من المعروف أن حرفة الأدب لا تحقق دخلا ماديا يعول عليه إلا فى حالة الفوز بجائزة أو الشهرة الكبيرة، لذا فإن سؤال كيف يعيش المثقفون يعتبر سؤالا مشروعا.
من جانبه قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، إنه ترك العمل وتفرغ للشعر منذ عام 1990، ولم يعمل فى الوظيفة سوى 12 عاماً فقط طوال حياته.
وأوضح "رمضان"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه من واقع خبرته فالعمل يصرف عنك الاحتياج للناس لكنه يسيطر على أفكارك ويصرفك عن كتابة الشعر، والشعر لا يقبل "ضرة"، ومن هنا انصرفت عن العمل.
وتابع "رمضان": "إننا فى مجتمع لا يقبل فيه أن نكون شعراء فقط مع الأسف، ولسنا فى مجتمع يمكننا أن نكون شعراء أحرارا فلهذا نعيش تحت خط أن نكون بشراً".
وعن مصدر دخله المالى، قال "رمضان" إنه رزق بزوجة تقدر قيمة الأدب والشعر، حيث إنها تعلم أن دخله محدود، ولهذا يقوم بأعمال تطوعية فى المنزل لمساعداتها فمن النادر أن يكون الحظ حليفا لى بهذه الدرجة.
وأشار "رمضان" إلى أن معظم الكتاب والشعراء لا يعتمدون على مكافآت دور النشر المصرية، لهذا يتجهون إلى دول الخليج التى تقدم لهم الكثير من المال، وهذا الأمر مصيبة أخرى لأنه بالطبع دور النشر الخليجية تفرض على الشاعر أو الكاتب كتابة أعمالهم بما يتفق مع تقاليد مجتمعهم بدون حرية.
ومن جانبه قال الروائى عمار على حسن، إن معظم الكتاب والأدباء لديهم مصادر رزق أخرى غير الكتابة، باستثناء الكاتب عباس العقاد فهو يمثل حالة فردية لتفرغه للكتابة طوال حياته، موضحا أن أغلبية الكتاب يعملون بجانب كتابتهم فى مجال الهندسة أو الطب أو المحاسبة أو الصحافة أو الحرف، لذلك يعملون فى أعمالهم الأساسية أكثر مما يكتبون.
وأوضح "على حسن" أن توزيع الكتب ضعيف للغاية، فبالتالى نسبة الإنفاق على نفسه أو عائلته ضعيفة، لذلك يتولى الكاتب بعضا من الوظائف المعنية سواء فى القطاع الحكومى أو العام أو الخاص، فحينما يكتب رواية أو ديوان شعر أو عملا أدبيا يلجأ إلى مؤسسة كبيرة لتنشر أعماله حتى يكون العائد المالى أكبر.
وتابع "على حسن" أن المقال الصحفى فى أى جريدة يأتى بعائد مالى أكبر من كتابة رواية أو قصة قصيرة أو حتى ديوان شعر، فلذلك يلجأ بعض من الكتاب بشكل كبير إلى كتابة بعض من المقالات الصحفية، خاصة خارج مصر تحديدا فى دول الخليج وأوروبا.
ولفت "على حسن" إلى أن مصدر دخله يعود لكتابة المقالات الصحفية، إضافة إلى هذا يقدم العديد من المحاضرات التى تأتى بعائد مالى، وأيضا مصدر دخلة يأتى من توزيع كتبه.
وفى السياق ذاته، قال الروائى عبد الوهاب الأسوانى، إن الكتابة الأدبية لا تفى بمطالبات الحياة المعيشية بمصر، موضحا أن الأديب الغربى حينما تنجح روايته يقدم استقالته من عمله ليتفرغ للكتابة، ولكن هذا الأمر من الصعب حدوثه بمصر.
وأوضح "الأسوانى" أنه من الطبيعى عمل الكاتب فى وظيفة أخرى غير الكتابة لكن بشرط ألا تزيد عن 4 ساعات فى اليوم فقط، حتى يتفرغ للكتابة، لأن العمل الأدبى يحتاج إلى مزيد من الجهد.
وتابع "الأسوانى" أن مصدر رزقه جاء من خلال عمله بالصحافة فى بداية العمر، مضيفا أن عمله الأدبى جعله يدخل إلى عالم الصحافة لكن فى أبواب أخبار الثقافة والأدب. وأضاف أنه حاليا متفرغ للكتابة الأدبية فقط بعدما أحيل على المعاش بمهنة الصحافة واتحاد كتاب مصر.