أفتى شيوخ سلفيون بتحريم الاحتفال بمولد النبوى، واصفين مثل هذه الأعياد والمناسبات بأنها أعياد الجاهلية، كما اعتبروا إقامة الاحتفالات بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، حسب فتواهم.
وقال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، "الصحابة كانوا أفضل منا ويُحبون النبى صلى الله عليه وسلم أكثر منا؛ ورغم ذلك لم يحتفلوا بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، بل لم يحتفل النبى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته".
وأضاف الداعية السلفى، "الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان فى مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبى صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون (العبيديون) فى القرن السادس الهجرى وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، وفى صحيح مسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)".
وتابع، "إذا نظرنا فى كتب السيرة النبوية سنجد أن كتَّاب السيرة يختلفون حول ميلاده صلى الله عليه وسلم إلى أقوال، هى كما يلى يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، و ثامن ربيع الأول، عاشر ربيع الأول، و ثانى عشر ربيع الأول، و وقال الزبير بن بكار ولد فى رمضان".
من ناحيته هاجم الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، جميع الطرق الصوفية لإقامتها احتفالات بالمولد النبوى، واصفا هذه الاحتفالات بالباطلة، وأصدر "عامر" بيانا قال فيه، ما يقوم به الصوفية أفعال ما أنزل الله بها من سلطان، وتخالف صحيح الدين، مضيفًا، "يكثر الناس الحديث المكرر كل عام أو كل شهر أو كل أسبوع عن أعياد ما أنزل الله بها من سلطان".
وأضاف "عامر"، "الأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالى لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا فى عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى"، موضحاً أى عيد تحت باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة والجهالات التى وفدت إلينا من أهل الكتاب والأمم الكافرة.
وأضاف الداعية السلفى، "أى زعم غير ذلك هو جهل وابتداع فى الدين، مستشهداً بعدد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتى منها "كل بدعة ضلالة"، وقوله أيضا، "ومن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، قائلا، "لقد أتم الله علينا الدين وحفظه، فمن ادعى أعيادا غير الفطر والأضحى فقد كذّب آية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا".
وتابع عامر، "وفوق نكبة المعتقد وسلوك الموالد تتوالى النكبات التموينية، حينما يلتهم الرواد فى المتوسط مليون كيلو حلوة البدعة فلو عندنا مع البدوى الدسوقى والمرسى والشبلى والقناوى والشاذلى يكون المجموع حوالى 6 ملايين كيلو حلاوة مولد أى فى المتوسط 4 ملايين كيلو سكر، ثم نتساءل من يحدث الأزمات؟ مضيفًا، "يلاحظ على الأعياد المصرية البدعية أنها للأكل والاستهلاك والبطالة، لم نرى مناسبة بدعية واحدة فيها عمل أو إنتاج وإنما كلها نهم وإزعاج وسد للطرقات والتزاحم، فضلا عن اللهو وكأن المصريين فى ترف ورفاهية بلا أزمات.
يأتى هذا فيما تداول عدد من السلفية فيديو لياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، يؤكد فيه أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف مذموم، ومن المحدثات التى تم تحريمها فى القرآن.
ووفقا للفيديو، فإن "برهامى" يحرم فيه الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وأن أكل الحلويات فى مولد النبوى ليس احتفاءً بمولد الرسول.
وعلى النقيض تمًاما أكد عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، أن الطرق الصوفية ستقيم عدة احتفالات يوم مولد النبوى الشريف، من بينها حلقة ذكر لله ودراسة السيرة النبوية، وإحياء النوافل، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر وندوة حول قضية من قضايا العصر، وبحث سبل مواجهة مخاطر العصر الحديث.
وحول تحريم السلفيين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، قال الشبراوى لـ"انفراد"، "هم فقط يحرمون كل شىء، وهم لا يعلمون أن الرسول احتفال بمولده بصيام يوم الاثنين، والاحتفال المسلمين بالمولد النبوى هو محبة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابع شيخ الطريقة الشبراوية، "لا يوجد أى دليل يحرم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بل هو تقرب من الله، كما أن من يحرم الاحتفال عليه أن يعلن لنا دليله على التحريم".
وفى السياق ذاته قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، إن السلفيون يتسلطون منذ سنوات على عادات المصريين وتقاليدهم وتدينهم الفطرى، وبرغم أن المسألة المتعلقة بالاحتفال بالمولد النبوى خلافية والرأى الأشهر فيها جواز الاحتفال بالمولد إلا أنهم يتمسكون بكلامهم المنقول عن فقهاء الخليج مخالفين دار الإفتاء المصرية وعلماء الأزهر الشريف.
وأضاف البهى لـ"انفراد"، "ومع أن السلفيين يؤمنون بقاعدة لا إنكار فى مسائل الخلاف إلا أنهم يناقضون أنفسهم، وينكرون على علماء المسلمين هذا الرأى القوى فى حجته ومنطقة.