وفاء من نوع خاص.. زوجان مسنان غرفة نومهما صندوق سيارة ربع نقل ومعيشتهما داخل عشة فى بنى سويف.. العجوز باع عفش الأسرة لإجراء جراحة المرارة لزوجته.. أصيب فى حادث وعجز عن دفع الإيجار واترمى فى الشارع

قصص الوفاء والتضحيات بين الأزواج والفرقاء كثيرة، بعضها أصبحت سيناريوهات لأكبر الأفلام العربية والعالمية، والبعض الآخر تحولت لقصص درامية مكتوبة فى كتب لكتاب معروفين، والكثير منها لازال مختفياً عن الجميع يعيش إبطالها على ذكريات التضحيات الجميلة على الرغم من تدنى وانعدام مستوى المعيشة. عم "أبو زيد": "اللى ساكن فى صندوق الربع نقل عند السلخانة "، أشهر عجوز بمدينة الفشن جنوب محافظة بنى سويف، يعرفه الصغير قبل الكبير، تربطه صداقات بأهالى المنطقة، يعطفون عليه بالطعام والشراب، ويسمحون له ولزوجته بقضاء حاجتهم داخل دورات المياه فى منازلهم. بجوار سور المجزر الآلى لمدينة الفشن "السلخانة"، يسكن "أبو زيد أبو العلا" وزوجته فى صندوق إحدى السيارات الربع نقل القديمة الملقاة بجوار المجزر الآلى، وبجوارها أقام العجوز "عشة" من البوص ليعيش بداخلها طوال ساعات النهار. بابتسامة لم تفارقه طيلة حوار انفراد معه، تحدث عم أبو زيد قائلا: "متستغربش للمكان اللى إنا عايش جواه، فين ناس مش لاقية البوص دول عشان يتستروا جواهم، إنا عايش هنا من زمان، وراضى باللى ربنا كاتبهولى والحمد لله". ويحكى عم أبو زيد قصته قائلا: "تزوجت من الصعيد واستأجرت منزل فى مدينة الفشن، وعندما عجزت عن دفع الإيجار القانى مالك المنزل فى الشارع لأعيش أنا وزوجتى وابنى الوحيد بين جدران صندوق السيارة الربع نقل والبوص". وأضاف العجوز، قبل طردى أنا وزوجتى من المنزل، احتاجت زوجتى لإجراء عملية المرارة، ولم أكن أملك أى أموال، فقمت ببيع أثاث وعفش المنزل من أجل أجراء العملية الجراحية لزوجتى. وأشار "أبو زيد"، ابنى الوحيد يبلغ من العمر 13 عاماً، خرج من المدرسة، ويعمل فى أحد الورش، لكى يساعدنى على العيش أنا ووالدته، التى تسكن هى صندوق السيارة الربع نقل وأنام أنا هنا بين البوص والأخشاب فى هذه العشة الصغيرة. واستكمل العجوز حديثة قائلا: "وقع لى حادث تصادم من سيارة نقل كبيرة، مزقت قدمى، وتوجهت إلى مستشفيات بنى سويف، فأخبرونى بضرورة وجود أحد أقاربى للتوقيع على إقرار بالموافقة على بترها، بس مليش حد يروح معايا مليش قرايب هنا". وأضاف عم أبو زيد: "مشكلتنا الكبيرة كانت فى دخول زوجتى دورة المياه لقضاء حاجتها يوميا، أنا ممكن ادخل المسجد، لكن زوجتى كانت هتعمل آية، بس الحمد لله ربنا رزقنا بجيران ولاد حلال يسمحون لزوجتى بالدخول لمنازلهم لقضاء حاجتها". وأضاف عم أبو زيد المبلغ الذى أحصل عليه شهريا من معاش التأمينات الاجتماعية، 400 جنيه وهو لا يكفى للعيش وأصغر شقة أو غرفة بمدينة الفشن يبلغ إيجارها أكثر من 500 جنيه، مشيراً إلى أنه لا يحتاج سوى غرفة صغيرة تحميه وزوجته العجوز وابنة الصغير من النوم فى العراء وتعرضهم للخطر والأمراض. وطالب أبو زيد أبو العلا رئيس الوزراء بتوفير غرفة صغيرة بدورة مياه ليحتمى بها هو وأسرته، مطالباً مسئولى الصحة بالمحافظة بعلاج قدمه ومحاولة إنقاذها قبل البتر أو بترها وتركيب قدم صناعية تساعده على العمل وتوفير القليل من الدخل لأسرته الصغيرة.






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;