العديد من الحرائق التى شهدتها مصر خلال الفترة الماضية تؤكد أن الدولة لا تزال تفتقد الى فن إدارة الأزمات، نتيجة الخسائر التى تقع على المتضررين تارة وعلى الدولة تارة أخرى، فمشاهد اضرام النيران ببعض مباني الدولة وممتلكات المصريين والباعة الجائلين لم يكن بالأمر الجديد.
الواقع المرير يؤكد أن الدولة المصرية بمختلف محافظاتها، شهدت الكثير من الحرائق منذ الخمسينات بداية من حريق القاهرة حتى اخر تلك الوقائع وهى حريق سوق الجمعة بالسيدة عائشة الذى وقع صباح اليوم، ما اسفر عن حرق ما يقرب من 50 عشه وكشك بلغت خسائرها ما يزيد عن المليون و200 الف جنيه دون وقوع أى اصابات أو وفيات تذكر .
"انفراد" رصدت عدد من أهم وقائع الحريق التى شهدتها مصر، بتاريخ 10 مايو العام الحالى، نشب فى منطقة الرويعى بالعتبة حريق استمر لعدة أيام بعد اخماده مرة تلو اخرى، وتسبب فى خسائر كارثية، حيث التهمت محتويات 238 محلاً ومخزنًا للأحذية والملابس والبلاستيك، وتقدر خسائرها بـ25 مليون جنيه حتى الآن .
حريق القاهرة 26 يناير 1952
من أبرز وقائع الحريق والأكثر كارثية فى تاريخ مصر تمثلت لأسباب سياسية، اختلفت الأقاويل وقتها حول الجناة، فقد بدأت الكارثة يوم 26 يناير 1952، الساعة الثانية عشر ظهراً، وبدأت النيران تندلع بكازينو "أوبرا"، يليه العديد من الفنادق والبنوك ذو مصالح بريطانية، والسنيمات والكازينوهات والنوادي ومئات المتاجر وانتشرت الفوضى وقضت النيران على معظم مظاهر الحضارة بالقاهرة.
خسائر الحريق بلغت ما يقرب من 700 مبنى، ومن أكبر الفنادق التى تم تدميرها فندق شبرد،فضلاً 40 من أشهر السينمات والمطاعم والكافيهات كسينما"ريفولي،ميامي، مترو"، بجانب كافيه "الأمرييكين، وصالة جروبي"، وأكبر المتاجر" شيكوريل، عمر أفندي، وصالون فيردي"، والكثير من معارض السيارات ومحال السلاح، وأسفر حريق القاهرة على مقتل 26 شخصاً وإصابة حوالي 552 فرد بالحروق والكسور.
حريق الاوبرا الخديوية 1971
وبتاريخ 28 أكتوبر 1971، وقع حريق أخر هز الرأى العام فى ذلك التوقيت فقد إلتهمت النيران مبنى الأوبرا القديمة بكل محتوياته وتهاوت أجزاء في الهواء من ديكورات و إدارات وأكسسوارات العروض والعديد من التحف النادرة و تعددت أسباب الحريق .
قطار الصعيد.."انفجار موقد بوتاجاز"
وفى عيد الأضحى عام 2002، كان من أكثر الاعياد مأسوية في حياة المصريين وخاصة من أهالي الصعيد، حين أبرمت النيران في قطار"832"، صباح يوم 2 فبراير من مدينة العياط متجهاً لصعيد مصر، فقد بدأ الحريق بعربة القطار الأخيرة المكدسة بالركاب الذين كانوا متجهين لقراهم ومراكزهم لقضاء عيد الأضحى مع ذويهم، وامتدت لباقي العربات وقام السائق بفصل العربات الأولى عن الأخيرة خشية من إبرام النيران لباقي القطار.
واعلن أن سبب الحريق انفجار موقد بوتاجاز بأحد العربات الأخيرة، ونتج عن الحريق وفاة ما يزيد عن 350 شخصاً متفحماً، وأخرين ألقوا بأنفسهم من شبابيك القطار ولقوا مصرعهم على الفور.
حريق مبنى الحزب الوطني
اضرم مجهولون النيران يوم 28 يناير2011،والمعروف "بجمعة الغضب"أثناء ثورة يناير، بطوابق مبنى الحزب الوطني بوسط القاهرة، مستخدمين زجاجات المولتوف والأسلحة النارية.
حريق المجمع العلمي
انهار السقف العلوي للمجمع العلمي من الداخل، يوم 18 ديسمبر 2011، واشتعلت النيران في المجمع وتفحمت أغلب محتوياته وأكلت النيران ما يقرب من 200 ألف وثيقة هامة وأثرية وخرائط بعضها نادر.
وتضم محتويات المجمع تاريخ مصر منذ عام 1798، ومن أشهر الوثائق التى التهمتها النار مذكرات ليوناردو دافنشي، وموسوعة الدستور الفرنسي الأصلي، وخرائط حصلت عليها مصر في التحكيم الدولي لإنهاء الخلاف لحدود مصر والسودان لمنطقة حلايب وشلاتين وطابا.