بعد مائة عام من الإهمال تشهد منطقة المدابغ التابعة لسور مجرى العيون بحى مصر القديمة، عملية تطوير واسعة النطاق، حيث تعكف الحكومة المصرية فى إطار مشروع تطوير السور، الذى تشرف عليه محافظة القاهرة ووزارتا السياحة والآثار، على استغلال المنطقة الاثرية ونقل المدابغ الموجودة بها إلى منطقة الروبيكى بمدينة بدر.
كما تستعد مدينة الروبيكي الجديدة، بمدينة بدر، لاستقبال 10 مدابغ لصناعة الجلود فى أول دفعه لنقل المدابغ من سور مجرى العيون بمصر القديمة إليها، حيث التجهيز الكامل لاستقبال كافة المدابغ بالمرحلة الأولى التى تم الانتهاء منها على مساحة 160 فدانا، و80 عنبراً بمساحات مختلفة وجاهزة للتشغيل.
وتستهدف الحكومة المصرية إعادة السور الذى مضى على إنشائه أكثر من خمسمائة عام، لسابق عهده ووضعه على خريطة السياحة العالمية، وفق نظام متناغم لتطوير السور لأن التعديات كبيرة والمخالفات تتزايد يومًا بعد يوم.
ويشمل المشروع ترميم الأجزاء المتهدمة وإحياء السواقى والإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والاستراحات والكبارو المعلقة إلى جانب مرسى على النيل يربطه بالمناطق السياحية الأخرى، ويتم ذلك من خلال ثلاثة مراحل ، تم إنجاز الأولى منها.
إنشاء فنادق سياحية بمنطقة المدابغ بعد إخلائها
بدوره أكد المهندس محمد الطويل رئيس حى مصر القديمة، أن المحافظة نسقت مع شركة عقارية بالتعاون مع وزارتى الآثار والصناعة لإنشاء فنادق سياحية بعد عمل تأهيل وتطوير عقارى للمنطقة بالكامل، حيث إن سور مجرى العيون سيكون مزارا سياحيا.
كما كشف "الطويل" فى تصريح خاص لـ"انفراد" أن التطوير يتتضن إقامة مدينة متخصصة في صناعة الجلود والعمل على تقديم الدعم والمساهمة فى تطوير عدد من الصناعات المختلفة، وهو ما سيسهم فى دفع عجلة الإنتاج وزيادة حجم الصادرات وتحقيق أوجه التنمية المستدامة، بجانب تنفيذ عمليات تطوير عمرانى شاملة لمنطقة سور مجرى العيون، تشمل ترميم السور وإعادته لطبيعته، بما يتناسب مع القيمة التاريخية والحضارية لهذه المنطقة، وذلك عقب نقل وتسكين لعدد من المدابغ والعاملين بها من منطقة سور مجرى العيون إلى الروبيكى.
وأضاف رئيس الحى، أن منطقة الفواخير التى تم تطويرها ستطرح بنظام حق الانتفاع، وتضم 152 فاخورة حديثة بدون ملوثات، بالإضافة إلى مركز للمعلومات على أعلى مستوى يديره خبير إيطالى لمطابقة الصناعات الأوروبية.
بحث مقترح لتشغيل مدينة "الروبيكى" الصناعية بالطاقة الشمسية
وفى هذا الصدد كشف محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، فى تصريحات صحفية عن عَقْد الشعبة اجتماع موسع مع وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل، خلال الأيام المقبلة، لبحث مقترح تشغيل مدينة الروبيكى بالطاقة الشمسية، لتوفير 70% من تكلفة الطاقة المستهدف استخدامها، بالإضافة إلى بحث دعوة الشركات البرتغالية للمشاركة فى بناء المرحلة الثالثة من المشروع.
وفي تصور أعلنته وزارة الآثار في أكتوبر العام الماضى، أكدت إمكانية إنشاء مناطق سكنية تناسب ذوى الدخل المرتفع والمتوسط، مع بناء ملاعب رياضية ونوادٍ، وإمكانية إنشاء منطقة للصناعات الحرفية اليدوية، والتى يقبل على شرائها السائحون، وترميم السور عن طريق إبرازه بصريًا.
كما تم طرح تصور آخر لاستغلال المنطقة، بإقامة سوق ترفيهى، للزوار الأجانب والمصريين، لتطوير المحيط العمرانى والذى يؤدى بدوره إلى الارتقاء العمرانى، ويتم ذلك بإنشاء منطقة خضراء يتخللها مسار مشاة رئيسى من الشمال إلى الجنوب وتتخلله مجموعة انحناءات تخلق بدورها مجموعة من الفراغات بين مسار المشاة وكل من السور أو الطريق الآلى المقترح غرب المنطقة الخضراء وتستخدم هذه الفراغات كمناطق ترفيهية.