فى اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، تنشر انفراد، ثلاث حكايات مأساوية، لثلاث سيدات، هن جميلة، وهالة، إيمان، عانين في علاقات زوجية فاشلة، يفتح انفراد هذا الملف، في محاولة لإيقاف العنف الذي تتعرض له الزوجات.
جميلة تزوجت قسرا من سائق خوفا من العنوسة وتعرضت للضرب 12 عاما
أقامت "جميلة .م" دعوى خلع أمام محكمة الأسرة بالمعادي، ضد زوجها "احمد .أ" بعد ١٢ عاما من الزواج، مبررة ذلك بعدم قدرتها على تحمل الضرب والإهانة، وهو السبب الذي دفعها للجوء إلى الخلع قائلة فى دعواها: زوجي يرفض تطليقي، ولم أعد قادرة على تحمل الضرب والإهانة المستمرة منذ بداية زواجي، أي منذ 12 عاما، فهو يستمتع بسبي دائما وضربي وشد شعري أمام أولادنا الثلاثة، فقط لأنه يشعر بأنني أفضل منه اجتماعيا وثقافيا".
وأضافت: بعد الزواج اكتشفت شعور زوجي بالنقص منذ يومنا الأول في بيت الزوجية وذلك لأن مستوى أهلي الاجتماعي جيد، والدي كان بحارا وجميع اخواتي خريجي جامعات، وفي مناصب مرموقة، أنا الوحيدة سيئة الحظ في التعليم، فقد اكتفيت بالمؤهل المتوسط وسيئة الحظ في الزواج أيضا، فبعدما أصبحت في السابعة والعشرين من عمري، بدون زواج، أصبح الجميع يصمونني بالعنوسة، وبالتالي قبلت عندما تقدم لخطبتي سائق لا يحمل أي شهادات دراسية، وكان همي وأهلي أن أتزوج حتى يكف أهل القرية عن وصمي بالعنوسة".
إيمان تخلع طبيب العلاج الطبيعى لأنها تشعر أنها تزوجت عائلة زوجها
"إيمان ج"، الفتاة العشرينية، التي أقامت دعوة خلع على زوجها، وقفت أمام المحكمة تروي أسباب تقديم دعوتها ضد زوجها "حامد ج" 33 سنة، يعمل طبيب علاج طبيعي، وحسب الدعوى قال الزوج: "أنا بنشغل في عملي من أجل توفير المال لمسكن الزوجية، ومسكن والدتي لأن والدي متوفي، وترك لي أشقائي، ويحتاجون للنفقات والزوجة تريد أن أجلس برفقتها طيلة اليوم، وطلبت منها أن تتحملني فترة لكنها هددتني باللجوء للمحكمة وأنا أريد الصلح فيما بينا لأنني أبغض الطلاق".
فيما قالت إيمان لمكتب الأسرة: من حقي كزوجة أعيش حياتي، وأشعر براحة مع زوجي، لكنني كرهت حياتي معه لا المال بيشتري الراحة ولا الضرب والإهانة اللي هتخرب البيت، أنا من يوم زواجي وأشعر أنني تزوجت عائلة زوجي، لاهتمامه بهم علي حساب حياتنا الزوجية، ويوجد سبب يعلمه الزوج لا أريد الحديث فيه حفاظا على منظر زوجي أمام المحكمة".
الزوج والشقيق يقيدان الزوجة لإجراء ختان خوفا من خيانتها..
" هالة.ك" أقامت دعوى طلاق ضد زوجها "حسن.خ"، أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، بعد قيامه بتقييدها، هو وأخيه الممرض و أجرى لها جراحة ختان عنوة ، خوفا من خيانتها "مثل زوجه أخيه"، وقالت الزوجة بدعواها أمام محكمة الأسرة: "تزوجنا من سنة وخلالها لم نكن نعانى من الخلافات الزوجية ،وكانت حياتنا مستقرة ، ولكن ما جعل حياتنا تنقلب رأسا على هو قيام زوجة أخيه بالزنا وخيانة زوجها، مما جعل المنزل كله يشتعل ، وزوجى يشك فى بسبب أقل تصرف لى".
وتابعت "دخل زوجى فى يوم غاضب بسبب زيارة أهلى دون استئذانه ، وقام بضربى، وبعدها ذهب لوالدته وجاء بصحبتها وشقيقه الممرض ، ودخلوا على غرفة نومى، وقيدنى حتى شل حركتى ، وأجروا لى جراحة ختان عنوة ، وقال لى إنه يعفنى حتى لا أكرر خيانة زوجة أخيه".
ويرصد "انفراد" بعض الإحصائيات والحكايات التى تظهر بشاعة ظاهرة العنف ضد المرآة فى ظل الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة العنف ضدهن، حيث كشفت إحصائية واردة من وزارة العدل ومحاكم الأسرة تؤكد أنه تم تداول أكتر من 100 ألف دعوى طلاق وخلع بسبب تعرضهن للعنف على يد أزواجهن، و10 آلاف دعوى لإجبار الزوج لزوجته لترك عملها، و15 آلف دعوى لزواج الزوج للمرة الثانية لعدم قدرة الزوجة على الإنجاب.
كما كشفت الإحصائية أنه تم تداول أكتر من 40 ألف دعوى لأمهات قاصرات أمام محاكم الأسرة "إثبات الزواج"، حيث ينتشر زواج القاصرات وإثبات الزواج بنسبة 30 إلى 40% بالصعيد والقرى والأرياف و25 ألف دعوى إثبات نسب، والنفقة 56 ألف قضية، و10 آلاف دعوى لتعرض الزوجات للخيانة بزواج أزواجهم عليهن للمرة الثانية والثالثة.
وأحتل ختان الإناث نسبة 92% من السيدات اللاتى سبق لهن الزواج، ونسبة سيدة واحدة من بين كل 10 نساء يلجأن إلى محاكم الأسرة بسبب غضب ومعاقبة زوجها لها، وتبلغ حالات الطلاق والخلع لعام 2015 بسبب هذه العادة 11 ألف حالة على مستوى الجمهورية، فيما لا تزال تنظر 16 آلاف دعوى أمام نفس المحاكم خلال عام 2016، طبقا لإحصائيات المجلس القومى للمرآة عن انتشار العنف ضد الإناث.