذا الوقت أمثال أحمد رمزى، ورشدى أباظة، وشكرى سرحان، إلا أن عبد الوهاب كان له إطلالة مميزة وجاذبية قوية على الشاشة، حيث قدم أعمالاً استعراضية غنائية مميزة حققت نجاحًا كبيرا مثل أفلام "العيش والملح"، و"علمونى الحب" و"بلدى وخفة" و"سيبونى أغنى”.


ولاقت أفلام سعد عبد الوهاب نجاحًا كبيرًا وقتها وخاصة الأغنيات التى كان يقدمها بها، ومن الممكن أن يكون سبب نجاح أفلامه أيضًا يرجع لفريق العمل الذى كان يعمل معه، حيث كان يقدم بطولات أمام أهم النجمات وقتها مثل نعيمة عاكف، وصباح، وإيمان، وكانت أفلامه بتوقيع المخرج المتميز الذى قدم أهم الأفلام الاستعراضية والغنائية حسين فوزى، حيث أنه هو من اكتشفه وقدمه للسينما بـ4 أفلام هى "العيش والملح" و"بلدى وخفة" مع نعيمة عاكف، و"أختى ستيتة"، و"سيبونى أغنى" مع صباح.


الكثير لا يعلم أن سعد بدأ حياته الفنية مذيعًا، حيث قُبِلَ فى الإذاعة المصرية واستمر عمله بها لمدة 5 سنوات قبل أن يكتشفه المخرج حسين فوزى ويقدمه للسينما، رغم أن دراسة سعد بعيدة تمامًا عن الفن، حيث تخرج من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1949، وعمل بمصنع للسكر فى نجع حمادى لمدة 10 أيام، وتوقف عن هذا العمل بعد أن جاءته الموافقة من الإذاعة المصرية باعتماده مذيعا.



التحق سعد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى فى القاهرة، وكان من أصدقائه فى المعهد كمال الطويل، ومحمد الموجى، وبليغ حمدى، وفايدة كامل، ومحمود الشريف، ورغم أنه كان ملحنًا بارعًا، إلا أنه غنى من ألحان كبار الملحنين فى مصر مثل رياض السنباطى، وعبد العزيز محمود، وعلى فراج، بالإضافة إلى ألحان عمه محمد عبد الوهاب، والتى حقق من خلالها نجاحًا كبيرًا فى مصر والوطن العربى، كما تعاون مع أشهر الشعراء ومؤلفى الأغانى فى مصر منهم مأمون الشناوى، وأحمد شفيق كامل، وعبد العزيز سلام، وحسن توفيق، وشريف يحيى، وحسين السيد، ومحمد إسماعيل.


ولم يكتفِ سعد بالتلحين لنفسه فقط، حيث إن نجاح أغنياته مثل "من خطوة لخطوة يا قلبى" و"قلب القاسى" جعل الكثير من المطربين يتهافتون عليه لتلحين أغنياتهم، مثل صباح، ومحمد قنديل، وشريفة فاضل، وفايدة كامل.


فى 1964 توجه سعد عبد الوهاب للديار المقدسة لأداء فريضة الحج، وعندما علم عدد من المسؤولين هناك بوجوده؛ طلبوا منه التعاون معهم وتقديم عدد من الألحان، فلم يستطع الرفض، وظل يعمل هناك، ومن السعودية إلى الكويت ثم مملكة البحرين، حيث كانت تربطه علاقة صداقة قوية جدًا بالشيخ عيسى آل خليفة، ثم بعدها إلى الإمارات وهى الرحلة التى كانت فارقة فى حياته، فقد جاء إليها منذ تأسيس الاتحاد، وطلبوا منه لحنًا مميزًا للنشيد الوطنى للدولة، فأخذ يعمل بكل جهد حتى وصل إلى مبتغاه، وعندما قدم عمله إلى المسؤولين نال إعجابهم، وتم اعتماده، ومن وقتها وحتى قبل وفاته بسنوات قليلة كان يقدم فى كل عام فى اليوم الوطنى الموافق الثانى من ديسمبر عملاً فنياً من كلمات "على الشرفة" رئيس ديوان الشيخ زايد آل نهيان، حيث ظل هناك 20 عاما.

بقاؤه فى دول الخليج طيلة هذه الفترة؛ جعل تواجده محصورًا بالطابع العملى والمهنى، وابتعد كثيرًا عن الفن باستثناء ما كان يقدمه هناك من أناشيد وطنية، وتدريس الموسيقى، وكان هذا الابتعاد خسارة كبيرة للفن، وبعد سنوات طويلة عاد للقاهرة وعاش مع ولديه منعزلاً عن الوسط الفنى، وكان رحيله عن الحياة عام 2004 بعد معاناة مع المرض عدة سنوات.