"ما دام العنف ضد المرأة مازال مستمرًا، لا نستطيع أن ندعى بأننا نحقق تقدمًا حقيقًا" هذه الجملة ضمن حديث بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن العنف الذى يمارس ضد المرأة فى العالم، هذه الكلمات التى عبر فيها الأمين العام عن الأوضاع المُذرية التى تعانيها النساء ليس فى الدول العربية فقط بل فى العالم أجمع، عن أوضاع المرأة المصرية وما تخبرنا به الإحصائيات عن هذا العنف الممارس ضد النساء، وبمناسبة بدء حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، قررنا أن نتحدث عن أوجاع النساء وشكواهن المكتومة غلباً وصبرًا، ونعيد الحديث خلال هذه الفترة من الحملة عن كل ما سكت عن النساء وما تؤكد لنا الدراسات والإحصائيات عن أوضاعهن.
حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، هذه الحدث السنوى الذى يكون فى الفترة ما بين 25 من نوفمبر حتى الـ10 من شهر ديسمبر، والتى تحارب العنف ضد الإناث بكل أشكاله وأنواعه، فهو كما حددته الأمم المتحدة "بأنه أى فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو الجنسية، ويشمل كذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفى من الحرية" كل هذا أدرجته الأمم المتحدة تحت عنوان العنف الممارس ضد المرأة".
فى السطور التالية نقدم مجموعة من الإحصائيات والدراسات التى تناولت حجم العنف بكل أشكاله وصوره فى مصر..
أرقام وإحصائيات أوضحها التقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والأحصاء، والتى تؤكد أن هناك نسبة كبيرة من نساء مصر يتعرضن للعنف فى أشكال وصورة مختلفة.
نسب العنف التى تتعرض لها النساء اللاتى سبق لهن الزواج
العنف الجسدى من قبل الأزواج
46 % من النساء اللاتى سبق لهن الزواج، قد تعرضن للعنف الجسدى على يد الأزواج، سواء كان هذا العنف جسدى أو نفسى أو جتى جنسى، أما العنف الجسدى بمفرده فقد بلغت نسبته 31.8%، واختلفت نسب النساء اللاتى تعرضن للعنف من محافظات إلى أخرى، حيث تصل النسبة فى وجه بحرى إلى 58% أما الوجه القبلى 40%.
العنف النفسى
32 % من النساء اللاتى سبق لهن الزواج قد تعرضن لهذا النوع من العنف على يد شريك الحياة، وهى ليست هينة على الإطلاق، حيث تعكس معاناة الكثير من النساء مع أزواجهن.
العنف الجنسى
12 % فقط من النساء يتعرض للعنف الجنسى من قبل الأزواج، فعلى الرغم من أن هناك شكاوى متكررة من هذا النوع من قبل الزوج إلا أن هذه النسبة منخفضة مقارنة مع العنف الجسدى والعنف النفسى.
الختان
أما فيما يخص الختان، فقد أكدت الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن هناك 9 من 10 من الإناث تعرضن للختان، وأن هناك 60% من الإناث فى الفترة العمرية ما بين 18 إلى 19 عام تعرضن للختان، 75% من النساء فى الفئة ما بين 20 إلى 24 عاما تعرضن للختان.
إجبار على الزواج
أكدت الإحصائيات أن 11% من النساء أجبرن على الزواج دون الأخذ برأيهن، ونحو 40% من الإناث فى العينة العمرية ما بين 18 إلى 64 عامًا تزوجن قبل بلغوهن الـ18 عاما.
العنف الأسرى ضد المرأة
شريحة كبيرة من النساء تتعرض للعنف الأسرى من قبل الأباء أو الأخوة، حيث رصد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن النساء اللاتى تعرضن للعنف الأسرى وصلت نسبتهن إلى 18% تعرضن للعنف الجسدى والجنسى فى الفئة العمرية قبل 18 عاما، أما 17% تعرضن إلى العنف النفسى من قبل أفراد العائلة، و2% تعرضن لما أسمته الأمم المتحدة للعنف الجنسى من قبل الأخوة أو الأباء، ووصلت نسبة الآباء الذين مارسوا العنف البدنى على بناتهن إلى 50 %، أما الأشقاء الذكور فكانت النسبة وفق الإحصائيات 1% فقط.
التحرش
يُعد التحرش أحد أهم أنواع العنف الذى تتعرض له النساء وهو ما يسمى العنف من الغرباء أو فى الأماكن العامة، حيث بلغت نسب التحرش فى المواصلات العامة إلى 60% من النساء تعرضن لمثل هذا النوع من العنف، و96% من النساء تعرضن للتحرش من قبل الغرباء وفق آخر مسح قام به الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
العنف فى أماكن العمل
139 ألف امرأة يتعرضن سنويًا إلى العنف سواء الجسدى أو النفسى أو الجنسى، وهى نسبة كبيرة، تعكس معاناة النساء داخل أماكن العمل، وهى نسبة لا تختلف كثيرًا عن السنوات الماضية، وهو ما يعنى أن الظاهرة فى طريقها للتزايد.
ما تتكبده الدولة من خسائر كنتيجة للعنف الممارس ضد الإناث
للعنف ضد المرأة آثار سلبية فادحة، ليس فقط على مستوى النساء المعنفات أو اللاتى يتعرضن إلى أى نوع من أنواع العنف السابق ذكرها، بل كذلك الدولة تتحمل خسائر اقتصادية بسبب العنف الممارس ضد الدولة، وهو أمر لا يخص مصر وحدها، بل هناك أكثر من 80 دولة تخسر اقتصاديًا بسبب العنف ضد المرأة، وذلك وفق آخر مسح اقتصادى للآثار السلبية للعنف على الدولة، والذى تم بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
التقرير الصادر وفق لهذا المسح قدم إلينا مجموعة من الأرقام الخيالية عن ما تخسره الدولة سنويًا من جراء العنف الممارس ضد الإناث، وتكون هذه الخسائر هى عبارة عن الأموال المهدرة على العنف مثل الرعاية الطبية، أو تغيير مكان السكن، أو تغير وسيلة المواصلات، أو الاستعانة بشخص للحماية، كذلك الخسائر فى الأجور والخدمات الإنتاجية وتقدر بـ4.2 مليار سنويًا، وهى نسبة حددت وفق آخر مسح اقتصادى تم إجراؤه بالشراكة بين الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والمجلس القومى للمرأة، حيث بلغت نسبة ما تدفعه المرأة المعنفة وأسرتها 1.49 مليار سنويًا نتيجة للعنف الممارس عليهن من قبل الأزواج فقط.
548 مليون جنيه ماتتكبده أسر الضحايا من العنف سواء فى الاستعانة بأشخاص للحماية أو حتى تغيير وسيلة المواصلات خوفًا من التحرش فى الأماكن العامة.