بعد طول انتظار وعناء الترحال من مدينة إلى أخرى فى أجواء صعبة، ما بين طرق التفافية وكمائن ثابتة، وصعوبة العيش نتيجة ما يعانيه المواطنون من نيران الإرهاب الأسود، دخل الأهالى أحياء جنوب الشيخ زويد إلى بيوتهم وأراضيهم، بعد أن سمحت لهم قوات الجيش بالعودة فى حراسة أمنية مشددة.
تقع هذه الأحياء على بعد قريب من مدينة الشيخ زويد، التى تبعد عن حدود قطاع غزة حوالى 15 كيلو متر، وعن مدينة العريش 35 كيلو متر، وتُعَد تلك الأحياء من أكثر الأماكن تعرضًا لعميات الكر والفر، بين قوات الجيش والإرهابيين منذ فترة، حتى سيطرت القوات المسلحة عليها بشكل كامل.
عبد المنعم أبو رفاعى، شيخ قبيلة الريشات، قال والبهجة تملأه: "عاد أهالينا إلى مناطق جنوب الشيخ زويد: حى أبو رفاعى، وحى الترابين، والهشة إلى منازلهم، بعد سماح قوات الجيش لهم بالرجوع بعد القضاء على الإرهابيين هناك".
وأضاف "أبو رفاعى" فى تصريحاتٍ لـ"انفراد": "قرار العودة كان من أهم مطالبنا للسلطات المختصة، خلال الشهور الماضية، نظرًا لما ذاقه النازحين من ويلات الغربة".
وناشد "أبو رفاعى"، السلطات المختصة بسرعة السماح لجميع أهالى الشيخ زويد ورفح بالعودة إلى ديارهم، لأن هذا يصب فى مصلحة الأمن القومى بالدرجة الأولى ويقف حائط صد ضد الإرهاب.
أثناء عودته من مدينة بئر العبد، مستقلاً سيارة نصف نقل تحمل أفراد عائلته وبعض قطع الأثاث، قابل أحمد أبو حلو "انفراد" رافعًا يده بعلامة النصر، واضعًا العلم أعلى كابينة السيارة، وقال: "اليوم عادت لى الروح بعد سنتين غربة بعيدًا عن أرض الأجداد".
وأضاف: "الفضل يرجع إلى أعضاء مجلس النواب، وكبار العواقل، فى توصيل الصورة الصحيحه للقيادة عن معاناة أهالى هذه المناطق"، وأشار إلى أن هناك وعودًا حقيقية حول رجوع عدد آخر من الأهالى، خلال الأيام المقبلة.
إبراهيم عواد 37 سنة، قال: "فرحة الرجوع لا تعادلها فرحة، رجعنا إلى أرضنا وبيتنا، وتعلمنا من الماضى وسنحافظ على هذا المكان ما حيينا، عشنا أيام صعبة لا يمكن وصفها، والآن ندعوا الجميع إلى الاتحاد وعدم التفرقة حتى لا نعود للخلف".
وأشارت مريم سلامة وهى طالبة جامعية، إلى أنه رغم الفرحة، إلا أن هناك تخوفات لأن الوضع القديم ما زال عالقًا فى الأذهان، ولكن الأهالى ليس أمامهم حل سوى العودة بدلاً من البقاء خارج أراضيهم وبيوتهم.
وأوضح أحمد إبراهيم سالم 20 سنة طالب بجامعة العريش: "أتمنى أن تعود الأيام بسرعة مثل سابق عهدها.. أتذكر عندما أذهب إلى ميدان الشيخ زويد الذى يبعد عنا 3 كيلو مترات سيرا على الاقدام، وتعود المدارس والوحدة الصحية بالقرية للعمل، ونتجمع كلنا حول ملعب كرة القدم.. رجعنا إلى أرضنا وسنحافظ عليها، ولن نخرج منها مرة أخرى بفضل القوات المسلحة".
وطالب منصورعايد عودة 45 سنة، أن تسمح القوات المسلحة لباقى سكان القرى بالرجوع إلى ديارهم، حتى تعود الأيام والحياة إلى سابق عهدها، وتبدأ مرحلة الإعمار سواء كانت الطرق أو المؤسسات الحكومية المختلفه التى دمرتها الحرب".