هبت أكثر من دولة من دول العالم لنجدة الصهاينة، استجابةً للنداءات والتوسلات التى أطلقوها ــدولياــ لمساعدتهم فى إطفاء وإخماد ومحاصرة الحرائق والنيران التى اندلعت فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، منذ 4 أيام وتستمر حتى هذه اللحظات، وطال لهيبها المستعمرات الصهيونية على الأراضى الفلسطينية العربية والقدس المحتلة، وأدى انتشار النيران نتيجة لشدة الرياح إلى خسائر لدى الكيان الصهيونى، تجاوزت حتى الآن الـ300 مليون دولار، وتسببت الحرائق فى تشريد وإجلاء مئات المواطنين عن منازلهم ومدنهم وقراهم والمستعمرات التى يقطنون بها.
إنسانية زائفة
هذه النجدة السريعة، وردة فعل عدد من الدول لإنقاذ الصهاينة، –وعلى رأسها إرسال الولايات المتحدة الأمريكية أضخم طائرة إطفاء للمشاركة– تدفعنا إلى التساؤل ورصد هذا الكم الهائل من الإنسانية والرحمة التى هبطت فجأة على دول العالم التى سارعت لتقديم العون للكيان الصهيونى خلال انتشار هذه الحرائق، ويحق لنا أن نسأل ونتعجب "أين هذه الإنسانية والرحمة والمروءة والسرعة فى تقديم العون للعرب فى فلسطين والعراق وسوريا؟".
عربدة صهيونية
فلسطين واحتلالها بدءًا من زراعة الكيان الصهيونى بها من خلال وعد بلفور عام 1917، وقبلها بقليل وخلال تقسيم الوطن العربى باتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916، وعربدة الصهاينة وحروبهم واعتداءاتهم المستمرة على الدول العربية، وخاصة مصر فى 1956 و67 واحتلال الأراضى العربية فى سوريا ولبنان وسيناء، قبل أن تسترد مصر سيناء بعد ذلك، ثم العربدة الصهيونية بضرب المفاعل النووى العراقى عام 1981، وضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس عام 1985، وخلال كل ذلك مذابح "دير ياسين"، و"بحر البقر"، وغزو لبنان، وقتل وتشريد الآلاف من الفلسطينيين أصحاب الأرض بكل أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ خلال الـ50 عاما الماضية.
ومازالت العربدة مستمرة، والأدهى من ذلك ما يحدث للقضايا العربية فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو قمة التناقض والانتهازية والمهازل، حيث لم نشعر نحن كعرب يوما، ولم نذق طعم هذه الإنسانية من دول العالم التى تقدم المساعدة للصهاينة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التى يندى لجرائمها جبين العالم فى فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والسودان، والاعتداء على مصنع للأدوية عام 1998، بل وفى فيتنام وغيرها من دول العالم، والتى تُعَد أكبر داعم لعربدة الصهاينة وقتلهم وتشريدهم للفلسطينيين طوال هذا التاريخ، بالمال، والمعدات، والسلاح، وأحدث التكنولوجيا العالمية.
إيطاليا التى هبت لنجدة الصهاينة، مازالت جرائمها ماثلة أمام الجميع وتعج بها صفحات التاريخ، من قتل وتشريد وترويع الآلاف من الليبيين العرب خلال احتلالهم لهذا البلد بداية من غزوه عام 1911 وخلال سنوات الاحتلال.
هذه ليست إنسانية ولا تحضرا ولا مروءة من دول العالم تجاه الصهاينة، بقدر ما هى دعم للمحتل الغاصب على أن يزيد فى احتلاله وقتله وتشريده وجرائمه واغتصابه لحق الشعب الفلسطينى والعرب.
كانت 7 دول قد أرسلت أجهزة ومعدات وطائرات لمكافحة الحريق الذى مازال مستمرا بالأراضى الفلسطينية المحتلة وهى: روسيا، واليونان، وقبرص، وإيطاليا، وكرواتيا، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية.